في المسرح، تبنى العلاقة بين الممثل والمتفرج على نوع من الكذب، الممثل يجسد حدثاً على أنه يجري الآن، وهنا، أمام المتفرج، والمتفرج يتواصل معه على أن ما يشاهده حقيقة.
بعيداً عن المدارس والمناهج التي حاولت أن تلغي هذا الوهم وتجعل العلاقة شراكة من نوع آخر..كالمسرح الملحمي مثلاً، إلا أن هذا الوهم، أو بتعبير أدق، الإيهام، بقي في جميع المدارس. وحتى في الملحمية.
ولولا هذا التواطؤ بين الطرفين لفقدت الظاهرة المسرحية قدرتها على الاستمرار. إضافة إلى مبررات فنية وجمالية كثيرة.
أتساءل هنا، وأنا أجد هذا التواطؤ ماثلاً بقوة، في الحياة وفي مجتمعاتنا خاصة،
طرف: فرد. مثقف. حزب. سلطة..إلخ. يكذب، والآخر: المتلقي، يوهمه أنه يصدق أكاذيبه. هل هذا الذي يحدث. سبب استمرار البشاعة والشر في حياتنا؟
نعم.
ثم يصفون التصنع وافتعال الأحداث في الحياة على أنه مسرحية!!!
ما أعظم وأجمل التواطؤ في المسرح وما أشد بشاعته، بل وخطورته، في الحياة!