إن دراسة علم الأنثروبولوجيا هي البحث في قيم واتجاهات الشعوب التي ظهرت في روج آفا كوردستان وتمحور ذلك في شخصية الأنسان الكوردي الذي تشكل وتشرب من سياسة الإقصاء وكم والأفواه وحين ننتقل إلى واجهة الأحداث نجد هنالك الكثير من الشباب في روج آفا كوردستان ومنذ ستينات توجه إلى الاهتمام بالثقافة من خلال تبني الإيديولوجيات المختلفة التي ذكرناها في الحلقة الأولى والتي معظمها هي وسيلة الارتباط بالخارج أو تبني ما هو خارج حدود روج آفا فكانت البرزانية النهضة الأولى التي تمسك بها غالبية شعب روج آفا لإنها كانت فقظ تبحث عن ما يمثلها في الخارج أو الجوار رغم وجود معرفيين ونهضويين في تلك المرحلة غير إن الشعب لم يكن يعطيهم ذاك الاهتمام إلا إذا تحدث هؤلاء عن البر زانية ودورها في تحقيق آمال الكورد إلى جانب الأيديولوجية الماركسية التي كان روادها في البداية أيضا من اتباع السوفيت والتي كانت تقال بحقهم صحيح إذا أمطرت السماء في موسكو حمل الشيوعيون في روج آفا كوردستان المظلات .هذا الانقسام في المجتمع جعل العبودية بأشكال أخرى للخارج على أساس الأيديولوجيات وتهميش الداخل الذي يوما بعد يوم يتحول الى ثقافة العبد والسيد رغم اختلاف تلك الأيديولوجيات لم يتطور الشعب في روج آفا كوردستان إلا حسب مقتضيات أوامر ونظريات الخارج واستبداد الداخل فتكون فيها شخصية سياسية هشة انفعالية لا ترتقي إلى مستوى المسؤولية فتجد الشخص يتجول بين تلك الأفكار والأيديولوجيات بقلبات مزاجية حينا وانتهازية وصولية أحيانا كثيرة كالالتزام مع سلطة الحزب الحاكم من خلال مؤسساته الطلابية والعمالية بهدف حماية نفسه من ممارسات النظام أو الحصول على وظيفة بعد الانتهاء من الدراسة وممارسة العمل السياسي الذي في كثير من الأحيان لا موقف مبدئي لها تتغير بتغير الظروف وحسب المصلحة المادية وهذا أدى إلى عدم تبلور شخصية سياسية قيادية في روج آفا كوردستان باستثناء بعض الشخصيات التي برزت في تلك المرحلة والتي أرغمتها الاعتقالات إلى السكون إو أصبحت منبوذة من طبقة وشريحة واسعة من المجتمع حتى تبتعد عن أنظار السلطة الحاكمة فبقيت تلك الشخصية اسيرة الكتاب وبعض النشرات السرية بين مجموعة قليلة لا يتعدى تعدادها العشرة أشخاص وبدأت تلك الشرائح بتأسيس كيانات سياسية التي تعددت ومشربها وأهدافها وبرامجها واحدة بالأساس فقط اختلاف في المراكز القيادية وسرعان ما انتشر مرض الانشطار في جسم الحركة السياسية التي كانت بداياتها مرتبطة بالسلطة الحاكمة التي كانت ترخي الحبل لها أحيانا لتتعرف على غالبية أعضائها ومن ثم تقوم بحملة اعتقالات عشوائية لوضع حد لمن يفكر في الانتساب لها إلى جانب بناء قواعد لها في جسم ذاك التنظيم من خلال عملائها الذين وصلت في بعض الأحيان إلى حد التخمة عند السلطة وبالمجان اما شباب تلك المرحلة فكان يهتم بالقراءة التي في كثير من الأحيان لا يفهم إلا رؤوس الأقلام منها رغم استبحاره فيها لعدم وجود شخصيات ثقافية تقوم بتثقيف تلك الفئة على الأصول الثقافية فكانت أفكارها رغم إبحارها في الثقافة هشا انفعاليا انقيادي حسب ما يمليه عليه والده او اخوه او مسؤوله الحزبي أو رفاقه في المدرسة والجامعة وفي بداية الثمانينيات ومن عصارة ذاك الخليط الثقافي خرج مجموعة نهضوية مثقفة ولكنها غير ملتزمة في كثير من الأحيان لإن الالتزام كان يجعلها مكشوفة لأجهزة الأمن فكانت تحبذ العمل المستقل عن الملتزم ليحافظ على استقراره اولا في العمل والوظائف والمدارس والجامعات ويكتب بحرية حتى في بعض الأحيان في جرائد ومجلات السلطة الحاكمة لإبعاد الشبهات السياسية عنه وتطور الفكر الثقافي لدى شريحة واسعة من المثقفين الى جانب تطور ضئيل جدا لها في المنحى السياسي وأيضا لم يكن لها التأثير المطلوب وأصبحت تلك الشخصيات معروفة بالاسم الثقافي شاعر كاتب روائي ولكن ضمن قيود الدولة الحاكمة وسلطتها ………………..
يتبع في الحلقة القادمة ...