{{total_min} min xwend
30 Jul
30Jul

لايمكن مقاربة أية ظاهرة ثقافية مقاربة صحيحة إلا من خلال معرفة جذرها الاجتماعي، الجذر الاجتماعي هو القابلة التي تولّد كل مظاهر السلوك الانساني الجمعي، خطاب الكراهية هو أحد مخرجات فترات الانحطاط الشامل السياسي الاقتصادي الاجتماعي في تاريخ أية جماعة بشرية، هو رد فعل غير عقلاني على الخواء الروحي الذي يعيشه الانسان في العالم المعاصر، هو تعبير عن (سايكولوجيا الانسان المهزوم) هذه السايكولوجيا تدفع الانسان دفعاً إلى الاحتماء خلف متراس الأنا، قد تكون الأنا فرد وذاتْ، فيكون تأثيرها محدوداً، وقد تكون أنا جمعيّة: قومية - دينية – طائفية، فيصبح للأنا مجالها الحيوي الذي يمنحها هامشاً واسعاً للشغب فيه، والعبث بكل ما هو عقلاني من خلاله.
- خطاب الكراهية سلوك طفولي لإثبات الذات، رداً على السلطة الابوية التقليدية المتجسدة في سلطة النظام السياسي، رد على آلة التهميش والاقصاء، (انا أكره إذا موجود)
- خطاب الكراهية خطاب حربائي، يتلون بألف لون ولون، يتظلّم إذا تم الرد عليه - ولو كان رداً ناعماً - حتى يصبح مازوشياً!.. ويتنمّر ويصبح سادياً إذا لم يجد من يردعه بالأدوات المناسبة، ويفرّغ الشحنات الوجدانية العاطفية التي يظهر من خلالها.
- خطاب الكراهية كظاهرة، ليس مولود طبيعي، هو طفل أنابيب، يتم استيلاده على خلفية سلوك غير تقليدي للنخب التي تؤمن له البيئة العضوية المناسبة بجبروت الملتيميديا، لينمو ويكبر حتى يتعملق ويصبح ظاهرة، فيصبح أداة تلك النخب في تأمين الاصطفافات اللازمة لها.
- خطاب كراهية الآخر(القومي، الديني، الطائفي) هو نتيجة لمقدمات، هو خطاب مشتق من ظاهرة أسبق، وبالتحديد نتاج الاحساس بالقهر الاجتماعي وانسداد الافق، والخوف من المجهول، أفراداً او جماعات، وإظهاره على إنه مجرد ظاهرة ثقافية هوأحد أشكال التحايل على الوعي الاجتماعي الطبيعي، فمنذ ان بدأ التقسيم الاجتماعي للعمل، و منذ تفعيل ثنائية المستغِل والمستغَل، لم يعد بالإمكان مقاربة اية ظاهرة في التاريخ مقاربة صحيحة، الا من خلال تاريخيتها وحاضنها الاجتماعي، بغض النظر عن الشكل الذي يبدو عليه، واللبوس الذي يلبسه الاستغلال في هذه المرحلة التاريخية أو تلك، في هذا البلد أو ذاك. ...
باختصار، أزيلوا الظلم، تزيلوا كل أشكال الكراهية!

I BUILT MY SITE FOR FREE USING