اوجه التشابه بين الإرتزاق الثقافي والإرتزاق السياسي لدى أشباه المثقفين *المتثاقفين *
اوجه التشابه بين الإرتزاق الثقافي والإرتزاق السياسي لدى أشباه المثقفين *المتثاقفين *
1 قراءة دقيقة
08 Jan
08Jan
اوجه التشابه بين الإرتزاق الثقافي والإرتزاق السياسي لدى أشباه المثقفين *المتثاقفين *
تعودنا ان نطلق على المحارب في اي جيش عسكري طمعا في الحصول على المال هم من بلدان مختلفة تقاتل في سبيل المال وكنا نقول عنهم المرتزق او المرتزقة
ولكن بعد التطور الحضاري الذي طرأ على المجتمعات وجدانا اوجه كثير للإرتزاق لا تعد ولا تحصى ولكن استوقفنا الامر امام نوعين من الارتزاق هما السياسي والثقافي فما هي اوجه التشابه بين الارتزاق السياسي والارتزاق الثقافي
اولا الصفة الجامعة بين جميع انواع الارتزاق هي الكسب المادي *الحصول على المال *
والصفة الثانية الجامعة هي انهم دوما يتحركون لأداء مهامهم من غير قناعة مطلقاً
نبدأ بالارتزاق الثقافي الذي يدفع اشباه المثقفين او المتثاقفين عن سبل الكسب من خلال الثقافة بكل مجالاتها فنجد شاعر يصنع القصائد دون ان يكون لوجدانه اي التزام بها همه الوحيد هي صنع قصيدة مدح او ذم او رثاء او............لا يهم المهم ان يحصل من خلاله على حفنات من المال وكذلك كاتب القصة والرواية ووو من خلال هذه الاعمال انتشرت الثقافة الاستهلاكية بين الاجيال وغرر المرتزق الثقافي بعقول الشباب وجعل فئة تتبعه لصيت او كم الكتب التي اصدرها قد يصادف في بعض الاحيان مواضيع جلية حسب ما فرض عليه مقابل المال ولكنها لا تمس الاخلاق الثقافية والوجدان الثقافي له .
وبذلك يكون ذاك المرتزق الثقافي قد دمر الكثير من المعاني الاخلاقية والوجدانية للثقافة بغية الحصول على المكسب المادي *المال*
الارتزاق السياسي
بدأ هذا الارتزاق في العصور السابقة ولكنه وجد ضالته في بداية القرن الواحد والعشرين بصورة جلية جداً
وانتشر بسرعة البرق في بداية ما يسمى بالربيع العربي الذي حول جميع مناطق الشرق الاوسط الى بيئة سياسية عاهرة بدءً من التنظيمات السياسية الناشئة وصولا الى التنظيمات الدينية ومنظمات المجتمع المدني التي كان المال هو الحافز الوحيد لتطورها وانشطارها فأصبح المرتشي في الفترات السابقة سياسي والمنافق الديني سياسي وتاجرالآثار والمهربين ساسة وطلاب المدارس ساسة وكل مجموعة فتحت لها دكاناً جديداً للارتزاق السياسي وكان وباءً انتشر في صفوف الشرق عامة بكل قومياته وطوائفه ناشرين سياسة الارتزاق والارتباط بالاجندات الداخلية والخارجية ونتيجة وجود الارضية الخصبة لها سهلت مهمات الدول الاستعمارية في تجزأت المنطقة دون ان يكلفا ذلك ربع التكلفة التي كان يكلفها في السابق .
ففي رقعة محدودة ظهرت عشرات التنظيمات السياسية التي ان جمعت كلها على بعضها لن تجد عشرة اسطر تختلف في مناهجها السياسية وبرامجها كما لو جمعتهم على اساس الكم لا يشكلون بكمهم تنظيماً حقيقيا هدفها الاول اثارة النعرات السياسية بين اطياف المجتمع عامة
في النهاية لا يسعفني الا قول الكواكبي في ليالي الاستبداد
ولا يخفى على المستبد انه لا استعباد ولا اعتساف ما لم تكن الرعية حمقاء تتخبط في ظلام الجهل وتيه عمياء .