1 قراءة دقيقة
07 Feb
07Feb


عند تكون الوعي السياسي لدي بدأت التمرد على الكثير من الاعمال والخطب والتصرفات الشيوعية آنذاك هذا التمرد دفعني على القراءة والإهتمام أكثر بالرواية فكان دافعي الاول هو رواية كيف سقينا الفولاذ ل ستروفسكي التي كانت في جزئيين تعايشت مع اوستروفسكي وبافل  كورتشاغين وكأنني جزء لايتجزء من شخصيته نعم إن الإنسان لا يخاف الموت إذا كانت له قضية يفنى من أجلها فإنها تخلق في نفسه القوة وسيموت مطمئنَ الضمير حتمًاً

 إذا كان يحس بأن الحقيقة إلى جانبه, ومن هنا تأتي البطولة نعم هكذا كان يتحدث اوستروفسكي بكل شجاعة وتعلمنا منه إن على الانسان ان يختار طريقه مهما كانت الصعوبات .

شكلت رواية كيف سقينا الفولاذ محطة قوية لي لمراجعة الحسابات والعمل بالشكل الثوري كما كان يفعل هو لا يمكن أن يخلص الإنسان في عمله ويبدع إذا لم يحمل عقيدة مؤمن بها فلإيمان شرط لكل عمل متقن وناجح  والعمل يمثل العنصر الأهم في حياة الفرد والمجتمع .

 فحاولت بشتى الوسائل الإحتكاك مع كل الاطراف السياسية والادبية السرية منها والعلنية في ذلك الحين أدركتُ معنى الخروج من تحت جلباب أبي فلم تعد فقط الكتب الماركسية وروايات الأدب الروسي هي من تشدني فقط .

بل كل جريدة قومية أو حزبية أو معارضة  فقرأت لجكرخوين ورشيد كورد واستمعت الى صالح حيدوا وسيداي تيريز وجميل سيدا, ولاحقتُ رفاق الشغيلة والوحدة والعمل الشيوعي والعمال الكوردستاني والبارتي لم أترك أحد إلا وحاولت الإتصال معهم أو قراءة منشوراتهم الدورية بعضهم خلسة وبعضهم علانية الى جانب الإطلاع وتقوية ثقافتي الماركسية من خلال حلقات اتحاد الشباب وكذلك الحزب كان دوماً رفاقي يضجرون من نقاشاتي التي كانت تدخلني الى إطالة ساعات الاجتماع في حين الكان البعض فقط بحاجة إعلان حضوره والتوقيع لم أبخل يوماً على حزبي ومبدئي بأي شيء .بل كنت دوماً أحاول أن أكون قدوة لرفاقي رغم إنني وصلت الى مرحلة فضلت التفكير الحزبي على دراستي وعملي بعد ذلك بعد الاستفادة من تجارب اوستروفسكي "بافل كورتشاغين" استمعتُ في إحدى المرات التي كان يزورنا فيها اوصمان برو أبو شهاب وهي كانت بدعوات من أبي للرفاق وفي إحدى تلك الجلسات انفردتُ به وبدأ هو يحدثني عن رواية درب الآلآم لتولستوي فكان سؤالي يومها له كيف لك ان تجد الوقت الذي تستطيع فيه قراءة عملاق الادب الروسي تولستوي في درب الآلآم وهي اربعة اجزاء  ؟ 

وهي بحاجة الى وقت طويل ؟ 

فقال : اتعلم في كثير من الاحيان عندما كنت اسافر الى الاتحاد السوفيتي للمعالجة والاستجمام كنت استغل تلك الفترة في قراءة درب الآلآم فأدركت حينها إن الانسان الذي علم نفسه بنفسه القراءة والكتابة على أضواء لمبة الكاز الخافتة بعد عمل مضن من تعتيل اكياس الحنطة والشعير وحياة البؤس واستطاع ان يشق طريقه الى العمل السياسي واستطاع أن يثقف نفسه بالفلسفة الماركسية وقراءة الكثير من الروايات وغيرها إنه يملك نفس تصميم اوستروفسكي , وقررت حينها قراءة تولستوي فأدركت مسميات تولستوي للانتهازية والوصولية والثورية والانقياد الاعمى والجهل وووووو

دفعني تلك القراءة إلى طرح بعض الاسئلة على أبي الذي كنت استغل لحظات عمله في إعداد تقرير حزبي أو بعض التحضيرات للكونفرانسات المحلية والمنطقية الى سؤاله كيف بدأ رغم الصعوبات والألم كيف تعلم مثله مثل أبوشهاب على قناديل الكاز الخافتة كيف كان ينقل سياسة الحزب بقوة الى الفلاحين الفقراء كيف أنه كان يقضي ثلاثة ارباع وقته على الدراجة النارية متنقلاً من مكان الى آخر لنشر ثقافة الحزب ورفع السوية الثقافية للرفاق كيف نحت هو وعبدي شريف وشريف سمي وسليمان عيسى ووووو نحتوا في الصخر حتى تعلموا وتثقفوا ......

فأقف عند كل طرح كم نحن صغار أمام عظمة أمثالكم يا أبي 

تتمة ....................

تم عمل هذا الموقع بواسطة