1 قراءة دقيقة
04 Jan
04Jan

 لم تمر ليلة رأس السنة منذ أن وعيت  دون ان يحضر لها ويجلب الى البيت الفرح كان احيانا رغم ضيق الحال كان يحضر كل ما لذ وطاب الى سفرة عريضة تحضرها اخواتي وتجتمع حولها العائلة وهي تتمنى عام اجمل من الذي مضىفي أوائل الثمانينيات كان هطول الأمطار الغزيرة قطعت الطرقات وخاصة القرى التي لا تربطها مع المدينة طرق معبدة آنذاك ومنها قريتنا قره تبة كانت وفي صباح آخر يوم استيقظنا سألت أمي أين أبي ...؟قالت ذهب الى عامودا ليجلب لكم لوازم سهرة رأس السنةكان الطريق بين قره تبة وسنجق موحلة لا يستطيع الإنسان المشي فيه إلا بمشقة احيانا كان ينجبر على خلع حذائه ويمشي حافي القدمين رغم برودة الجو ليمضي الى المدينة لجلب احتياجات البيتوكانت الجرارات الزراعية تخرب الطريق أكثر مما هو سيءلقد ذهب ابي في هذا الطريق مشيا ليصل الى عامودة اصبحنا نراقب طريق عودة ابينا فكل خيال شخص يخرج من سنجق شيخ نقول يمكن أن يكون أبيحتى بين عن قريب لقد جاء أبي محملا كيسا كبيرا يئن تحت ثقله رغم الأوحال فركضنا ولكن الأوحال منعتنا وصرخت فينا اختي اميرة عودوا الى البيت انا سأذهب الى مساعدة ابي تلقت اختي الحمل عن كتف أبي ولكنها لم تكن تستطيع حمله فطلب أبي رغم هد الحيل اكمال المهمة وإيصال لوازم سهرة رأس السنة لبيته وأطفاله حتى يدخل الفرح والبهجة إلى قلوبهم بالعام الجديد وفي المساء يكون كل شيء جاهزا فيطلب منا دعوة العمات والأعمام ليشاركونا سهرة رأس السنة فيأتي من يأتي ويبقى من يبقى مع عائلتههكذا طوال كل هذه السنين كان أبي دوما السباق الى ادخال الفرحة الى البيت مع ابنائه واحفاده والاهل وسفرة رأس السنةأبتي من سيحضر لوازم رأس السنة هذا اليوم وكيف سيجتمع دونك امي واخواتي واخوتي والأهل والبيت بارد لا دفىء فيه بدونكالسفرة لن يكون لها طعم بدون كل شيء بدونك فقد طعمه حتى الحياةكم هي قاسية هذه الحياة يا أبيكم قاسي هذا الموت يا أبيلروحك السلام الأبدي أيها الشامخ ابدا

تم عمل هذا الموقع بواسطة