التقرير الطبي ليوم الأثنين 6/1/2020
أتطرق في البداية لشرح مبسط للدورة الشهرية لدى المرأة لتغدو واضحة وسهلة الفهم لأن الدورة الشهرية يعتمد عليها الكثير من الحالات المرضية النسائية وتتأثر أيضاً بالكثير من الحالات المرضية النسائية .
الدورة الشهرية عند المرأة
-------------------------------
لدى البلوغ تشترك الغدة النخامية في الدماغ والمبيض والرحم بتنسيق عالٍ لإحداث الدورة الشهرية عند المرأة وغالباً تحتسب الدورة الشهرية ثمانية وعشرون يوماً وأول يوم الطمث تعتبر أول يوم الدورة الشهرية وكل العملية بإختصار هي من أجل تهيئة الرحم لدى المرأة لتستقبل الجنين عند حدوث الحمل لإستمرار الحياة والبقاء .
عملية التنسيق تلك تبدأ بإفراز هرمون GnRH
من غدة الهايبوثلمس في الدماغ والذي يزداد إفرازه ونشاطه قرب البلوغ وهذا الهرمون يؤثر على الفص الأمامي للغدة النخامية ويؤدي الى إفراز هرمونين ضرورين من الغدة النخامية في الدماغ ( FSH , LH ) بدورهما يؤثران على المبيضين ويجعلاهما يفرزان هرموني الأستروجين
والبروجستيرون اللذان يشتركان لإحداث الدورة الشهرية .
سوف أتطرق لعملية التناسق تلك باسلوب مبسط وأسلط الضوء عليه لمن له رغبة في فهم عملية حدوث الدورة الشهرية لدى المرأة .
الهرمون المسمى ( FSH )
يبدأ بتنشيط عدد من حويصلات البيوض المتواجدة في المبيض في بداية الدورة الشهرية ولإكمال نضوج حويصلة واحدة ونضوج البيضة بداخلها في وسط الدورة الشهرية وإضمحلال الحويصلات الباقية .
تنتج من عملية نضوج الحويصلات العديدة إفراز كميات كبيرة من هرمون الأستروجين للدم والذي يساعد بدوره لإعادة بناء بطانة الرحم مجدداً بعد نزول دم الطمث الذي يحتوي على بطانة الرحم المضمحل خارج الرحم
ولزيادة نسبة الأستروجين في الدم يقل إفراز هرمون الغدة النخامية الذي ينشط الحويصلات في المبيض FSH
لكن وصول كميات الأستروجين في الدم للذروة في وسط الدورة الشهرية تأثير على زيادة إفراز هرمون ( LH )
من الغدة النخامية والذي يساعد الحويصلة الناضجة من إطلاق بيضتها الناضجة الى خارج المبيض بعملية تسمى "التبيض" لتلتهمها فوراً قمع أنبوب فالوب المتصل بالمبيض والرحم ، وعند سير البويضة الناضجة في انبوب فالوب وإلتقاءها مع الحيامن المتواجدة نتيجة الإتصال الجنسي يحصل التلقيح بينهما وينتج عنها الحمل أما إذا لم تلتقي بالحيامن تتحلل البيضة الناضجة خلال يوم واحد تقريباً .
تتغير حويصلة البيضة بعد إطلاق بيضتها الناضجة عند التبيض لحالة مغايرة تدعى " الجسم الأصفر" Corpus leutum
والتي خلاياها تقوم بإفراز هرمون البروجستيرون الهرمون الذي يساند بطانة الرحم بنموه السريع وإكتسابه التثخن ونشوء الأوعية الدموية والغدد فيه وذلك لتهيئته لإستلام البويضة المخصبة من قبل الحيمن عند حدوث الحمل ومعها يستمر بقاء " الجسم الأصفر " ويزيد إفراز كميات كبيرة من هرمون البروجستيرون لمساندة الحمل في الرحم من نواحي كثيرة في بدايتها .
وعند عدم حدوث الحمل يضمحل" الجسم الأصفر "ويتوقف إفراز هرمون البروجستيرون ومعها إنخفاض نسبة هرمون الأستروجين في الدم أيضا مما تجعل بطانة الرحم تفقد عوامل نموها بسبب قلة نسبة هرموني المبيض في الدم مما يجعل بطانة الرحم تمر بعملية التكسر والتهشم لأجزائها وحدوث النزف من تمزق الأوعية الدموية التي فيها وتبدأ مخلفات بطانة الرحم التي تنفصل من الرحم بالخروج من عنق الرحم إلى المهبل ومنها إلى الخارج كدم الطمث ويستمر الرحم بقذف تلك المخلفات بالكامل للخارج على مدى ٢ - ه أيام أو أكثر في بعض الحالات وترافقها آلام بسيطة ومغص خفيف في منطقة الرحم مع بداية نزول دم الدورة الشهرية أو ما يسمى بدم الطمث .
وتتكرر الدورة الشهرية على هذا المنوال من فترة بلوغ المرأة لحين سن اليأس أي فترة إنتهاء حويصلات البيوض من المبيضين لديها .
الدكتورة ڤيان نجار