1 قراءة دقيقة
09 Feb
09Feb

من ذاكرة عيادتي
بحثنا اليوم هو الفائدة من تعلم دروس النظافة والتعقيم
مدير مستشفى العلوية للوالدة والنسائية د. رياض إبراهيم
الحاج حسين كان حاصل على شهادة الدكتوراه من لندن 1972في مادة الأنسجة وكان أستاذا ومحاضراً لمادة الأنسجة في كلية طب بغداد وكان لديه دبلوم الإختصاص في النسائية والتوليد ولديه ممارسة بمعالجة العقم .
كان يدرس مادة الأنسجة لطلاب الصف الرابع في كلية طب بغداد وأحيانا يُحضِرهم لمستشفى العلوية للولادة والنسائية لتدريبهم وإعطائهم بعض الدروس السريرية من قبله هو ، وليس غيره ، كان يرغب أن يعلمهم إضافة لتعليمهم الدرس السريري بأن مسؤولية الطبيب لا تتوقف عند تشخيص ومعالجة الحالات المرضية فقط، بل يجب وضروري جدا لجميع الأطباء أن يلاحظوا بتمعن كل شيء يحيط بهم وكل ما له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بمهامهم إضافة إلى كونهم أطباء مشخصين ومعالجين .
في أحد الأيام حضر د. رياض وكان معه مجموعة طلاب أحضرهم الى صالة الولادة ، وقبل أن يبدأ بالدرس أخبر الطلاب بأنه سيرمي سلة نفايات صالة الولادة في الممر أمام مدخل الصالة بمساعدة إحدى معينات صالة الولادة فيها وسينتظر ليرى هو معهم إلى نهاية الدوام من سيكترث ومن لا يكترث من الطبيبات والممرضات وبقية كادر المستشفى لوجود النفايات في الممر أمام صالة الولادة والتي سوف تسبب التلوث إضافة لمنظرها المقرف والغير جميل وجعل إحدى مساعدات التمريض تراقب وتسجل أسماء المارين وكذلك تسجل ردة فعلهم للحدث الطارئ والغير مستحب ، وكذلك إجراءاتهم للحدث، ولسوء الحظ، كل المارين الذين سجلت أسمائهم لم يقوموا بأي إجراء أو إكتراث للنفايات وكأن الأمر لايعنيهم ، أو يعني تلوث المستشفى وصحة المرضى الراقدين وخاصة النفايات كانت في الممر أمام مدخل صالة الولادة التي ربما تسبب أضرارا صحية جسيمة للأم التي تولد وطفلها المولود .
في نهاية الدوام الرسمي وبعد إنهاء د. رياض الدرس السريري مع طلابه أستلم من مساعدة التمريض المكلفة بالمراقبة والتسجيل ، جميع أسماء المارين من خلال ممر صالة الولادة وأمام مدخلها ، وبعدها أمر المعينة المسؤولة عن التنظيف بإزالة النفايات وتنظيف الممر وتعقيمه ، وكان بحالة خيبة أمل شديدة أمام طلابه، لعدم تحسس واكتراث منتسبي مستشفى العلوية للولادة والنسائية لهذا الحدث المهم والمؤثر والمباشر ، خصوصاً كونه مسؤول وشخص مهتم لأدق التفاصيل .
من خلال هذه التجربة وهذا الإجراء علم طلابه درساً مهما لحياتهم الخاصة والعملية والمهنية ؛ درسا يوسع
مداركهم ويحسسهم يكل ما يحيط بهم كأطباء المستقبل .

في الأجتماع السريري الأسبوعي احتلت هذه الحادثة الموضوع الأساسي للمناقشة حيث كان د. رياض متأثراً جداً بعدم اكتراث المارين من منتسبي المستشفى بالحادث الذي أفتعله وقتها . وكانت معه قائمة بأسماء المارين بالنفايات الموجودة في أكثر منطقة حساسة داخل المستشفى كونها أمام مدخل صالة الولادة ، فعدم الإكتراث والتصرف السريع لإزالتها وتعقيم الممر أعتبرها من الأخطاء الجسيمة التي لا يجوز السكوت عنها، ومعالجتها تستغرق دقائق، فقط إخبار المعينة المنظفة بإزالتها وتنظيف وتعقيم المكان وحتى الموضوع كان لا يستوجب بقائهم لحين إكمال التنظيف والتعقيم .
سأل بعصبية ما هو سبب إهمالكم وعدم اكتراثكم ؟ هل في بيوتكم أيضا لا تكترثون أم ماذا ؟ وذكر الأسماء بحزن شديد ، وركز بأن مسؤولية الإعتناء بنظافة جميع مرافق المستشفى تقع على عاتق الجميع ولا يجوز أي منتسب أن يستثنى منها وقالها ابتداءاً مني وقصد بها نفسه والى أصغر موظف في المستشفى وقال " ليعلم الجميع هذه المرة فقط سوف أسامحكم ، لكن القصاص سيكون عسيرا لتكرارها، لأن نظافة المستشفى وتعقيمها تعود مسؤوليتها لجميع كادر المستشفى وليس فقط المنظفين فيها، فعلى الأطباء وبقية الكوادر أن يلاحظوا ويمنعوا ويأمروا بالتنظيف والتعقيم تلقائيا " .

الدكتورة ڤيان نجار

تم عمل هذا الموقع بواسطة