#تحليل_سياسي بقلم : جلال حسو ( المفاوصات الجارية بين أمريكا وتركيا بشأن المنطقة الآمنة التي تريد تركيا إدارتها، و موضوع الضغط التركي على أمريكا بهذا الشكل الحنوني له أسبابه التكتيكية و الأستراتيجية )
#كما_واضح أن وضع تركيا المتأرجح في أدلب والغير شرعي ، والضغط الروسي عليها بشأن سحب الأسلحة الخفيفة الثقيلة من الفصائل الجهادية الإرهابية المتواجدة هناك ، وأعادة تموضع المسلحين كما يخدم المصلحة الروسية والنظام ..! وكما تبين منذ البداية أن تركيا لا تنوي الخروج من أي منطقة أحتلتها...! وليس من مصلحة تركيا أن تنفذ شروط الأتفاق مع روسيا حول مناطق خفض التصعيد ..! #لذا تم أرضاء روسيا عندما تم عقد صفقة S 400 ثمناً لأحتلال عفرين ، والتدخل في العمق الأستراتيجي لمدينة أدلب ..! المعادلة ليست بسيطة كما يعتقد البعض بأنها تريد الأحتلال لكامل الشمال السوري فقط.. ولكن روسيا تضغط بشكل قوي على تركيا حتى تحصل على تنازلات من أمريكا والغرب وأجبارهم بالجلوس على طاولة حوار والقبول بالشروط الروسية على مناطق النفوذ التي تحلم بها والمخطط لها منذ عهد القيصر الروسي وهو الوصول للمياة الدافئة ..! مع أنها قد وصلت روسيا لبعض مطامعها ولكن تريد أن تثبت ذلك عبر قوانيين وإتفاقيات دولية تحمي مصالحها كدولة عظمىٰ لها وصاية على المنطقة ..!
#تركيا كدولة ذات مساحة جغرافية كبيرة ، وذات خلفية أسلامية ، ونظراً لأطماعها التي لاتنتهي ... ولايستطيع أحد أن ينكر بأن تركيا تتميز بمساحة واسعة وكبيرة لخوض مفاوضات الصعبة والحساسة ، كونها تملك أوراق عديدة وقوية لخوض أي حوار ومع أي جهة كانت.. لأنها تملك شبكة من العلاقات الدولية العامة والخاصة ، وبدون أي حرج لها علاقات مع أغلب التنظيمات الإرهابية المسلحة في المنطقة والعالم ..! وأستطاعت ببساطة أن تكسب حكومة أقليم كوردستان إلى جانبها وهو أحدىٰ أكبر أنجازاتها على صعيد حربها الفاشية ضد تطلعات الكورد في العيش بسلام والحصول على حقوقهم المشروعة ..! وأستطاعت أن تجعل من ( المجلس الوطني الكوردي ENKS ) حليفاً لها ضد تكوين أي أقليم فيدرالي في غرب كوردستان وشمال سوريا و أحتلال ( عفرين ) كان خير مثال على خدمتهم المخلصة لتركيا ..! وأستطاعت بحنكة فائقة تحسب لها ، في اللعب بورقة المعارضة السورية حيث أستطاعت تفريقها وجعلت منها كأي جماعة مرتزقة يباع ويشترىٰ بأي لحظة بحيث لم يبقىٰ للمعارضة السورية أي هدف وطني سوىٰ خدمة المصالح التركية في القضاء على أي أتفاق بين أطياف الشعب السوري بكافة مكوناته ..! #حسبأعتقادي... أن أمريكا كشفت مشاغبات السياسة التركية منذ البداية والتي بدأت بشكل جدي قبل معركة ( عفرين ) عبر التنسيق والتحضير مع روسيا وإيران والنظام السوري ، حيث أستطاعت تركيا تقديم مكاسب لا يحلم بها الروسي والنظام ، عبر بسط سيطرته على أغلب المناطق التي كانت تسيطر عليها المجموعات المسلحة ( الحر ) . #برأي وأمريكا بناءً ذلك لا تريد أن تخسر تركيا كجغرافيا مهمة وحليف في حلف الناتو يمتاز بقوة بشرية داعمة للحلف ..! وبالمقابل لا تريد أن تتخلىٰ عن قوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) والكورد ..! لكن حسب ماتراه مناسباً لها كقوة تمثل المصالح الأمريكية في المنطقة ... #لأن أمريكا تبحث عن حلفاء جدد يمكن الأعتماد عليهم .. وهذا الجانب حتىٰ الآن موضع نقاش حول العلاقة الناشئة مع أمريكا و الكورد.. هل ممكن إن تستمر هذه العلاقة حسب المعطيات الحالية وحسب التخندق الأيديولوجي لكلا الطرفين ( أمريكا والحركة الآبوجية ) ..! الجواب يمكن أن نستنتجه بشكل واضح عندما تضيق دائرة المصالح الدول العظمىٰ ومنها بالتحديد أمريكا وروسيا ..! #أمريكا ...ستقدم لتركيا تطمينات مهمة على الأرض ، ومرحلية حسب أعتقادي على حساب مصلحة الكورد حالياً ، #وستدعم تركيا للوقوف ضد روسيا في أدلب من أجل أفشال مخططاتها ..! #لأن نجاح روسيا والنظام في أدلب يعني أنتصاراً لروسيا والصين وإيران وحزب الله وحماس ، وهذا مالا ترضىٰ به أسرائيل ودول الخليج أيضا ، وهذا النجاح الروسي سيفشل المشروع الأمريكي في الوصول للبحر المتوسط ، وسيشكل ضربة قوية للمصالح الجيوسياسية والأقتصادية الأمريكية ... هذا يعني بأستطاعت أمريكا أن تقوم بأحتواء التمرد التركي وجعله رأس حربه في الصراع ضد روسيا ..! #الظروف والوقائع تدل على أنه لابد من أبرام إتفاق بين أمريكا وتركيا ولو كان تكتيكاً ولكن هو ضروري جداً لإنقاذ السياسة الأمريكية .. وعلىٰ الأغلب سيكون أتفاق تكيكيي خدمةً للمصالح الأمريكية... وحسب أعتقادي لن تلبي رغبات تركيا عامة..! وهذا سيريح أردوغان حالياً ..! بالنسبة للوضع الداخلي وعودته للساحة السياسية التركية.. سيعود بطلاً قومياً حامي الدولة والشعب .
#تنويه أنا أحلل وأقدم قراءة سياسية ، لاأمدح أحد ولا أهاجم أحد ..! حتى نضع الأمور بنصابها الواقعي . Calal Hesso