سنـــــة "الخــــــــــنزيــــــــــر"
سوف يحتفل مئات الملايين من الصينين وعشرات الملايين من الجاليات الصينية المنتشرة في العالم بعيد الربيع الصيني في ال 5 من فبراير الجاري. حيث يعتبر عيد الربيع أضخم أعياد الصينيين في كل العام. ويرجح بأن عيد الربيع الصيني يرجع تأريخه إلى ما قبل أربعة آلاف سنه.
ووفقاً للعادات والتقاليد الصينية فأن عيد الربيع يبدأ في اليوم الثالث والعشرين من الشهر الثاني عشر في التقويم الصيني - حيث أن السنة في الصين قمرية - ويستغرق حوالي الثلاثة أسابيع حتى اليوم الخامس عشر من الشهر الأول في السنة القمرية الجديدة. وتعتبر عشية اليوم الثلاثين من الشهر الثاني عشر ونهار أول الشهر الأول أفخم نهار وليلة، ويمكن القول إن عيد الربيع يصل الى ذروته حينذاك حيث تبدأ السنة الصينية الجديدة.
وحسب المعتقدات الصينية فان تسمية السنوات الصينية بأسماء حيوانات يرجع إلى الأسطورة بأن بوذا عندما أراد مغادرة الأرض قام بدعوة الحيوانات لتوديعها فلم يأتي غير 12 حيوانا وقد قام بوذا بتكريم تلك الحيوانات بتسمية السنوات الصينية بأسماء الحيوانات التي قامت بتوديع بوذا. والحيوانات هي: التنين - الثعبان - الحصان - الخروف - القرد - الديك - الكلب - الخنزير - الفار - الثور – النمر و الأرنب.
وهذه السنة حسب المعتقدات الصينية هي سنه "الخــــــــــنزيــــــــــر" !!! في الصين سوف ينزح مئات الملايين من الناس في أكبر نزوح جماعي في العالم من المدن الكبيرة إلى الأرياف والقرى البعيدة للاحتفال بطقوس العيد الصيني - حيث يستعدون لهذا اليوم بأعداد الأطباق الشهية إرتداء الملابس الجديد والاحتفال مع الأهل والأصدقاء.
سنه الخنزير تأتي والصين تتصدر العالم كقوة اقتصادية وعسكرية . في حين تغرق الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الاتحاد الأوروبي بالديون وتتراجع إقتصادتها بشكل مخيف. لكن الصين يتعاظم انتاجها وتزداد صادراتها مع نمو هائل للنقد الأجنبي فيها، حيث أصبحت الصين الدائن الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية.
النظام الصيني يوسع من نشاطات الاقتصادية والتجارية عبر النشاط الثقافي من خلال نشر اللغة الصينية عن طريق تقديم عشرات الآلف من المنح التي تعطى بسخاء من الحكومة الصينية لعشرات الآلاف من الأجانب للقدوم للصين للدارسة وتعلم اللغة الصينية خصوصاً الطلاب الأفارقة ومن امريكا اللاتينية حتى تتوسع الصين هناك عبر الاستثمار في كافة القطاعات.
التنين الصيني يواجه بعض المشاكل الداخلية لا بد من التدخل لمعالجتها منها الانسجام بين العرقيات المختلفة، حيث تتكون الصين من 56 قومية وأخطر المشاكل التي بدأت تعاني الصين منها هي اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء في ظاهرة لم تشهدها الصين من قبل!!! و مشكلة السكن وصعوبة إيجاده السكن و غلاء أسعار المساكن و هي من المشاكل المزمنة التي تعاني منها الصين – و هناك مشكلة أخرى و هي سعر العملة الصينية اليوان والضغط الغربي على الصين لرفع قيمة عملتها والخوف من قيام حرب تجارية بين الصين والغرب، خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية !!! حيث فرضت الولايات المتحدة الأمريكية رسوماً على واردات الصين و ردت الصين بفرض رسوم على الواردات الامريكية و أثارت هذه الحرب المعلنة بين الطرفين المخاوف من تباطؤ الإقتصادات العالمية.