في قرية نائية على أطراف عامودا التي غير البعث اسمها من قره تبة الى تل اسود كان له موعد مع الأمل تربى في كنف والد عرف بحكمته وقلبه الطيب وأم لا تختلف بصفاتها عن الأب وبالأخص الطيبة والجرأة تزوج وانتقل الى مدينة القامشلي حيث توظف في صوامع الحبوب فكان محبوبا من جميع رفاقه ونزيها و مكافحا في عمله وكما يقول المثل وراء كل عظيم امرأة تشاركه كل شيء كل تفاصيل الحياة حلوها ومرها كون عائلة جميلة محبة وأطفال عندما نبدأ مع جمال معو أبو غاندي نبدأ بسرد تاريخي جميل ومحبب للصغير والكبير هذا القلب الكبير المحب للجميع المتفاني في عمله ونضاله أخذ من شخصية أبيه كل شيء إنه قد يكون في بعض الأحيان شخصية طبق الأصل لوالده علي معو الذي تثقف بأشعار رشيد كورد وملايي جزيري وجكرخوين وعكس هذا الأمر على حياة جمال معو أبو غاندي الذي كان يعشق كأبيه القراءة وك عمه فارس معو النضال الطبقي والفكر الماركسي اللينيني الخلاق اجتمع في شخصه كل صفات الفلاح والمثقف الثوري الحقيقي الباحث عن الحق والحقيقة لم يتخاذل يوما في نضاله وهو من عاصر وعايش الصراع الطبقي على أشده في الريف السوري وكان يحاول دائما أن يختار طريقه بنفسه رغم الصعوبات التي واكبت مسيرة حياته حتى التقى بشريكة حياته العائلية والنضالية سلطانة جميل محمد ابنة العمة أمينة التي كانت أيضا مثالا يحتذى بها كأمرأة كوردستانية وتحمل في ثناياها روح الثورة والتمرد وبدأ مشواره في اورقة المدينة ليسجل اولى تلك الذكريات في احدى بيوت الآجار المقابلة لدار جكرخوين الخالد وكان بداية اخرى في حياة تلك القامة الجبلية الشماء
فأصبح لديه حياة أخرى ومجتمع مختلف عن مجتمعه الريفي الصغير مختلف عن قره تبه التي أحبها ولم يستطع الابتعاد عنها وكان يقول دائما لو بقي في عمري يوما واحدا سأبني بيتا خاص لي في هذا الريف الجميل الذي لا استطيع الابتعاد عنه ولا أريد لأبنائي الابتعاد عنه أيضا لأن كُرس تاريخي أبي وأجدادي التاريخ المشرف الذي اعتز به أريد لأبنائي أيضا أن يعتزُ به .
عارك حياة المدينة بحلوها ومرها وانتقل من بيت إلى آخر توسعت دائرة معارفه ومحبيه أكثر فأكثر لحبه الشديد للثقافة و البساطة وروح الفكاهة التي كان يمتاز بها .
بدء مشواره مع لينين ومختاراته العشرة المترجمة إلى اللغة العربية ومختارات ماركس وانجلز الأربعة ورأس المال والكثير من الكتب والكتيبات الماركسية اللينينية عشق تولستوي وكان له مع درب الآلام قصص وحكايا في أجزائه الاربعة .
لم يتوانى يوما عند السرد الممتع لكل مايقرءه رفاقه وأقاربه لزوجته التي تتابعه بشغف وهو يروي لها ما قرأ في دفات كتب تشيخوف ومكسيم غوركي وهو التي حملت رسالتها الفكرية في صفوف رابطة النساء لحماية الامومة والطفولة والحزب الشيوعي السوري جنب إلى جنب في حياته الاجتماعية والسياسية فكان لها المعلم والرفيق والصديق والزوج المحب والقدوة والمثل تعلمه وتتعلم منه .
في كل حدث سياسي كان له رأي ويعشق أصحاب الأقلام الحرة ويتصدى للانتهازيين الذين كان يملئون تلك المرحلة ضجيجا فكان يصفهم بديوك المزابل آنذاك .
كان جريء بكل ماتحمله الكلمة من معنى ومتواضع ك سنابل القمح المليئة في قره تبه وعلى سيرة السنابل المليئة كان يحب الفريكة ويعجبه جدا ان يحصدها بنفسه كما سنتناول في فترة حياتية مقبلة عودته الى العمل الفلاحي مع رفيقة دربه وأم أطفاله الستة .
في حياته العملية في صوامع القامشلي كان يضرب به المثل في النزاهة في عمله ونتيجة نزاهته كان الانتهازيين والوصوليين يريدون دوما الإيقاع به ومحاربته بكل السبل والوسائل التي تتاح لهم ولكن يبقى صامدا لا يلين يقاطعني قارىء ويقول انك تصف قائد عماليا لم يتحدث التاريخ عنه في الكتب والسير الحزبية سأقول نعم وكم من سير مناضل تم طمسها من قبل الاحزاب والحكومات ولم يسجل الكتاب والمؤرخون .
أيها السادة التاريخ في الشرق يكذب لأنه دوون كما أملي عليهم لا إنصاف في تأريخ المرحلة برجالها هل تحدث التاريخ لكم عن علي معو وفارس معو وخلف نورو وجميلة وشريف عبدي وعبيد وسليمان عيسى وشريف سمي ووووو
هل تحدث التاريخ الذي أملى على كتابها كتابة وقائع الصراع الطبقي الذي اوقد نارها بدم آل معو هل سجل التاريخ مراحل البدايات الشيوعية في المنطقة للحفاظ على ذلك الإرث الثقافي والثورية للمنطقة لهذا بالطبع لم تجدوا ما يدون عن جمال معو ايضا .
هذه المقالة بخط يده عن البرجوازيتين البيروقراطية والطفيلية
تعذب هو ايضا مثل الكثير من العوائل الكادحة في المنطقة وخاصة من ضغط البرجوازية البيروقراطية في ميادين العمل والبرجوازية الطفيلية في ميادين الحياة المعاشية وبعد مدة طويلة من الزمن واستطاع وبمساعدة الأهل شراء قطعة أرض في الهلالية وحاول أن يعمر فيه غرفتين تجمعه وعائلته التي كانت وقتذاك مؤلفة من خمسة أفراد هو وزوجته وثلاثة أطفال وكلما حاول أن يعمر تأتي البلدية وتهدم ما قام ببناءه من عرقه وتعبه بحجة يمنع البناء في أراضي المشاع حسب زعمهم وكان العشرات من الابنية والبيوت تبنى يوميا ولكن على المحسوبيات والرشاوى التي كان جمال معو بافي غاندي يحاربه في كل مكان وعدم استعداده لمخاطبة هؤلاء وإرشادهم حتى إذا بقي كل عمره دون بيت يحميه وأطفاله من الأوضاع المعاشية الصعبة وفي أحد الأيام بدأ صراع بين المشرفين من قبل البلدية في مدينة القامشلي فأرسل احدهم الى ابو غاندي وقال له اذهب وعمر بيتك واي شخص يقترب من البلدية عليه بمواجهتي وفعلا بدء ابو غاندي ببناء البيت وعندما حضر مشرف البلدية مع تركسهم الذي أصبح شغله الشاغل هدم بيوت الفقراء تقدم منهم الشخص الذي أرسل إلى ابو غاندي بمباشرة البناء وقال لهم اذهب وهدم العشر البيوت التي عمر اليوم وبعد الانتهاء عُد وهدم هذا ايضا وهو يعلم ما يقول فقد عُمر عشرات البيوت بالرشاوي واستمر البناء واخيرا اصبح ل ابو غاندي وعائلته بيته الخاص وارتاح من حياة الأجار في البيوت الأخر وبدء بتجهيز بيته هو وعائلته يوما بعد يوم وحسب امكانياته المحدودة .
طبعا تطرقنا الى حياته في هذا الجزء المهم لأنها كانت معاناة أغلبية أبناء المنطقة من الضغط الممارس عليهم من البرجوازيين كما شخصا سابقا .
بعد تجهيز البيت بدء معاناته كأي عامل في تلك الفترة حيث راتبه لا يكفي خمس ايام بعد رأس الشهر نتيجة عدم تكافؤ بين الاسعار والرواتب ولكن ذلك لم يثنيه وشريكة حياته ورفيقته في بدء الاهتمام بالحي أو الحارة التي بنى فيها بيته التي كانت تفتقر لأدنى شروط السكن والاهتمام من قبل البلدية التي كانت مجتهدة في هدم البيوت حديثة البناء .
وبدء العمل المطلبي الذي كان أساس نضالهما الحزبي والطبقي وفكرهم الماركسي اللينيني هنا لا يمكن الفصل بين جمال معو أبو غاندي وسلطانة محمد ام غاندي لا فكرا ولا عملا لأنهما بالإضافة الى علاقة الحب بينهما كان بينهما علاقة المبدئ والنضال الطبقي من مجتمع العدالة الاجتماعية وكان بداية العمل المطلبي هو تزويد الحي بالمياه وشبكة الصرف الصحي الذي هما ضروريات الحي والسكان فيه .
تم تمديد شبكة الصرف الصحي ومياه الشرب على أساس العمل الشعبي لا الحكومي والمؤسساتي حيث تم تقديم طلب الى البلدية بتجهيز معدات الحفر وتوزيع المصاريف على أهل الحي وكان تضامن أهل الحي مع مطلبهم محل ترحيب واحترام وفي خضم هذا العمل وهم يقومون كخلية نحل في تجهيز بيوت الحي .
ذهبت إمرأة من الحي تدعى أم خالد الى بيت جمال أبوغاندي وقالت له ولزوجته نحن لا نستطيع تمديد الماء الى بيتنا لاننا لا نملك المال من أجل ذلك فكان موقف أبو غاندي يا أختاه سأقوم بتمديد بيتك قبل بيتي حتى لو انحرمت أنا من المياه وعلى حسابي الخاص فنحن جميعا فقراء وإذا لم نساعد بعضنا في المحن من سيأتي ويساعدنا نحن أهل وسنشارك حتى في كسرة الخبز وفي الصباح كان الفعل يسابق القول وتم تمديد بيتها قبل بيته
وتلك المرأة كان لديها ابنها الكبير خالد يدرس الشهادة الاعدادية على ضوء لمبات الشارع لأن بيتهم لم يكن منارا بالكهرباء وتخرج خالد من المرحلة الاعدادية بتفوق ولكن لم يتهنى بفرحته حيث أصيب بمرض السحايا ولم يكن لدى ام خالد وعائلتها الفقيرة امكانية الذهاب الى الطبيب فطلب جمال معو من رفاقه في الحزب الشيوعي السوري وقتها منظمة القامشلي بجمع التبرعات للشاب الخلوق والمجتهد خالد ابن ام خالد ليذهب للمعالجة في العاصمة دمشق وتم بالفعل تضامن شيوعيو منظمة القامشلي وجمع مبلغ من المال وكلفت منظمة الحزب رفيقين بأخذ خالد إلى العاصمة للمعالجة ولكن كان الموت متربص بذلك الفتى الخلوق والمجتهد فوافته المنية قبل وصوله الى العاصمة دمشق فعادوا بجثمانه الى القامشلي الهلالية وفي ذلك الحين أصرت أم خالد أن يقوم جمال معو ابوغاندي بواجب العزاء في ابنها ذهب ابو غاندي اليها وقال له يا أختي لا يجوز أن أقوم بذلك ولديك اهل واقارب يقوموا بواجب العزاء .
فقالت له انت له الاب والاخ والأهل والوحيد الذي خدمنا وخدم المرحوم خالد حتى النهاية
من القصص الانسانية التي نسرد لبيان تكاتف جمال مع الإنسان والمناضل الشيوعي مع أبناء الحي وكيف كان شخص محبوب من الجميع كبارا وصغارا
ومن الأعمال المطلبية أيضا في ذلك الوقت ونتيجة انقطاع المياه بصورة مستمرة كان كل بيت في الحي عمر بركة لمياه الشرب في أرض الديار أو الحوش وكانت صهاريج المياه تأتي لتزويد الحارة بمياه الشرب بطلوع الروح كما سماها رفيق درب أبو غاندي ام غاندي
وقتها قرر أبو غاندي وام غاندي تقديم عريضة مطلبية للبلدية لجلب المياه للحي وبدء جمال معو وام غاندي بتجهيز نص العريضة وتوقيع جميع أهل الحارة الذين يتعدى عددهم 500 بالاسم والتوقيع على تلك العريضة المطلبية وتم ارسال نسخة إلى البلدية والثانية الى المحافظة .
وشكلت أم غاندي وفد نسائي مكون من أربعة نساء وتوجهت بهم إلى رئيس بلدية القامشلي وعندما وصلوا الى مبنى البلدية رفض رئيس البلدية استقبال نساء الهلالية .
فما كانت من سلطانة محمد ام غاندي الا وأن تزأر كللبوة مخاطبا الحاجب او حارس رئيس البلدية أخبره أنه يستقبلنا غصبا عنه وإلا لماذا هو رئيس بلدية أليس من أجل تلبية مطالب الجماهير في أحياء قامشلي سمع رئيس البلدية آنذاك كورية كريغو لهجة الغضب فسمح لنا بالدخول وتحدث معنا وطلب منا الهدوء وقام بالاتصال مع الجهات المعنية لتأمين المياه للحي .
وفي ذلك الحين ايضا سمع ابو غاندي أن محافظ الحسكة سيأتي الى الهلالية لتدشين مدرسة فرحان العلي فطلب من ام غاندي أن تجمع بعض نساء الحي وتأخذ معها العريضة وتسلمها للمحافظ شخصيا وبالفعل جمعت ام غاندي أكثر من 150 من نساء الحارة وحملت معها العريضة التي تحمل أكثر من 500 توقيع وتقدمت به إلى المحافظ شخصيا بعد أن قرأت نص العريضة على الملأ فتعجب منها محافظ الحسكة مخاطبا نتمنى ان تكون جميع العرائض تحمل هذا الحس والمطاب المواطني الحق وفعلا اخذ المحافظ العريضة وتم تلبية متطلبات الحي .
نعم هكذا كان الزوج والزوجة و الرفيق والرفيقة يقومون بنضالهم الشيوعي الحقيقي قولا وعملا دون كلل أو ملل
ولكن لا ننسى الشتاء وكان الوصول الى الحارة يتطلب المعجزات من شدة الأوحال وبرك المياه فكان سكان الحي حتى وصولهم القسري الى فرن الحارة او البقالية كان يتلون بالاوحال من اخمص قدمه حتى ...... ناهيك عن عندما تمصي ونتيجة لزوجة الاوحال كانت تعلق فيها فردة حذاءك وتمضي حافية القدمين فكانت هي مشكلة اخرى اراد جمال معو وام غاندي إيجاد حل لها ايضا فقاموا ايضا بتقديم طلب الى بلدية القامشلي ومتابعتها من قبل الرفاق في الحزب فقامت البلدية بفرش الحارة بالبقايا او الحجر المكسر والذي بدوره خلص الحي من مشكلة أخرى كانت تؤرق جمال معو وعائلته وكل أبناء الحي .
نعم هكذا وكما نسرد لكم حقائق من نضال علم من أعلام آل معو وزوجته المناضلة سلطانة ام غاندي وايضا علم من أعلام النضال الشيوعي الحقيقي في خدمة الشعب والوطن بكل الميادين .
استمر حياة الكفاح والنضال لهذه القامة الشيوعية بين المعاناة والوضع المعيشي الصعب نتيجة ضعف الراتب الذي يتقاضاه من الدولة في صوامع الحبوب الذي حاول المرتشين بكل الوسائل الضغط عليه ولكنه كان دوما لهم بالمرصاد ونتيجة الظروف المادية الصعبة التي يعيشها وعائلته التي اصبحت تكبر أربع بنات وولدين مما دفع أبو غاندي وام غاندي للبحث عن مصدر آخر لإيفاء الديون التي تراكمت عليه وايضا تحسين وضع معيشة عائلته فكان قرار العودة الى العمل الفلاحي في فصل الصيف حيث يكثر حصاد العدس بالايدي والمناجل والطابان (الطابان هي حديد مبسط او فولاذ ذو رأس حاد وفي مؤخرته عصا طويلة كما عصا الرفش او الكاروك وكان من يعرف الحصاد بها يحصد كمية اكبر خلال اليوم وبذلك يجني مالا أكثر مقابل عمله اليوم )
طبعا كان الطابان هي أداة حصاد الإثنين ابو غاندي وام غاندي وهي فرصتهم في شهر أيار وحتى بداية حزيران للحصول على بعض من المال يعينهما على الاستمرار في تحسين وضع العائلة الاقتصادي وتسديد بعض الديون التي كانت تترتب عليهم .
نعم ولكن رغم كل شيء كان العلاقة الوثيق بين العائلة والحزب في اوجها دون كلل او ملل حتى بين الفلاحين وكانا بين الحين والآخر يذهبان مع العائلة الى قره تبة مسقط رأسه الذي زرع حبها في قلب عائلته فكانت لهم الحضن الدافئ بيت أبيه علي معو وعمه فارس معو وكان رغم حياته في المدينة التي بدأت تستقر يقول لو بقي في عمري يوم واحد سوف أقوم ببناء بيت خاص لي في قره تبة لأن قره تبة تمنح الروح للجسد ببساطتها القروية وأهلها الطيبين وأن يكون هو وعائلته في وسط أقاربه وأعمامه
في احدى الايام مرض جمال معو أبو غاندي وبدء بمراجعة الطبيب ولكنه لم يستفد كثيرا وازداد المرض عليه ونصحه الأطباء بالذهاب الى العاصمة دمشق للمعالجة ولكن دون ان يعرف او يشخص الاطباء مرضه ذهب برفقة زوجته إلى العاصمة مستشفى دمشق والتي كانت تسمى بأسم الحي الذي فيه المجتهد ..
وبدأ مسيرة العلاج ما بين زيادة الألم والشكوى وتراجع صحته وإجراء الفحوصات والتحاليل المستمرة دون جدوى كان ألمه يزداد فلم يكن يعرف للنوم طعما ولا للراحة مكانا كنت في تلك الفترة عسكريا في الخدمة الالزامية أنا وأخي سميح معو ونحن الاثنين نستطيع زيارته في المشفى ومساعدة ام غاندي التي أصبحت تتراجع صحيا مثل ابو غاندي لأنها الاقرب منه ومن الإحساس بوجعه ولكن رغم كل ذلك الوجع والألم كان الأقوى منا جميعا وكان رغم معاناته يملك روح الفكاهة التي يرسم البسمة على شفاهنا كان كبيرا حتى في ألمه وفي احدى تلك الايام طلب كبير الأطباء المشرفين على حالته في ذلك الوقت الدكتور خالد شيحة ورئيس قسم الأمراض الداخلية الدكتور علي سعدى بإجراء خزعة للمعدة وطلب مني أخذ الخزعة إلى إحدى المختبرات خارج مشفى المجتهد فقمت حسب توصيتهم اخذ الخزعة الى المخبر الذي تم تحديده وقد خبرني المخبري إن النتيجة يلزمها يوميا ان تأتي وتأخذ النتيجة وبالفعل بعد يومين ذهبت الى المختبر من أجل النتيجة وكان فضولي للإطمئنان على وضعه الصحي دفعني ان اناقش المخبري قبل أخذ النتيجة فقال لي من تكون بالنسبة للمريض فقلت أنا أنا أخوه فقال لي اتمنى ان تكون النتيجة غير ذلك ولكن يبدو أن أخاك لديه ورم خبيث في المعدة انتابني الحزن والألم وذهبت الى المشفى دون ان أخبر أحد لا أم غاندي ولا اخي والذهاب مباشرة الى غرفة الدكتور خالد شيحة لأتأكد من كلام المخبري الذي قال لي اتمنى ان لا تخبر الاطباء انني اخبرتك بنتيجة التحليل وبعد دخولي غرفة الدكتور توسلت اليه ان يخبرني حقيقة مرض ابو غاندي لأن كلام الصيدلي ادخل الرعب الى قلبي طلب الدكتور مني الهدوء حتى يرى النتيجة وبعد تفحصه قال نفس الكلام ولكن طلب مني ان لا اتحدث في هذا الامر لأحد وسيبقى التحليل الى الغد لأخذ رأي رئيس قسم الامراض الداخلية الدكتور علي سعدى وفي الصباح كان قدوم علي سعدى دون سابق انذار بعد اطلاعه على التحليل فحص ابو غاندي وقال وضعه ممتاز لا ينشغل بالكم ولكن علينا اجراء خزعة اخرى وارسالها الى مختبر آخر للتأكد من وضعه وكان له ما اراد وقمت انا وام غاندي بالذهاب الى المخبر الجديد وتسليم الخزعة بانتظار النتيجة ايضا بعد يومين على ما اذكر وفي الصباح الذي من المفترض ان اذهب الى المختبر لجلب النتيجة كنت مرهقا زكان في ذلك اليوم قد وصل اخي الكبير عمارمعو برفقة ابنه غاندي ايضا الى دمشق بعد ان طال الانتظار ونمت عميقا وعندما والى تلك اللحظة لم يكن أحد يعرف بمرضه غيري وكنت احاول ان لا اخبر احد بتلك الحقيقة المرة بعد يومين وفي ذلك الصباح ذهب اخي عمار وأم غاندي لجلب النتيجة وقد اخبرهم ايضا المخبري بحقيقة النتيجة فكانت ثورة غضب اجتاحت كيان رفيقة دربه اما غاندي ضربت بكفها باب الطبيب انتم تضحكون علينا لماذا لا تخبرونا الحقيقة وهي تبكي وتتألم حاولنا تهدئتها كثيرا من أجل ابو غاندي تمالكت نفسها ولكن هيهات أن تغادر الدمعة عينيها بعد اليوم وأصبحت تخرج من غرفته كثيرا لأنها لا تتمالك نفسها في الايام الاولى دون بكاء لساعات أحيانا ولكن بدون أن يرى أبو غاندي دموعها وفي احدى الايام كنت موجودا أخبرها ابو غاندي سلطانة لا تقولي لي أن مرضي عادي لأن عيونك إن لم اشاهد دمعها فأنا أحس دموع قلبك ياعمري فلا تكابري كثيرا .
نعم رغم الألم كان هو ايضا المواسي لنا في ألمه وتوالى آل معو من الوفود الى المشفى فارس معو أبي وابناء عمومتنا مروان محمد معو وعبدالحكيم حسن معو ووووووو
لم استمر طويلا انا لأنني كنت ملزما بالخدمة العسكرية سافرت الى قطعتي العسكرية واذا انها خرجت مشروع قتالي الى بادية تل أصفر وقد طلب مني الضابط المناوب الألتحاق بالمشروع فورا بعد غياب دام أكثر من عشرة أيام عن الالتحاق بعد الاجازة والتحقت بالمشروع ومنها الى حدود الاردن مهمة تجاوزت الأربعة أشهر ولم يعلم بوفاة الغالي ابو جمال إلا بعد مدة طويلة ولم اعرف الكثير عن صراعه مع المرض كما تعايش معها الجميع أهلا وأحبابا وبذلك تكون قد انطفأت شمعة المناضل الشيوعي جمال علي معو ابو غاندي