سفر الولادة. ...
عتمة تلامس دواخله بدفء.....رغم ضيق الفضاء....كان يحس بلذة الأمان...كان كل شيء يصل إليه من حيث لا يدري. .....من بعيد يظهر له شعاع نور....من خلاله يرى كونا شاسعا.....أشياء كبيرة جدا تشبه خيوطا من صوف منتظمة. ...تدور تطوف به ....حتى أنه يجد نفسه بينها منساقة إليه. ...يعرفها جيدا رغم أنه لا يدري مسمياتها. ... كانت تمر به كرات نارية أو من نور تداعب وجدانه ....تجعله في حبور. ....عالم رحب بلا أفق. ...
فجأة تبادرت إلى ذهنه أسئلة متكررة. ...
من أنا......؟؟؟
ما أنا....؟؟
أين أنا...؟؟
بدأ الفضاء يضيق ويضيق. ...
بدأت أنفاسه يضطرب انتظامها ....وكأنه في بحر تتلاطم أمواجه. ...يرى صورا له واحداثا لا يتذكرها....يسمع أصواتا. ...ولغات يفهمها.....بدأ يضيق الفضاء حتى وكأنه ينزلق....إلى وجهة غير معلومة إلى مكان آخر.....رأى انعكاس نور على عينيه ليس ذلك الذي اعتاد. ...وجوها أو أشياء أو كائنات لا يعرفها. ....خائفا.. اصطرخ.....كانت يدا تلامسه وابتسامة تلاطفه....ولغة فهم منها أنها أمه.....أوحت إليه بعض الطمأنينة إلى أجل مسمى.....
عالم غير منتظم.....ليس أكثر أمانا مما كان فيه...ليبدأ رحلة العبور....وهو يشاهد نفسه يصطدم مع أحلام وآمال...وأشياء أخرى....