1 قراءة دقيقة
23 Jan
23Jan

بدأت أصوات الأحداث تتردد في كل إرجاء سوريا هنالك مسيرات ضد النظام واخرى مؤيدة له بين المعارضة والتأييد فقد المئات حياتهم َتسارع الموت يستمر وصل الموت إلى الجزيرة متأخرا بعد أن غرقت جميع المناطق السورية بالدماء

 زهير كان شابا وسيما محبوبا لدى الكثير ممن يعاشره ولكن كان لديه عادتان سيئتان جدا

 الاولى الكذب والثانية النصب والقدرة على تبريرها حتى لمن نصب عليه كان ابن لعائلة مؤلفة من 5 أبناء ثلاث شباب وبنتان نتيجة خلاف بينه وبين والده قام بطرده من البيت هو وزوجته

 المرأة الشقراء التي مجرد أن تتحدث إلى امرأة أو رجل مرة واحدة تفتح لهم قلبها وكل ما يحدث بينها وبين أهل زوجها وزوجها من مشكلات

 بعد طردهم من البيت كان زهير يملك سيارة صغيرة وضع فرشته وبعض الأغراض التي منحتها له أمه في السيارة وانطلق إلى إحدى المدن 

استأجر بيت صغير مؤلف من غرفة واحدة فقط فيها ينام ويأكل ويتحمم و و. هو وزوجته وولديه

 ابنة وابن واللذان لم يتجاوز السادسة من عمرهما بعد 

عمل عتالا ثم أصبح تاجر قمح وبعد ذلك تاجر مواد كهربائية وووو 

أصبح يلعب كما يقولون بالبيضة والحجر

فتح مكتبا للحبوب واستأجر بيتا كبيرا وبدأ العمل في التجارة والسياسة معا مستغلا  حماسة الشعب وأصبح خلال سنتين غنيا جدا 

أصبح ممولا للجيش بالغذاء والخبز وأيضا تاجر نفط ومازوت واينما يتجه هنالك من ييسر له أمر المرور تعرف خلال تلك الفترة على عدة شخصيات مهمة عسكرية ومدنية وأصبح ينقل أخبار هذا الطرف إلى ذاك وعادة نصبه التي كانت لاتتعدى بعض الأشخاص أصبحت على مستوى الوطن الكبير 

اشترى في كل منطقة بيتا فتح محلات وتمويل مشروعات وشراكة مع شركات الصيرفة والذهب

 كل من عرف زهير في تلك الفترة لم يعد يعرفه حتى إن معارفه القدماء الذين كانوا ينعتونه بالنصاب يفرشون له البساط حتى لا يتسخ حذائه عندما يمر أحدهم

 أصبح زهير حديث الساسة والتجار والمواطنين ففي كل ركن من حياة المنطقة والوطن لزهير يده الطولى في أحدى أيام الشتاء الباردة ذهب زهير ومرافقيه إلى إحدى المخيمات التي خلفها الحرب والفساد محملا أطنان من المعونات 

خرج الجميع مبشرين بوصول زهير على رأس قافلة مساعدات وقبل أن يبدأ بالتوزيع خاطب الجموع المتشردة

 أنا اليوم اتيت لاوزع عليكم هذه المعونات وهي من مالكم وليست صدقة فمالي هو مالكم.

يتهمونني بالفساد وانا مثلكم طردت من بيتي ولكنني كافحت وعملت

 ربطت الليل بالنهار لم أرى عائلتي أيام وشهور حتى وصلت إلى ما أنا عليه ولكن عيون الحاسدين تلاحقني تتهمني بكل أنواع الفساد في هذا البلد 

ورغم ذلك أنا هنا اليوم بينكم لاقيكم وأطفالكم من برد الشتاء وسد رمق البطون الخاوية لا اريد منكم غير الدعاء والرد على من يتهمني بالفساد 

فأنتم خير من تستطيعون الرد على هؤلاء وبالفعل 

بعد ذلك اليوم أصبح على طول الوطن من يتحدث عن يد زهير الممدودة للخير واينما يذهب زهير يردد نفس الكلام فمالي هو مالكم.

وتبقى الرعية تصفق للفساد وتدافع عنه حين يحتاج إلى الدفاع

 وفي إحدى المرات وهو في أحد المخيمات وهو يوزع ويخطب سمع صوت رجل مسن يرد عليه

 صدقت القول هذه المرة يازهير 

رغم إنك لم تتعود الصدق في القول أبدا فمالك هو مال الفقراء والمحتاجين مالك من عرق وجباه الكادحين جاء بالنصب والاحتيال والطرق المشبوهة 

وانت سيد العارفين وخلال ذلك حاول مرافقيه والحشود الهجوم على الرجل المسن 

ولكن صرخ فيهم زهير توقفوا أيها الحمقى

 إنه أبي

تم عمل هذا الموقع بواسطة