1 قراءة دقيقة
13 Jan
13Jan

المكتوب على الجبين حقيقة إم خيال 

كنا صغاراً نلتجأ في المساء الى كبار السن لنستمع الى قصصهم التي كانت في كثير من الاحيان تدخل الفرح والحزن معا الى قلبنا حيث كنا نعيش مع تلك القصص بكل إحساسنا الطفولي .

في احدى الليالي قص علينا عمي المرحوم يونس حسن معو من تلك القصص قصة( المكتوب على الجبين)

 وهذه القصة كما رواها عمي بدأت إن هنالك عائلة صغير حرمت من الخلفة لسنوات طويلة بحث من خلال تلك الفترة الزوج والزوجة في كل مكان عند الاطباء والمشايخ حسب ما كانت معتادة في تلك الفترة ولكن دون جدوى وبعد سنوات طويلة وطول انتظار حبلت الزوجة وكبر أملهم بالحصول على ولد بعد التعب والمعاناة وهروب الرجل والمرأة من كلام الناس الذي لا يرحم من اجل تفريقهما بالطلب من الزوج بالزواج ومن المرأة بالانفصال وبلا طولة سير كما كان عمي المرحوم يقولها وهو يقصها علينا دوما إقترب موعد الولادة والابوان فرحين إنهم في الآخر الله سيرزقهم بطفل .

وحدث إنه في اليوم الذي يصادف ولادة المرأة كان أحد قائم مقامية المنطقة يقوم برحلة الصيد في تلك المنطقة وحل على بيت تلك العائلة الفقيرة ضيفاً وكان القائم مقام يدعى محمد باشا على حسب قول الرواة وقد هلل صاحب البيت بالقائم مقام ومن معه من الجند رغم فقره وطلب القائم مقام من جنوده القيام بأعمال الشوي بما إن ربة البيت متعبة وقام الجنود بمساعدة صاحب البيت بتجهيز العشاء وبعد ذلك خلد الجميع الى النوم وفي الليل بدأت عملية الولادة ورزقت العائلة بصبي وقال صاحب البيت بما إن المولود ولد بحضرة القائم مقام فلابد أن اسميه بأسمه فسماه على اسم القائم مقام (محمد)

وعلى ذمة الرواة ومن سمعها منهم إن في إناء الليل تسلل شخص نوراني على هيئة رجل مُسن يلبس الابيض الى غرفة المرأة والطفل وعند خروجه أمسك به القائم مقام وطلب منه معرفة ماذا فعل للطفل يقال إن ذلك من كان على هيئة شيخ قال له انه جاء ليكتب على جبين الطفل متى يموت فأصر القائم مقام عليه ان يقول له ماذا كتب على جبين الوليد فقال له إن ذئباً سيأكله في ليلة زفافه .

وفي الصباح بعد تناول الفطور قال القائم مقام لوالد الطفل عندما يكبر محمد وتريد تزويجه لا بد أن تخبرني حتى لو كنت في أي مكان أن كنت حياً ستجدني في العناوين التالية وإذا لم تخبرني وعلمت سأعدمك أنت فقال والد الطفل أعدك بذلك حضرة القائم مقام ولنا الشرف ان تكون من معازيم العرس أذا اعطانا الله عمرا .

رحل القائم مقام وكبر الطفل واصبح ابن 17 ربيعا وكان الطفل الوحيد حيث لم يرزق والديه بغيره من الاطفال فكانا يودان تزويجه باكرا وقد وجدوا ابنة احد وجهاء القرية خير عروس لأبنهم الوحيد وبعد أن وافق اهل البنت على تزويجه من ابنتهم قال ابو محمد علي دين فالقائم مقام محمد طلب مني أن يحضر العرس وانا وعدته بذلك سأذهب للبحث عنه وبحضوره نقيم العرس وعليكم تجهيز العروس ولوازمها لحين عودتي مع القائم مقام .

سلك الرجل الطريق باحثاً عن القائم مقام فوجد إنه أصبح ذو شأن كبير جداً فأرسل له إنه جاء ليوفي بوعده من أجل حضور زواج أبنه وحين اوصل الحراس رسالة والد الطفل رحب القائم مقام به وجهز معه جيشا من الجنود وسلك طريق العودة الى القرية مع الكثير من الهدايا وفرق الموسيقا .

وعلى قول الرواة الذين نقل عمي عنهم ايضا إن القائم مقام حاصر المكان كله بحيث كل جندي يساند كتف زميله حتى لا تستطيع نملة ان تمر من بينهم وبدأ مراسيم العرس المعتادة وفي نهاية العرس فتش القائم مقام غرفة العروسين بنفسه وادخلهما والكل بقي بإنتطار ان يرسل العريس لهم علامة بكرية العروس فإذا بهم يسمعون صراخ العروس مع البكاء ظن الجميع انه امر عادي ولكن ما هو غير عادي أن تصرخ الفتاة الحقوني لقد أكلت محمد ............................

دخل القائم مقام والاهل الغرفة فإذا بالعروس ملطخة بالدماء فسألها القائم مقام عليك اخباري بالتفصيل ماذا حدث فروت العروس إنها تحولت الى ذئب ومحمد الى حمل صغير وقمت بإلتهامه ولم استعد وعيي ألا وكما ترون إنني قد أكلت محمد 

وفي تلك اللحظة روى القائم مقام القصة لكل الحضور وقال لا إعتراض على حكم الله والمكتوب على الجبين لازم يشوفوا العين 


تم عمل هذا الموقع بواسطة