1 قراءة دقيقة
يوم الطفل العالمي أين أطفالنا منه؟ ديسلكسيا الألوانِ

يوم الطفل العالمي أين أطفالنا منه؟
ديسلكسيا الألوانِ

يرسمُ الأحلامَ في سفحِ السّماءِ
يقطفُ من الغيمةِ سنينَ مرّتْ
ويجمعُ النّجومَ في حزمٍ
ومن الفرحِ يقطفُ سنابلَ ذهبيةً
مع الفراشاتِ يلوّنُ المساءَ
ويحلمُ أحلامَ طفولةٍ هاربةٍ
في الشوارعِ موسيقا الخوفِ
يسمعُ من لهاثِ المارةِ المتعبينَ
الرازحينَ تحتَ أحمالِ الحياةِ
وفراغها المؤلمِ، حرية يبتغى
وبحرُ ذاته يمخرُ
من خلفِ أسوارِ الكبارِ
خلفَ عالمٍ أعمى عن الجمالِ
أخرسِ الإحساسِ
هو جسدٌ صغيرٌ مختلفٌ
ملاكٌ يرتفعُ على أجنحةِ الأملِ
تارةً ويهبطُ تارة أخرى بسهمِ الجهلِ
يصيبُ عمقَ قلبهِ الطريّ
يريدُ أن يقتحمَ المحالَ
وإلى مكامنِ الروحِ يبغي العبورَ
فهناكَ حرّيتُهُ تسكنُ
ورقةً في مهبِّ الريحِ هكذا طارَ
من على سفحِ الصمتِ
يلتقطُ بينَ يديهِ حفناتِ الزهورِ
ليفتحَ عينيهِ على سرابٍ
وطفلٍ مقهورٍ
تتحطّمُ آمالُه على صخرةِ الكبارِ
ويمعنُ الألمُ بنهشِ تلكَ العظامِ
فراغٌ قاتلٌ، وحشةٌ ووحدةٌ
تبثُّ سمومها كأفعى محمومةٍ
يضجُّ الصدرُ ويتعالى العويلُ
مأتمُ الفرحِ عابرٌ
والنعشُ على أكتافِ الأشجارِ محمولٌ

بللتهُ دموعُ الطفولةِ الهاربةِ
ذلك الجثمانُ الهزيلُ سيُوارى الثرى
وتعزفُ موسيقا الموتِ النفيرَ
تتأرجحُ الأنفاسُ تحتَ وطأةِ الشجنِ
حانَ الأوانُ وصدرَ الأمرُ بالرحيلِ
تمرُّ الأيامُ
وفي دجى الليلِ أنينُ الكيانِ
يعودُ
إلى واقع رماديّ
مبتورةٌ أمانيهِ، يعانقُ الجهلَ
بمجتمع لا يفهمُ الاختلافَ

وبه لا يعترفُ
ولا يعرفُ معنى الرسمِ
بأيدي الريحِ على جبهةِ الماءِ
ومن خلجاتِ قلبٍ مسحوقٍ
يجري نهرٌ يفيضُ بقصصٍ
ليس فيها سوى الأحزانِ
قد تعوّد أن يمزجَ بأنامله
للصبحِ ألوانا
ومن المساءِ يسرقُ له رؤيا
يسافرُ فيها على أجنحةِ الحمامِ
يصرخُ، يبكي، يضحك، يبتسم
ويغضب، وفي الأزقةِ ينامُ
ويعودُ من جديدٍ ليبحرَ في
عمقِ الخيالِ، ويغرقَ بالأحلامِ
ويرى من خلفِ الضبابِ ثغرًا باسمًا
تحتجبُ خلفه ملايينُ الدمعاتِ
فاتحُ الذراعِ يضمّه بحبٍّ
لينسيه قصيدةً كتبتْ حروفها الأحزانْ
ومن عمقِ الأعماقِ تنسابُ
الألحانُ بأصدق المعاني
فتولدُ نجمةٌ فسيفساءُ
ديسلكسيا من الألوانْ
اخلاص فرنسيس

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏لقطة قريبة‏‏‏
تم عمل هذا الموقع بواسطة