أَنَّهَا رَائِحَةً مِنَ الحَدِيقَة
لَا تَزَالُ تَعَطَّر الأجْوَاء بِهُدُوء
سَجَّادَة جَدِيلَة فِي الزاويا الْبَعِيدَة
بُذُورُها تَلُوح مِثْلَ الذَّهَبِ
رُبَّمَا لَا يُبَاعُ كَمَا الذَّهَب
عَلَى جَانِبَيْهَا لَا تَزَالُ الْوُرُود
تحييك بِلُطْف وَتَوَاضَع
وتدعوك إلَى الْفَرَح
إلَى الْحَبّ
تُطْلَب مِنْك أَنْ تَصَوُّرِهَا لحبيبتك
لتعوضك عَن الْحِرْمَان
الْحَيَاة تَمْضِي
لَا تَلْتَفِتُ كَثِيرًا إلَى الْوَرَاءِ
تَعَالَ إلَى الحَدِيقَةِ
أَنْظُرُ إِلَى تِلْكَ الْأَزْهَار الذَّابِلَة
أَنَّهَا لَمْ تَجِدْ مِنْ يُحِبُّهَا
أَنْظُرُ إِلَى أشْجَارٍ الْبَتُول
وَكَيْف أَحْنَى الرِّيَاح ظَهْرِهَا
أَنَّهَا تُشْبِه ذَاك الْأَب
الَّذِي أَحْنَى ظَهْرِه أَبْنَائِه
لاتلتفت إلَى الْوَرَاءِ
حَتَّى لايغادر الْحَبّ قَلْبِك
حَتَّى لاتموت الْوُرُود
فِي حديقتك مَرَّةً أُخْرَى .