الخروج من تحت جلباب ابي
غيفارا معو
لن أعيش في جلباب أبى

يقال للانسان الذي يتمرد على افكار ابيه ويشعر بالسعادة لأنه تحرر منها في بادىء الامر اريد ان الفت نظر القارىء الى امر مهم ان الخروج من تحت جلباب ابيك بالتأكيد ليس تحرراً إذا لم يصحب بالتغييرالجوهري للفكر طبعا ليس بالاتجاه السلبي بل الايجابي من وجهة نظرك ووجهة نظر العامة من الناس ....
كلما تقدمت بي السنين وخضت تجارب الحياة في كل فشل أدرك نصائح ابي التي كانت تحميني من كل شيء حتى وان كان بأسلوب غير مباشر كعادته التي اعتدنا عليها جميعا انا واخوتي واخواتي ولكن كان يجعلنا ان نقف عند كلامه ونقلبه عشرات المرات في رأسنا وبالنهاية كنا نتوصل الى حقيقة ما رمى اليه أبي .
وفي بعض الاحيان كان يطلب الاستماع الى رأيي في امر ما وعندما اسرد الموضوع اجده يتدخل مباشرة في احدى تلك الافكار ويقول لي نعم وهنا مربط الفرس ماذا فعلت من اجل ذلك ؟
كان يدهشني سؤاله أحياناً وأحاول التعبير عن رأيي في ما اشار اليه ولكن كنت اتخبط كثير في ايصال الفكرة حيث انه كان هو يرد علي ببساطة بمثال من الواقع المعاش وكنت اقتنع بماقال مباشرة مع إنني كنت مصمم قبلها على إنني على صواب بعد دراسة وتأني لكتاب ما متعلق بتلك الفكرة .
لم يطلب ابي مني او من احد اخوتي الالتزام الفكري والحزبي الذي يتبعه بل في بعض الاحيان عندما آتي الى البيت بكتاب او رواية يقول لي ببساطة ماذا تحمل في يدك ؟
اجيب ببساطة انه كتاب ما ..........؟
يقول لي وهل قرأت كتبه الموجودة في مكتبتنا التي كانت مجرد شباك في بيت طيني (قوبالة ) ارد بالنفي احيانا وبالايجاب احيانا أخرى .
فأن اجبت بالنفي يقول لي إذا بإمكانك قراءة ما لديك اولا وبعدها الالتفات الى الاستعارة أو الشراء .
وعندما ارد بالايجاب يقول لي إذا كان الامر هكذا لماذا لا تكتب ملخصا عن ماقرأت ليستفيد غيرك ايضا ؟
يدخلني كلامه في دوامة أخرى يا هل ترى لو إن اي مثقف من جيلنا ومن ما سبقنا عمل ذلك كم كانت كلماتهم ستدفع مئات من الشباب والشابات الى اقتناء تلك الكتب وقراءتها وكم كانت ستبقى ديمومة ما قرأناه في الذاكرة لا يقبل النسيان...
........يتبع