{{total_min} min xwend
12 Sep
12Sep

لنضع النقاط على الحروف (لن تبنوا قن دجاج)

كان حلم الشعب الكردي في غرب كردستان وحلم معظم أحزابه السياسية هو الاعتراف الدستوري للدولة بهذا الشعب والاعتراف بحقوقه الثقافية ضمن وحدة البلاد , وبقي النضال لأجل هذه الاهداف محصورا في البيانات وبعض الندوات الموسمية واذا ما رفعنا سقف النضال فانه لن يتجاوز بعض المسيرات , التي فرضتها بعض ممارسات الدولة تجاه الشعب الكردي في المناسبات القومية من تضييق واعتقال واحيانا تحرش مقصود لدفع الشعب الكردي الى ردود افعال تدينه عند نظام الدولة ,كما شهدناها في 2004 اثناء مجزرة القامشلي التي افتعلها النظام وتبنتها الاحزاب الكردية مؤقتا وسرعان ما تخلت عنها, ليدفع الشعب الكردي اكبر ضريبة لذلك من املاكه وابناءه ودماءه وحتى لقمة عيشه ,أما روح الإباء والاعتزاز والدفاع عن الوطن فقد بقيت مفاهيم مزروعة في قلب البسطاء من ابناء الشعب الكردي بعيدا عن عالم رجالات السياسة وقادة الاحزاب التي بلغت اعدادها اكثر من عدد السكان الكرد في روجافا , الذين صرحوا اثناء تلك المجزرة ومع ظهور شيء من الاهتمام العالمي بتلك الاحداث , بتصريحات متناقضة ومتضاربة فالبعض طالبوا بدولة مستقلة وضرورة خروج النظام من كردستان والبعض طالبوا بحكم ذاتي واخرون طالبوا بتدخل دولي والبعض بالتريث والهدوء مع النظام , لتسفر النتيجة عن الاف المعتقلين وخنوع كل تلك الاحزاب والتصالح مع النظام الذي بقي الشعب الكردي وحده عدوا له , فهل يجرب المجرب مرتين ؟
ما سميت بالثورة السورية التي بدأت في 2011 كحراك جماهيري رفعت شعارات الاخوة والعدالة والحرية سرعان ما تحولت نتيجة لعسكرتها الى كابوس وازمة ادخلت الشعب السوري في نفق مظلم اكثر ظلمة من نفق النظام المثار عليه , وخاصة بعد أن اصبحت شعارات الله اكبر وقطع الرؤوس ومعاداة الاقليات والاديان والمذاهب وخاصة الشعب الكردي منهجا للفصائل التي اسميت نفسها بالجيش الحر زورا , بينما لم تكن سوى فصائل ظلامية اسلامية دموية ارتهنت للأجندات التركية الاردوغانية ,لتتطور الاحداث ولتختصر اهداف هذه الفصائل الاجرامية في الاهداف التركية التي سعت بداية الى اعادة احياء الدولة العثمانية المقيتة وما ان فشلت في ذلك حتى باتت اهدافها القضاء على أي حلم كردي في الحرية والانعتاق ومستخدمة هذه الفصائل كرأس حربة ضد الكرد . فماذا كانت مواقف الحركة السياسية الكردية والتي بأحزابها المختلفة يعيدون تاريخهم النضالي الى خمسينيات القرن الماضي .عجزوا عن تلبية طلب السلطة في دمشق للتفاوض حول مطالبهم القومية نتيجة لتشرذمهم وعدم الثقة فيما بينهم وعدم وجود رؤية حقيقية عن ما يريدونه كحركة , ونتيجة لافتقارهم الى الرؤية الاستراتيجية والتحليل المنطقي للأحداث فقد ترددوا بين ان يكونوا معارضين أم صامتين ومتفرجين في انتظار ما ستسفر عنه الاحداث والذين انتظموا فيما بعد فيما سمي بالمجلس الوطني الكردي والذي تخلى عنه فيما بعد اكثر من نصف احزابها ولذلك فعندما اقول الحركة الكردية انما هو اشارة مجازية للمجلس الوطني الكردي حيث يحلو لهم هكذا تسمية , ولاعتقادهم السطحي في أن النظام سيسقط خلال شهور فقد اختاروا أن يسيروا مع التيار ويساندوا القتلة والمجرمين من الفرق الحميدية العثمنلية بقيادة أردوغان , ممن فرضوا انفسهم كممثلين عن الشعب السوري , بينما لم يمثلوا سوى الاخوان المسلمين والمرتزقة المأجورين الذين استباحوا الدم السوري أكثر من النظام نفسه , حتى باتوا أي الحركة الكردية المخضرمة كومبارس يرددون ما يتلقفونه من سموم الفاشية التركية والاخوان المسلمين ضد الشعب الكردي و مناضليه في وحدات حماية الشعب و وحدات حماية المرأة التي تشكلت للدفاع عن روجافا والوجود الكردي ومكونات المنطقة ضد المجرمين من رافعي شعارات الله اكبر والعزة لله , متنصلين من واجبهم الوطني في الدفاع عن الوطن بحجج واهية ومنها كونهم يطالبون بكردستان سورية , بينما يطالب حركة المجتمع الديمقراطي tevdem بأخوة الشعوب ومحو القومية الكردية , كونهم الورثة الشرعيين لروجافا بينما tevdem فرض عليهم فرضا من كوكب المريخ , كونهم سلميين ومؤيدين للثورة , بينما tevdem يساندون النظام ويتبنون التسلح , كونهم أمنوا الفدرالية من خلال وعود المعارضة بينما tevdem استعدى المعارضة (داعش ) . دون ان يذكروا حقيقة عدم وجود الامكانيات لديهم ,لا سياسيا ولا عسكريا ولا اجتماعيا ولا نفسيا في قيادة المرحلة ,تاركين المواجهات وتحمل مسؤولية الدفاع عن روجافا لحركة المجتمع الديمقراطي tevdem منتظرين سقوط النظام الذي سيؤدي سقوطه الى سقوط tevdem ايضا كونه وبحسب تحليلاتهم الخلبية جزء من النظام , وبالتالي ستقوم المعارضة الرومانسية بتوليهم على روجافا كثوار منتصرين سيستقبلهم الكرد في روجافا كأبطال وفاتحين , فماذا كانت النتيجة ؟ تحول الكرد في روجافا وتحت مشروع اخوة الشعوب والامة الديمقراطية الى أهم حليف للتحالف الدولي المشكل ضد داعش وشكلوا الادارة الذاتية الديمقراطية وباتوا يسيطرون على 30 /100 من مساحة سوريا وباتت وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب ومن ثم قوات سورية الديمقراطية رقما صعبا في المعادلة السورية ورمزا للقضاء وتدمير داعش في اخر معاقله الباغوز ليتصدروا عناوين كبريات الصحف العالمية وينالوا احترام مراكز القرار في الدول العظمى كامريكا , التي تسببت تحالفهم مع الكرد شرخا عميقا في علاقاتهم مع حليفهم في الناتو , الدولة التركية التي تعلنها صبح مساء ان الكرد يبنون دولة كردية في سورية ولسوف يدمرها ويستخدم كل نفوزه واوراقه في سبيل ذلك .
بينما ابطال المشروع الكردستاني باتوا يحاربون بني جلدتهم اكثر من الفاشية التركية ويتنكرون لكردية من قدم 11000 شهيد ويتبنون المشاريع التركية والاخوانية كحل للقضية الكردية , كالحل الذي وجدناه في عفرين بعدما غزاه حلفائهم الوطنيين كالجراد ليحولوا تلك المدينة الكردية الامنة الى طوربورا ارهابية ويغتصبوا الشجر والحجر قبل البشر , ولم يكتفوا بذلك وانما استمروا في دعمهم للمشروع التركي الذي يريد اعادة ما قاموا به في عفرين في شرق الفرات ايضا كما يسمونه هم وحلفائهم من جبهة النصرة والدواعش والفاشية التركية مستغلين كل مناسبة للتهجم على شعبهم وقواه الوطنية .
حقيقة تحولوا من حركة كردية تدعي النضال لأجل حقوق الشعب الكردي الى حركة تخلت عن كل ما يمت الى حقوق الشعب الكردي وتبنت المكاسب الانية والمادية الشخصية قبل الحزبية ودخلت في نفق الفاشية التركية والاخوان المسلمين , ولن يستطيعوا الخروج منه , لانه كما يقال ( دخول الحمام ليس كالخروج منه ) و(الداخل الى حضن الاخوان وتركيا مفقود والخارج مولود ). شعبنا لن يجرب المجرب مرتين , فقد تجاوزهم الزمن وباتوا طي النسيان . مع كل الاحترام والتقدير للذين ضحوا مخلصين لأجل شعبهم من قواعد هذه الاحزاب ودفعوا ثمنا غاليا لأجل ذلك في سجون النظام السوري .

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏



I BUILT MY SITE FOR FREE USING