تتالى الأحداث بحلوها ومرُّها لإن الحياة لا تعطينا ما نريد...
كان هم والدي الأكثر دوماً أن يدفع بكل ابنائه وبناته إلى التعليم ,والحصول على الشهادات التي تقيه من جور الزمن .
سواء الثقافة أو الوظيفة وفي أحد المرات قالها بالحرف عندما رفض أحد أخوتي الذهاب الى المدرسة وعلى إنه لا نفع للمدرسة.
فقال له : حتى لو رسبت أربع سنوات....! راح ابعتك على المدرسة فلا تفكر تتملص وترسب مشان تبطل من المدرسة.
أبي الذي كان يعشق العلم والعلماء ويتمنى أن يتقدم أبنائه وبناته في العلم سخَّر حياته من أجل أداء هذه الرسالة البعض حقق جزء من حلمه والبعض الآخر لا ولكن كنت دائماً أجده يراقب الجميع عن بعد حتى يتأكد إنهم في الطريق السليم حتى وإن كانوا بعيدين عنه آلآف الكيلو مترات .
شيء مهم يتلمس الأبن دائماً من أبيه هو دفعه الى ميدان الثقافة والعمل السياسي ولكن دوماً كان يحذرك من الإنتهازيين والوصوليين الذين لا يملكون لا الثقافة ولا الاخلاق , وأحيانا يشخص لي شخص بعينه ويقول :
هذا الشخص مثال مستعد يبيع فكره لمن يشتري وأيضا يستطيع أن يلبث ثوب المبادىء بحيث لا تستطيع أن تفرق بينه وبين الأنسان المبدئي من الوهلة الاولى.
قلت له: لا يا أبي إن هذا الشخص يملك المصداقية في النضال والعمل ..
قال : يا ابني انا اعرفه واعرف آباءه وأجداده إنها عائلة تربت على الإنتهازية والوصولية ....
لم أسمع من أبي كل ما قال وتبادلت العمل مع ذاك الشخص بكل محبة وإحترام وبعد مرور عدة سنوات من العمل غدر بي ذاك الشخص بكل ثقة بالنفس ,وجعلني المذنب أمام ابي ورفاقي وإلي هذا اليوم لم أخبر أبي ماذا فعل ذاك الإنتهازي الذي حذرني منه ليسوّد تاريخي وعملي أمام رفاقي من أجل كسب بعض الاصوات الإنتهازية مثله .
مضت الأيام وتوالت ليثبت ذلك المناضل لكل الرفاق إنه ما كان في صفوفهم ألا من أجل تعزيز شأنه الإجتماعي والإقتصادي بحيث نصب على حزبه ورفاقه الذين قبلوا كل ما قال لهم عني في السابق واتصل وطلب مني بعض الرفاق العودة الى مكاني الطبيعي في خدمة مبادئي التي تربيت عليها ووووو قلت لابأس ان نصل متأخراً خير من أن لا نصل وإن إكتشاف رفاقي للحقائق سيجعلني أكثر قوة بينهم ولكن للحظات الأولى أدركت إن أمثاله في تزايد فإبتعدت من جديد وتيقنت إن كل كلمة قالها لي أبي هي تعادل عشرات الكتب التي قرأتها .
وتبقى الأحداث تتوالي أمام ناظري وفي كل موقف أعود الى مواقف وكلمات أبي مع إن أبي لم يكن يتحدث إلينا مراراً ولكن في كل خطأ نخطأه كان يقوم بإسماعنا بعض من تلك النصائح والتجارب