لست كدارون

لست ك داروين

ولايهمني أصل الإنسان أو أنواعه لأفكر فيه
لست ككارل ماركس لأغير العالم
العالم الذي لا يساوي عندي قرط زوجتي
زوجتي التي لم تنتحر بعد كفيرجينا وولف لتثير ضجة بين الأدباء
لم تفكر أن تكون نصاً دسماً في ذهن الشعراء
لم تكتب رسالة انتحار واحدة طيلة عمرها
حتى ولو من باب المزاح
لأنها لم تفكر فيه مطلقاً
مايشغل بال زوجتي طيلة الوقت
هو مزاجي السيء
مزاجي الذي اعتدته بسبب حظي العاثر، الذي تحاول تعديله بنكاتها التافهة والجميلة
في الحقيقة
أنا لست شخصاً مهماً
ولاحتى زوجتي
لدينا أسرة غير مهمة أيضاً
لا أظن أننا نعني أي شيء لهذا العالم
كما أن العالم لايعنينا كثيراً
حين نشعر بالضجر
نقرأ بعض الكتب البسيطة والأرخص دون أن نهتم لاسم الكاتب أو ولايته
لدينا تلفاز لا نستعمله لأنه يشعرنا بالضجر أيضاً
ليس لدينا نوافذ ولا حبال غسيل
دائماً ما تكون ملابسنا مرمية على الأرض بقرب الصوبيا
ليس ثمة أقارب لنذهب لزيارتهم
زوجتي لاتحكي لي عن عائلتها
تقول "ليس لدي عائلة وحسب"
تصمت فأصمت معها
لا أعرف اسمها
لا أعرف عنها أي شيء
تجلس في رأسي كل الوقت
تمد جدائلها على كتفي
 وتحدثني عن أشياء جميلة مثلها