القتل من أجل غسل العار
سأسلط الضوء على أصعب وأبشع جريمة تقوم بها مجتمعاتنا المتخلفة عذراً أقول متخلفة لكن هذه هي الحقيقة لولا التخلف المستشري في بلداننا ومجتمعاتنا لما رأينا فيه وسمعنا منذ الأزل قتل الأنثى وتسميته " غسل العار " لشك أو يقين علاقتها العاطفية مع احد الشبان والإعجاب به والذي سببه غريزة الحب والعاطفة التي تشتعل فتيلها في فترة المراهقة ومن الكبت المقيت للعادات والتقاليد المتبعة في مجتمعاتنا حيث يحيطون أولادهم بها ذكوراً وإناثاً دون توجيههم وتعليمهم أسس الصداقة الصحية والصحيحة بينهم لتفادي الأخطاء والعواقب التي تواجههم وتواجه عوائلهم ومجتمعاتهم في اللقائات العائلية أو المفردة . والضحية في غالب الأحيان أنثى مراهقة جاهلة لم يحذرها أحد أو لم يوضح لها أحد ماهية العلاقات العاطفية والجنسية وعواقبها . لأن العوائل في مجتمعاتنا لاتحاول مفاتحة هذه المواضيع مع أطفالهم لإعتباره موضوع مخجل لايجوز التكلم به وعند وصول أولادهم عمر المراهقة يبدأ نضوج أجسامهم وإفراز هرموناتهم وتشتد لديهم غريزة التقرب من الجنس الآخر مع جهلهم الكامل للمواضيع والعلاقات الجنسية وعواقبها وتأثير الكبت عليهم فمن المؤكد تكون أخطاء لقائهم ببعضهم فيها أخطاء جسيمة في بعض الأحيان . واللقاء غالباً يبت به الذكر لأن الأنثى لا تملك الشجاعة والجرأة الكافية في مجتمعاتنا لترتيب أي لقاء مع الشباب من عمرها وبقبولها اللقاء تغدو هي الضحية وتكون نهايتها القتل بسبب وشاية أحد الحاقدين أو الحساد الذين يكتشفون ذاك اللقاء السري حتى وإن كان لقاءاً بريئاً في طلبه ومجرياته .
السؤال البديهي هنا ماهو العار الذي يتسبب من لقاء أثنين محبين لبعضهم ؟ أليس من واجب مجتمعاتنا التفكير بصورة منطقية وعلمية رصينة ومدروسة ليعلموا أنفسهم وأجيالهم أهمية اللقاءات الإجتماعية الصحيحة والصحية لجميع أفراد المجتمع لبث المحبة والتفاهم بينهم ومن ضمنها اللقاءات الودية العاطفية بين الشباب حيث يجب زيادة التركيز عليها لانها الطريق الوحيد لتقليل أخطاء وعواقب لقائاتهم كونها تخمد لديهم شعلة فتيلة المراهقة المكبوتة وتأثيرها . كذلك واجب مجتمعاتنا الإيمان بالمعلومات العلمية التي تخص اللقاءات العاطفية وأهميتها في حياة الإنسان . وعليهم التزود بالمعرفة التامة والتأكد بأنه كما يحتاج الجسم تزويده بالطعام والشراب يوميا لعدة وجبات ومدى الحياة . هكذا الصداقة والحب والعشرة الجميلة والعلاقات الإجتماعية والعاطفية والجنسية يحتاجها الجسم والروح كغذاء تتزود به مدى الحياة . فلماذا القتل تكون حصة الأنثى فقط عند لقائها بمن تحبه والذي هو حاجتها الطبيعية . وينجو منها الذكر الذي يمارس حاجته الطبيعية من العلاقات ضمن المجتمع بحرية ومعها التشجيع من الأهل والأصدقاء .
السؤال البديهي هنا لماذا العلاقات العاطفية والجنسية حلال على جنس الرجال في مجتمعاتنا وحرام على جنس النساء ؟
هناك أسئلة كثيرة علينا طرحها والتفكير بها جلياً كي نزيل هذه الظاهرة المقيتة والظالمة من مجتمعاتنا قتل " لغسل العار" والتي تعتبر أبشع جريمة بحق الإناث . لأن حكم وقرار القتل يصدر من أهل وأقرباء الضحية الناس المحبين لها وهي من دمهم ولحمهم وتربت معهم حيث ينقلبون عليها فجأة لسبب خارج عن سيطرتها لينهوا حياتها ويحكموا عليها بالموت دون حق مشروع بسبب شكهم أو ربما يقينهم لعلاقة هي في الأصل طبيعية وغريزية عند البشر ومتواجدة في تكوين الإنسان منذ الخليقة وسر من أسرار الوجود وأستمرار الحياة . وكما نحاول تحسين الأكل والشرب لكافة شرائح المجتمع لزيادة فوائده وتقليل أضراره كذلك علينا تحسين العلاقات الودية والعاطفية في المجتمع وجعله يتسلح بالأخلاق الراقية والنتائج الصحيحة والصحية من خلال التثقيف والمفهومية الكاملة لكل ما يحتويه ويحيطه لزيادة فوائده وتقليل أضراره على المجتمع
السؤال الأخير لماذا نحدد أن يكون التثقيف وفهم فسلجة الجسم قبل سن المراهقة ؟ لأن فيه يبدأ الجسم بالنضوج وإفراز الهرمونات وتتولد الرغبة الجنسية لدى الجنسين وقابلية الدماغ تكون محدودة في تلك الفترة لفهم الصح من الخطأ . من دون معرفة جميع الحقائق حول فسلجة الجسم والتغيرات التي تطرأ على الجسم في فترة المراهقة ولجهلهم كيفية التصرف في تلك الفترة الحرجة يدعهم يعانون من مشاكل كثيرة وعواقب وخيمة للطرفين الأنثى والذكر كذلك عوائلهم ومجتمعاتهم
الدكتورة فيان نجار