1 قراءة دقيقة
30 Oct
30Oct

غادرت سفين ذات الثمانية عشرة عاما مع عائلتها دون أن تنظر خلفها عساها تنسى أيام الحرمان من خبز طازج صالح للاستهلاك الآدمي من الوقوف ساعات أمام محل توزيع الغاز وقبل أن تصل الى باب المحل يصرخ الموزع لم يبقى لدينا غاز من فواتير كهرباء النظامية والمولدة التي لا تجعلها تتفرج الى مسلسلها المفضل انقطاع يشبه فواصل الاعلان من ضرائب ومن الإتاوات التي تفرض على الفقراء دون الأغنياء من وجود اللحمة التي أصبحت زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة قطعت الحدود استقبلت المخاطر حاولت الوصول مرارا الى الشواطئ البعيدة ولكن كان الحظ السيء يلاحقها مرات ومرات وفي إحداها استطاعت الوصول الى الشاطىء وانتظرت ليلة البرد حتى ساعات الصباح لتبحر ببلم مطاطي يحمل أكثر من ٧٥ شخص من كل الاعمار والاجناس ولم يأتي وفي مساء اليوم التالي حيث البحر هادىء والبلم جاهز ولكن مركب البوليس  تبحر وكأنها تحرسهم من المغامرة مضت الساعات طويلة وهم يختبئون بين الأشجار حتى اعلن ساعة الإبحار ركب الجميع ودفعهم اشخاص بقوة الى عرض البحر وبدأت رحلة الابحار رغم تلاطم  الأمواج  وصراخ الأطفال وبعض النسوة مازال الشاطىء الآخر بعيدا توقف المحرك نفذ الوقود الكل يرتدي سترة النجدة ولكن الخوف لا يجعل احد يغامر حاولوا تشغيل المحرك مرارا لم ينفع واصبح التجديف وسيلتهم الوحيدة للخلاص حتى اقتربوا من الجهة الأخرى بشق الأنفس ولم يبقى إلا مئات الامتار فقرروا السباحة من يسبح والباقي يجدف بالنساء والصغار وصلوا الى الجزيرة فكان امامهم البوليس كل ثيابهم مبللة والبرد يقطع الحجر منحهم البوليس بعض اوراق القصدير واتجهوا الى معسكر القريب كانت ارض الخيم مفروشة بالأجساد لا بالسجاد كلهم جاؤوا على أمل حياة أفضل توقف عند احدى الخيم منهارة القوة من الجوع والبرد وقالت لأمها أمي أن نعيش بدون كهرباء وخبز وووووو اليس افضل من أن نموت على أرصفة العالم وما كادت تنهي كلامها حتى وقعت مغمية عليها ركض الجميع اسعاف اسعاف لا حياة لمن ينادي وبعد طول انتظار وصل فريق الإسعاف الذي يشبه سيارة إطفاء عامودة دوما حتى تأتي يتم إطفاء الحريق قال طبيب الإسعاف باليونانية  το κορίτσι είναι νεκρό الفتاة ميتة وانتهت رحلة سفين

تم عمل هذا الموقع بواسطة