اليومَ الأربعاءُ
يومٌ آخرُ من أيامِ الحجْرِ،
الرّبيعُ فصلُ الحقولِ الخضراءِ والعصافيرِ
نيسانُ هذا العامَ مختلفٌ
المطرُ فيهِ أكثرُ والموتُ أكثرُ
و النّحلةُ والفراشةُ تتقاسمانِ أقحوانةً صفراءَ
خلفَ المنازلِ المسيّجةِ
ممرٌّ يؤدّي إلى وادٍ رطيبٍ
حفرتْهُ السّيولُ أخاديدَ
رائحةُ الخوفِ نفذَتْ في الجدرانِ الإسمنتيةِ
تربّع الحزنُ على أكتافِ الحدائقِ المهجورةِ
إلّا من كلبٍ يوقظ الشّجرَ نباحُهُ
وسربٌ من النّخيلِ يقفُ للرّيحِ بالمرصادِ
يهزّها.. تجفلُ عناقيدُها
توقظُ الأعشابَ الطريّةَ
يمدّ الغيمُ بساطَهُ فوقَ أرجوحةٍ
ما زالَ عالقاً على مقعدِها
ضحكةُ طفلةٍ أمسِ كانتْ هنا
صمتٌ يغلّفُ المدينةَ
حبسَتِ الطّرقُ أنفاسَها خلفَ كمامةٍ سوداءَ
خلفَ النافذةِ امرأةٌ تنتظرُ انتهاءَ نشرةِ الأخبارِ
لتنهضَ من رمادِها
تفتحُ ستائرَ الفرحِ
تفرجُ عن ابتسامةٍ مهترئةٍ
قضمتْ شفتيها في الحجْرِ الصّحيّ
لتعودَ الألوانُ للحناجرِ وللغابةِ
صوتُ قلبي يشطرُ أفكاري
يخفقُ مثلَ أجنحةِ نحلةٍ خانتْ زهرَ اللوزِ
وزهرِ الليمونِ
ليتدفّقَ رحيقُ النّعناعِ
وتتكاثرَ الالوانُ
خلفَ المنزلِ المهجورِ
بدَتِ الغابةُ غرفةَ إنعاشٍ
أصابعُ المطرِ تغسلُ جدرانَها
بلا وعيٍ أسيرُ بخطى غيمةٍ حُبلى
أعومُ في اللاشعورِ
أتلمّسُ ظلّيَ المختومَ بلمساتِكَ
يطالعني صوتُكَ الآتي من الغيبِ
قصيدةً مجنّحةً
يسرقُني منّي
يحملُني على جناحي يمامةٍ
إلى صدرِكَ العاري.
#شمس_وحياة
#اخلاص_فرنسيس