لم تتكلم ابداً
فتحت الطريقَ امام الجراح
صرختْ بحُزنها بألمها المستباح
قالت : أنا إبنة الوعدِ الجريحِ
أنا إبنة الجبل الأشم جبل الكفاح
أخوتي وأخواتي نثرتهم الرياح
بين أشجار الزيتونِ والتفاح
دفنتُ اخي تحت تلك السنديانة
وقرب تلك الصخرة الشماء
رضعتني أمي أول رضعةٍ
وأقسمتْ أن تُسمّيني عفرين
فأرتعدتْ السماء برقاً ورعداً
واختلط فوق السماء الغيم والدخان
أحتضنتني أمي بقوة لم أعتدها قبلاً
طالت ضغطة أمي على أنفاسي
حاولت أن أتنفسَ ......
أنتفضتُ بقوةٍ
لأتخلص من حضنها
أماهُ لقد أختنقتُ ........
ولكنها كانت صماء أيضاً
لم تعد تسمعني ..........
أصبحت كما تلك الصخرة الصماء
صرختُ من جديد ...
ماتت أمي - ماتت أمي
ولكن لن تموتَ عفرين
لن تموت عفرين ...