ملحمة لم يكتب لها البيان
بقلم الرصاص رسمت ملامح وجهي الشاحب
منذ أيام مضت ولم تمضي..
على صخرة مثقلة مثلي تمامابأمطار الشتاء
وحبات الثلج والبَرد
في طريق موحش خالي إلا من احلامي المكتظة
برائحة دمي المتناثر في عرضه
كل شيء بدا يتنفس من رئتي...
كل شي كان يخنقني..
كمن يسمع نشرات الاخبار في وداع الشهيد
لقنت نفسي في سري كلمات مصابة بالحمى
حين سرقتني الأضواء لزوايا معتمة
مجهولة الهوية....
في موكب يخطو فوق ظهري
وأنا المبللة برائحة البارود...
من راسي حتى اخمص قدمي
ترحل عني أشيائي الجميلة
تتسرب في الزحام من بين أضلعي
لتطلق نداءات مدوية كبركان يغلي
لم تغادر حنجرتي المهزومة
أنا المنتحبة وحدي في إطار ظلي المكسور
خلعت عن نفسي رداء الانوثة أمام حسناوات
تعطرن في أحضان أزواجهن
وتجملن بمساحيق ملونة
وخطون الهوينا بكل كبرياء...فوق رماد وجهي
في الظل بقيت....
اتمتم قصائداً كتبتها
سال منها نزيفاً في قلبي كاد يغرقني
صور تتسابق لذاكرتي.... لحظات مضت
همسات حنين كادت تنسف كل من في الجوار
في الظل بقيت....
مستوحشة المكان...منتفضة الروح
مرتعشة الجسد بلا حسبان
كمتسولة امتزج بقميصها
رائحة الدخان..... تحمل في يدها
ملحمة لم يكتب لها البيان
ونحن نتأرجح في ضجيج ذاكرتنا العصية
فتقلنا لعوالم ابتدأت في غفوة ولم تنتهي
تسربت لخلايا الجسد
لتنبت زهرا وريحانا
فتولد في اللحظة... قصص وروايات
ضاعت بين الحرف والكلمة
ولم تجد من يقرأها... قصيدة في الملأ
تمثال لعشتار... تراكم فوقه الغبار
هل لي بمنديل...؟ يزيل مطراً اسودا
يحاكي النجوم والسماء وهي تعد الخيبات
هل لي بطيفٍ يسبقني
يهرول عبر أزقة أصابها الأرق
تحت شرفات غرقت في أوراق الياسمين
لرحلة فوق خطوط المشاة
تحت إشارات المرور... لنسبح في السكون
ويسبح فينا...
فيقذفنا الموج لحانات اغلقت أبوابها
وشبابيك نامت مصابيحها
وارصفة ترتجف بردا وناراً
كي يحمل الليل بعض مما عندنا
وتسمع القطط من خلف قفازاتنا
همسات الشتاء...
ونغم الفارين من أرض اليباب
ملحمة وطن ينزف
كل شيء مصاب بالحمى
حول مواقد الشتاء
ونحن ندخل هلوساتنا الليلة
يخال إلي طيفك من بعيد... من قريب
فأسمع همسك في قلبي.... أبي
بين شهيقك وزفيرك... ملحمة وطن ينزف دماً
تراتيل... تخنق النجوم في سمائها
صلوات... تنادي بأسمائنا
أتعقب اثرك.. أشم عطرك
ألملم أعقاب سجائرك...
كؤوسك الفارغة..
كل اشياؤك... اتوضأ بها...
اطوف بها في شوارع تقرحت من خطواتي
وبين يدي قنديل اقتبست وهجه من عينيك
حين كانت تقرأ في عيني... حشرجات النطق
وأنا اتلقى منهما أول درس في الحياة
ابقى بقربي.... ارتشفني كل مساء وكل صباح
مع فنجان قهوتك...
اطلقني صرخة من بندقية ثائر
أنشودة... تعشق الحرية في ظلال فضائك
لتصيب خاصرة الإشتياق على جانبي الطريق
وتذوب كقطعة ثلج على أعتاب بابك
كم مضى من الوقت... ولم أسمع صوتك
هاجرت عني رائحة ثيابك
لمسة أناملك...
اشتاقك... اتذكرك...
حين تغنت بي ديباجات الشعر
واصطفت الكلمات في مدخل شراييني
حين رحلت إليك..
واستوطنتك وطن بلا حدود
فامطرت السماء فراشات طرت معها شغفاً
وتمايلت الاطيار طرباً...
ابحث عنك... بين سنابل القمح
وغابات الياسمين والنرجس
أبحث عنك.... في غياهب الليل دون انقطاع
فأعود بحمولتي... من خلف زنابق الأعياد فارغة اليدين
لاجدك في انتظاري على أطراف حيينا
على وجه المرايا... بين جدران غرفتي
اراك مزورع بين أناملي...فوق غطاء وسادتي
تحاور اليتم في عيني...
وتعلمني من جديد درساً في الحياة
رائحة من شواء الزمن
هذا الصباح .. كل صباح
التقط من وهج الشمس
رائحة عنبر
تتسربل بين أصابعي
تتشابك مع دخان سجائري
معلنة في حدادها .. وحشة تعصر دمي
أي وقت هذا الذي يمضي
هكذا دونما ملل .. دونما عدل على روزنامة العمر
ليحصرني في زوايا صحن داري
فاقرض اظافري المنتفضة كحلوى عيد
لم يطأ عتبة بابي
منذ زمن .. منذ أن نسيت نفسي
وحيدة أنا.... بين الدقائق والثواني
كل شيء ينسف روحي الملتهب
على رحى التآكل
في الشارع صخب وضجيج
يشبه المغص في أحشائي
أصوات سيارات ترخي لثام الضجر
تقلني لمدىً منفلت
اتحرق إليه شوقاً
لتلال تحتضن زقزقات صدري
لبرار فسيحة
ابث إليها دندنات روحي
وهي تردد في صمتها السرمدي
شايف البحر شو كبير ....
مقيدة أنا في قضبان روحي
أتقيا دماً.. رحلة من المهد إلى المهد
اتعبني الحنين .. انهكني
يسرقني مني ... أناي
يرميني تحت أغصان شجرة مباركة من أصابع
طالما عزفت على أوتار الاشتياق
لتحمل من الصور ما يعيد للحياة رونقها
فلا أنا هزمت نفسي ...
ولا هي استسلمت لجماح الخيال...
كدرب التبانة في قرص السماء
تحاورني النجوم
تنتشلني من مجرة إلى مجرة
لأدور حافية اليدين
في نفس الفلك
هنيهة ..
تتساقط الشهب فوق الروابي
لتنير لي كل أوقاتي
وتعيدني كل صباح
لنفس الشغف ونفس الحنين
الآن....
وأنا ابث في روح قلمي
وصفحات دفتري الملكوم
ايحاءات دفنتها في صدر وطن يتذوق طعم الموت
اختزلتها لاعلقها اضغاث صور تنزف دماً
وأنا اتوج نفسي قهراً حفار قبور
قبل أن تبدأ أجراس الكوابيس...
فارتمي فزعاً في أحضان مفرداتي الملغومة
قبل أن يفوح الإنتظار كرائحة الليلك
فتتحرر كلماتي من لعنتها
لتلقي في كأسها الفارغ لوعة الحنين
لعلها تتدحرج غصة الحلق
قبل أن تنهش حنجرتي... ظلماً وعدوانا
لازلت أسمع في قلبي دون ملل...
صوتٌ يسقط من السماء كل ليلة
ليضمني بقلب محتضر
فنحصد من رائحة ثيابنا طعم الشواء
لتضمنا خيمة تجمعنا والوطن
فتبقى كل المسافات فارفة...معدومة
وتحشر الشمس في وسادة الاحلام...
أريد فسحة تحت أجنحة النوارس
ترمي كل المسافات عرض الحائط
لتعلن مهرجانا....اهازيج عرسٍ اغريقي
كرنفالا عن أعين كل البشر
قبل أن ينعم الفجر بنا
أريد حفنة من تراب تلطخ ببريق خدٍ
أصابه الشوق من غلايين القهر
ليتذوق نشوة العناق....
قبل أن يبتلع الفجر شهقة الليل
ابتلع السكون في عتمة ليلي
ليزيدني هلوسة مع بوادر الفجر
ماان يقلع الليل عباءته عن قلبي
وتتبدد شرارة اللهب عن المواقد
بين ركام الصور...
تتزاحم في مخيلتي كلمات مشحونة
نطقتها في الخفاء... وفي العلن
فتبللت المناديل حرقةً
لم يفهمها أحد سواي
حين بات كل شيء ضرباً من الخيال
وغدوت في هذا الليل الطويل جداً
أكذوبة لم يصدقها إلا أنا
يخطر ببالك احيانا...
لو تنهض من غفوتك ولو لدقيقة
وتتامل بدقة ماانت عليه
عندما تعجز عن استيعاب المزيد من التشتت
وتنادي بأعلى صوتك... بكل ثقة...
وبشيءٍ من الانانية... أين أنا...
أين أنا وسط هذه الدوامة
كل شيء له حضوره... ولكلٍ خصوصيته
وأنا.......؟ 😔😔أنا شووو
يستيقظ معي الياسمين في كل صباحاتي
ليحتضن الشوق مع رائحة القهوة..
وانفاسي المضطربة..
فابتلع قهرا رماد سيكارتي
من براكين الكلمات على وجه القصائد
هي الكلمات تسرقني لحضنها
تشد على أضلعي بقوة فتفقس في عيني
دموع حارة بين حنين وحنين
لأفرد أجنحة الهيام على وسادة الأرق
فترتطم صباحاتي بجفاء الزمهرير
في أزقة الشتاء الباردة
وحدي أصارع وحدي
لاأحد ينتشلني.. َلاسراء عبر عباب السماء
فاكتب بأنامل أصابها السقم
من نشرات الاخبار على أوراق الخريف
لومً وعتاب برائحة زجاجات الخمر
يزيدني ألما فوق الالم
يدق عنقي بخنجر مسموم لاغرق في دمي
كبرك الدم في شوارع بلدي
كل صباح....
أحمل في يدي حفنة من الياسمين الابيض
فيتراقص المطر في عيني فرحاً
ليخبرني عن ماهو أجمل
ليحملني إلى مدن غبت عنها
اداعب قطرات المطر فوق زجاج نافذتي
اخبره عن بعض ماعندي
فيذوب الزجاج ألما
ويرثيني السقيع على أرصفة الضياع
لتتجمد عروق الياسمين بين أناملي
الطرق غير سالكة في الخارج
والبرد ينخر ممرات المشاة
الغيوم متكاثفة فوق قفصي الصدري
لتزيدني صمتاً ونحيبا...
لازالت شرفتي تهديني كل ليلة
اضغاث أحلام خاوية
تقذفني يميناً....يساراً
لترسم في خلجات القلب
طيفاً يحمل في يده شجرة للميلاد
أزين فيها زاوية غرفتي
اعلق عليها فوانيس الاحلام
فقلبي يتضور جوعا من سنين عجاف
تنتهك أمسياتي..
توقظ تنهيدات أقذفها في دخان سكائري
ليت الطرق سالكة...
ليت الريح تحمل صوتي لأبعد مدى
فأنا مللت الصمت.... اتعبني
لست على مايرام... ولم أعد انتمي لشيء
كل شيء بات يهرب مني
يرتمي كقصائدي المحترقة فوق دفاتري
فوق علب المكياج المهجورة
فوق فساتيني المنسية
امتحن حنجرتي لأغني كل ليلة
عن نبض الشارع في حينا
والحنين الذي يمر به خلسة
عن مطر يبلل شعري
عن اغنية تشبهني وأنا منتحبة
حتى ينام الليل على أجفاني
ويركن السكون تحت وهج القمر
رعشات الحنين
.......
في حقول الضباب اللامنتهي
أتعقب أثر بذور الجمال
اكسيرا للحياة...
علني انتشل براعم ذكريات
من أمس .. لايموت إلا بموتي
علني ألمح في برك الماء
وجهي المفقود .. تأوهاً
مذ فقدت وجها .. كان وجهي
ملامحي المتورمة من شحنات الليل
تسير في خلوتها
كأي عابر سبيل ينتظر قافلة مرت منه في غفلة الشرود
تنتابني رعشة حنين .. من هواء
لم أتنفسه منذ اليوم الأول من قهقهات بكائي .. فرحا
تلدغني عقارب الساعة في يدي
لتعد معي ساعات الانتظار
وكلانا ينتظر دقاته
فكل المحاولات تحتضر
تصيبني بحمى الهذيان
تغزو صمت المقابر
لأخلد مع أنين الثكالى في غفوة
عل الصخب ينام في صدري
أبكيه... في وحدتي
ويبكيني دونما ملل في ضوضاء الامتحان
يسطر مني أيقونة على نسائم تلفني بخاصرة الأحلام .. أسطورة
ولدت في روحي ودفنتُ فيها
مدفونة أنا .. في المكان ذاته
مركونة كقطعة أثرية على حافة الزمن
تستيقظ صباحاتي... وتنام امسياتي
على أطلال .. كانت أنا حين كنت في رحلة استحضار ذاتي
ترتعد جموح الغيظ كلما ..
تساقط المطر من شفتي
لتنبت بين أناملي المحشوة برحيق الغد
شقائق النعمان .. واكليل غار
من لون دمي المهدور
تحت ظلال شجرة عارية
احتضنتي .. وأنا ما زلت بين ذراعي أبي
سأنصب خيمة في ذلك العراء
لاصبح وامسي كل ايامي الباهتة هناك
فقد لمحت في نفسي رغبة في حياةالغجر
لن أكون وحيدة...
سألملم كل الأشياء الجميلة التي سقطت سهوا
لاقرأ في أكف المارة هواجسي... كرواية ترضيهم
هنا.. وهناك.. ليل يعبث بذلك السكون
ينثر عبق الحياة لابيع منه قواريرا للعطر
ستمطر.... سترعد...
لن تكون الأشياء إلا أجمل
أرض وسماء لاشيء يسرقني مني
نجمٌ وقمر يساهران موقدا للنار
وفناجين قهوة اقتبس منها رواية جديدة
تحاكي الزهر قبل أن يزهر
تسامر الليل إلى بزوغ الفجر
هي رغبة جامحة....
تحاكي اوتاد الخيمة...
علها تحمل تحت سقفها ماعجزنا عن حمله
وكأنني أمتلك الشوارع كلهاتحت المطر...
كل شي بات يناديني
الشارع باكمله يرقص فرحا
يسايرني في نبضات قلبي من حنين
الباعة... المحلات....
ثملين تحت زذاذ المطر
تتحرك براءة الأطفال في عيونهم
أنا طفلة حرة تحت مظلتي
وامي لازالت تنتظرني خلف المدفاة
انتظريني ياأمي.... أنتظري قليلاً
لازلت غارقةً في ابتسامتي
أنا وحبات المطر نتسامر من أول الطريق
ولم ننتهي....ولن ننتهي..
سأخبره الكثير..
عن وجعي....عن ابتسامتي
عن وطن سلب منا..
عن تلال نثرنا فوقها عناقيد الزهر والعنب
تشابكنا كالأطفال خلسة
رسمنا دوائر صغيرة في الهواء بأفواهنا
هيهات... هيهات..
ياأمي لو لم نرجع... من ذاك المكان
وبقينا اطفالا تحت حبات المطر
يخنقني ضعفي في جموح الليل
يلفني بعناق كمذاق الصبار
يكتبني رواية نبتت في العراء
لم تسمعها ابتسامات الصباح
لم تطفو على صفحات البحيرات
لتعتلي عباب السماء
فتتساقط كحبات المطر
كعبق الليلك والياسمين...
تخنقني الساعات والدقائق
تلتهم انفاسي...
كجنين تفحم في رحم أمه
قبل أن ينعم بالنور
تراتيل فردية
في خفاء توسلاتي المضنية...
في الآيات العظيمة التي اتلوها ليل نهار
في تسبيح الجمال من خلق الله
ثورات... ومظاهرات...
ساحات للحرية.. ومعتقلات
لا يشاركني أحد فيها إلا أنا
ولا أريد ان يشاركني أحد فيها
هي تراتيلي الفردية...
هي آفتى وحدي.. وعلتي...
تنام وتصحو داخل صدري
كطفل متمرد في احشاء أمه
كلما هبت الريح تقيأت الما..
منذ أن حملت في حلكة الظلام
قصيدة تناثرت كالنجوم في الفضاء
لتنجب آلاف القصائد
سمعتها وسمعتني حتى فقدت كل الحواس
صورة لاتتكرر....
تقفز في عيني كرائحة البنفسج
تتربع فوق وسادتي...
لتستقيظ كل صباح في طحل قهوتي
في غرفة أبي
.......
على تلال الحنين
أتسول بهيئة الأيتام
في أطلال غرفتك
زاوية .. زاوية
تلدغ العقارب أحشاء العمر
في التأمل
وسواطير المسافات
تفصلني عنك...
بين جدران زاويتك المعتادة
هناك .. تاهت بقايا صورك
في زحمة ركام التنهيدات
مجرة .. نجمات متناثرة
تهتف من بريقها
شوقاً لوجهك... لطيفك
لتنثر فوق جناحي...
طلقات .. تحفر في الصخور
شهقة طفولة...
تداعب أنامل أبيها .. بأوصال مرتعشة
ترتشف من قسماته .. اكسيراً
يعيد للورد رذاذ الندى
حين استحضر روحك .. أبي
تقرع كل ندبات القذائف
في طيات أمواج الشوق
لصورنا المعلقة .. في ذاكرة الجدران ...
صور .. رسمتها بريشة مقصوصة من حلمي
مغمسة بدم العصافير.
تقرض من تقويم العمر
براعم شبه حالمة
لموعد قطاف....
يفيض الألم في ضبابيته
ولم نقطف .. وربما لن نقطف
أحاصرك في ذاكرتي .. أبي..طفلي..
أشد أناملي على يديك
فتتسرب من صدري
كسحابة صيفية الهوى
لتتبعثر في ذلك الركن .. الذي
طالما حلمت .. في مخدعي
يضمني وحضنك
في غياب فارس الحنان
فوق منابر الرمل....
فوق قلاع الصامتين.....
*******************

عتمة الزوايا
كؤوس الهوس والألم
تبدأ كل ليلة دعوتها الهيسترية لنا
هيا... لنبدأ معا رحلة الكوابيس
ليتمخض الفراش باشواك تنخزنا
لتلتقط أحلامنا... تصادرها
شارعنا لازال يحتضر
يستعيد لحظات تاريخية
كرنفالات... مواسم الازهار والاعياد
هو ايضا يشتكي الكلاب والقطط
الشاردة مثلي...
الجامع لايزال مقفلا ينتظر بزوغ الفجر
لتبدا القلوب المتالمة صلاة الأمنيات
لتتضرع بآيات الله كل الاحتمالات..
الأبواب تلملم نفسها خشية لسعة البرد
تخبئ اندلاعات الدور وأرقها
إلا أنا.... المحني في عتمة الزوايا
اتضور الوحدة في وجع مضني
البرد قاتل... والخطوات تائهة
وحدها القناديل تبثني الدفئ والأمل
هي كل يوم تشتعل لترد الظلام الحالك
تطرده بعيداً...
وأنا لازلت منتحبة أتأمل الغد معها
ربما تعشل القناديل يوماً ما في ليلي أنا
ذات مرة كتبت على شعاع الشمس بأناملي
قصة بدأت ولم تنتهي
في ليلة وضحاها
أضحى العمر جحيما لايطاق
لا القصة تخلت ولا أنا اكملتها
هي البدايات فقط تعتقلنا
في زنزانة فردية ترمينا
لا محكمة ولا قاضي عادل
لا رأفة... ولارحمة...
بسنين عجاف تقرض الثواني
من عمرنارويدا... رويدا
تنساب كالمياه من بين اصابعنا
تسرق من شفاهنا الابتسامة
وتهدينا سلاسل مكبلة بالحنين
تحصد مازرعناه في دروبنا الخاوية
من أمل يحرقنا كلما اقتربنا من اساطير بلدي
من روايات جداتنا...
من قصص خجي وسيامند
ولا يسعنا سوى التشبه بهن حين كن يدندن
القصص والدموع تخنق انفاسهن...
خيم اللاجئين
الغيوم تشدو بالحنين هذه الليلة
تلطخ السماء برذاذ الدم من اوردتي
برائحة البارود في صدري
كما سماء بلدي..
ليل يفتكه ليل..
بحبال الوهم أتسلق عنق الازدحام
اهتف بإسمك صرخة الطفولةفي خيم اللاجئين
وطني... عزوتي... وجعي أنا حالة يرثى لها
أدفنك في عقر قلبي كل مساء
واحارب آلام المخاض لتولد من جديد
كل صباح في نبضي...
خفف من حضورك في روحي
حين تهب نسائم الحرب دونما رحمة
وتبتلعنا الايام في دروتها
بحر من اللوعة يغرقني في المد والجزر
لاترصد اشرعة البحارة علني انجو
كل الأشياء باتت حولي كأسلاك العبور
ممنوع المرور...
تموجات الريح
باتت المسافات تؤلمني كلما
التقطت من تموجات الريح نداءاً خفيا
وكأن معركة تجتاحني في ازدحام الشوارع
وحيدة اتعبني التسكع في جعبة الأيام
ألمح طيفا يراودني في تعرجات فنجاني المقلوب
نثور معا رغماً عنا.... كفوران غليان القهوة
اول كل صباح...
كشمس تضيئ أرض الظلام
يلوح في الأفق سراب اليوم والامس
لتشعل في الروح مواقد الشتاء
ونبتلع الحسرات من رعشات الحرمان
فتستيقظ في الحناجر همسات الحنين
حين نبكي اكاليل الغار فوق المقابر
ولا تكفينا الدموع...
فيهتف الموت تحت أجنحة الليل
قبل أن يسدل النوم أجفاني
أسمع قصيدة ألقت في أم عيني
لتعيدني من جديد
وتمسك بيدي إلى اللاضياع
لالتجأ من اللاوطن إلى الوطن
وطني....
احتاجك... كإعصار يرمم جدار قلعتي
ينتشلني من قعر روحي..
يحررني من كفني..
احتاجك... لتعيدني في وجه الغزاة
أجمل قصيدة نطقتها الشفاه باسمي
لنبدأ من خاصرة الالم مواسماَ للحصاد
حمى الهلوسات
في صدري تقاسيم حفلة تنكرية
واضبارة كلمات مشحونة
بنيازك تتزاحم في سمائي الليلة
صور تختصر كل الامسيات الجامحة
ذات مرة اسندت ظهري على هرم عظيم
مذو سنة حين كنت اسرد وجعي كل ليلة
فيكفي أنك أبي لاسمعك كل حكايات الطفولة
وأنا أكتب كانت الاحرف تذوب أمام ناظري..
تكوي بعضها..
تنصهر... لافرغ صدري المحشو بالرصاص
علني أزيل بعض ماعندي
وحين استسلمت... كان الهوس طريقي
كان الجنون ملاذي
ومااجمله من جنون...
بكيت كثيرا سوء طالعي
بكيت وجعي أمام شجرة أدم وحواء
حينها..... قرأت في عين الشمس
روزنامة دمي المهدور
باختصار ربما أنا إحدى المحطات لامحال
أو ربما لست سوى اسم مدون في سجلات الهجرة
ربما كنت صرحا من خيال
بقلب منفطر لملمت فستاني المزركش
بالاقحوان والياسمين وشقائق النعمان
المفعم بالحنين...
تسلقت سفوح مشته نور
لارقد تحت شجرة الأمنيات
بكل خيبات العمر أسندت ظهري لجذع الشجرة
لامزق فستاني واعلقه شرائطة ملونة
واصلي كل ليلة الف ركعة
عندما تصيبني حمى الهلوسات
وأشتاق لصدرك ياابي بقوة
مناجاة
هل اتعبنا البقاء... وطول الإنتظار
أم انه لم يعد هناك ماننتظره
أما أنا... رغم اني دفنت رفاتي بيدي
لم أيأس.... روحي لاتنفك عني
تراودني كطفل يرتقب عودة ابيه كل مساء
ارتقب فوق هذه الشواهد من القبور
حضور الملائكة كل ليلة
لنصلي فوق الحجارة... فوق التراب
فوق بقايانا لرب السماء
لمن يحيي العظام وهي رميم
إلهي وسيدي ومولاي
الذنب ليس ذنبي
هو اليقين بك... هو الإيمان بك
هل تسمعني.... هل يصلك أنيني
فأنا ماعدت أقوى
هب لي من لدنك رحمة
خذ بيدي..
أليس مع العسر يسرا
فقد بات العسر يأكلني
وأنا في خضم اسمائك الحسنى وصفاتك العليا
أصلي أجمل صلاة بين يديك
أعطني من الحياة فرصة
يامن شققت البحر لموسى
اختناق المسافات
.......
في أول الطريق .. طريقنا
ونحن نحدق في القمر
لم تحملني قدماي .. لم تتحمل
هربت مني الكلمات كشقائق ربيع
اكتوى بحمى الشتاء
اختنقت المسافات مثل شفاهي
تحت عجلات سيارات تشبه طوابير الإسعاف
في معارك الردة
هي ايضا لم تحمل حرارة الدموع المنهارة
من تلال الانتظار
حينها .. كانت غزوات الوجع على خواصر الحلم
ولم أتمالك اكثر من رحلة صيد في سراب مقيت
حينها أيقنت أن طفلة حُبست في مهدها
لن تخرج للحياة ثانية
ستبقى مع ظل تنهيداتها مرمية في الظل
لتتجرع كؤوس الخيبات وحدها
وتقرأ من كفها تنبؤات العرافات بخطوط
لم تفهمها ولن تفهمها
وحيدة ستلدغها كل حين ازدحام
أوهام الأمس وتهيؤات الغد
لينهرها الشارع بطوله المكتنز بين جدائلها
إلى قارعة الانتظار .. ولن تنتظر
المكان موبوء بعيون وشاة الحرب
ولا مكان لها
كل المحطات مقفلة
وفي جعبتها الكثير من مناديل مطرزة بأيقونات شعر
منثور الإيحاءات
هو الضلال في وضح النهار
لن تحملها من وسن القيلولة سوى
تذكرة سفر باسمها المحشو في اسمها
سترحل إما الآن أو الآن
بين صفارت إنذار تنعق من لهيب الوجع
فالكل يتوجه إلى وجهته
الكل يتقن اللعبة... لعبة الحياة
وأنا أيضا سأرحل.. مني... الي
فلم يعد للحلم في ساحات الخيال
أي معنى ...
فنجان يتعقبه فنجان
يسرق من شفاهنا احاديثاً كانت لها جولاتها
بين الحين والحين
نغرق في دخان سجائرنا
يلفنا كما التبغ... لنرمى بعدها
في صحن تعتق هو الآخر
ينتظر ماكان يرسم له كل يوم
كل صباح... كانت الشمس ترسل لنا املاً
تبثنا.. تلقننا ما عجزت أيدينا عنها
نخاف ممن... ومن يخاف منا
نجاري الريح... نخطو معه
بقناعٍ يتلبسنا يشوه ملامحنا
أما آن....
أما آن لهذا الليل الطويل أن يرحل
ولهذه الانات أن تخبو
ومامعنى هذه الأكاذيب التي نرسمها على وجوهنا
تعبت منا السنين وتعبنا منها
سأرحل بيأسي إلى يأسي
فالحياة علمتني اما أن نكون أو لانكون
من صخب الأنين في صمتي
غابات تتقد نيرانا لن تنطفئ
لتلعن نوروزا آخر
ينبثق فجره من ليلي أنا
من قصة عدولة... وزيني
تسطر أسطورة جديدة
لاتقل عن كل الأساطير وجعا
في هذه الأيام تقترب مني النهايات
وأنا أهرب منها....لاتقوى روحي
فابواب الوداع تسحق الجدران
ولازالت اكاليل الغار ندية
مع قوافل النازحين
أجر خيبتي بخطوات تائهة
التفت ورائي ثمة ألم لايدعني
يؤرق ليلي ونهاري
يناديني...
كيف لي أن أترك وطنا
ينبض في كل ذرة من روحي
يحبس عني الأنفاس
أيا ليلا لم يغادرني
أيا عمرا يغرقني في الاوحال....
ترمى....
كأية ورقة خريفية
ترمى....
تتساقط... من أعين المارة
قبل أن تسقط من عين نفسك
فأنت تشعر أنك لم تستحق يوماً
ولن تستحق
لأنك لم تمتلك كباقي الاجنة... مشيمة
لم يشق الله لك البصر ولا السمع
ولم تمتلك إلا فوائدا مشوها
حمل الكثير ولم يحمل عنه أحد
نحن من نزرع الورد ونحصد الشوك
ولا حول لنا ولا قوة
وماهي الحياة لو لم نمتلك مايسقط منا
كل شيء بات يتساقط
ليست فقط أوراق الخريف
ليست فقط أمطار الشتاء
إنها سيول الدمع أيضا حين بدأت تشق الطريق
تحفر خندقا لليل طويل
لنمضي فيه يقينا... كل إلى غايته
في سراديب سجنها الملكوم
بحثت ملياً عن بقايا منها
تعفنت مذو أجيال
الكل كان يتقن اللعبة
الكل يرغب بدور البطولة
على جدائل نسوة خلقن للرغبة
الكل كان جلاد وقاضي
ولا يسعها سوى تعداد سنين اسطورتها المدماة
تعداد أشهر الحمل
وارتقاب الام المخاض بكل فزع
لم يبدل أحد دوره
ولم ينتحل أحد شخصية جيفار
ليقف معها ويعلن ثورتها
كل إلى وجهته ماض
وهي في قفصها تمضي
تنتشل بقايا اظافرها المغروزة في عينها
فهي تفقها كل ليلة
من ربت في احشائها غول يكبر فيها
لتداس تحت الأقدام عنوة
فهي يكفيها نقصاً أنها أنثى