هذه اللحظة !
في هذه اللحظة عاد بيّ الزمن إلى طفولتي ! لا اعلم ما الذي ذكرني بها ؟ أهو الحنين أم صفعة ألم شعرتني بتلك المرحلة ؟
لكن رغبة جامحة تدفعني لكتابة ما خطر ببالي في هذه اللحظة ؟!
قبل عقدٍ ونصف وضعت "النظارات " وكُلي سعادة ، حتى كنت أشعر بثقةٍ رائعة ...
لا أعلم كيف امشي بها.. أو كيف اجلس .. حتى كانت نظرات أهلي غريبة تتأملني ، لأسمع نصائح أبواي التي تبدأ ولا تنتهي...! لا تتشاجر مع احدا..
لا تنم وانت تلبسها ..
لا تلبسها وانت تلعب بالكُرة " القدم " ..
لا تُعرها لأحد "فلكل عين ما يناسبها " لكن شيئاً فشيئاً بدأت تلك الثقة تضمحل وتذوب لأتذكر أنه بعد أسبوع سينتهي عطلة الربيع !
وسُرعان ما انتهت .. لتبدأ معاناة ما كنت اخشاه ويبدأ زملائي بالتسابق على من يُسميني بإسمٍ يليق بنظارتي! (غوار _ابو النظارات ... ) أو أن يُؤشر أحدهم عليّ بإصبعيه لأقول له ما هي عدد تلك الاصابع ؟
ظناً منه انني لم أعد ارى ..!!
الآن أفكر في تلك اللحظات !
هل كانت بنيتنا سيئة لهذه الدرجة لنتسابق على التنمر ؟!
أم هي مقتضيات شقاوة الطفولة؟!
ام انها كانت ثقافة نتوارثها من اهالينا ؟! او شيءٌ آخر... كم كانت لدينا قُدرة على تحمل أو تقبّل تلك الظواهر أو قدرتنا على تجاوزها أو الرضوخ لها ؟!
لازلت ألبس تلك النظارات ولازلت أبحث عن طريقة للعلاج للتخلص من ملازمتها والتخلص من ذكرياتها " المضحكة المبكية " ..