مقاربات ...
حديث " الغرب " عموماً ، بشقيه القديم والحديث ، عن كرد سوريا وبطولاتهم ودورهم " المحوري" في محاربة الإرهاب ، جلب من الردود والمواقف عديدها ما بين مؤيد لهذا الدور ومعارض له و لتلك المواقف ، في صورة ردود أفعال مؤدلجة وأقرب إلى العين المتحزبة ، ﻻ بل وفاضحة " أحيانا " في فهم المشهد السوري العام و الدموي في معركة ربما تحدد الوجود التاريخي لهم "الكرد" في هذا الوطن ...
فقد أعتبر بعضهم هذا الخطاب الغربي وهذه السلوكيات والمواقف بمثابة فخ جديد ليكون الكرد رأس الحربة كما "سابقا " في القتال ضد "العنف الداعشي وملحقاته" وبأن " الدب الروس وأبناء العم سام " والغرب عموماً يستخدمونهم بالوكالة بيادق تحت الطلب ، في معركة معروفة النتائج و ستكون باهظة اﻷثمان ، وفي النظرة المقابلة يرى أنصارها بأن اللجوء للمقارنات والمقاربات الموغلة في التاريخ لا ولن ، تجدي الكثير من النفع كون الإسقاط التاريخي ظالم وفَج ، فالظروف تغيرت ومراكز القوى تبدلت وبالتالي الكرد أنفسهم تغيروا وانتقلوا من ساحة " المفعول به " التأثر - إلى ساحة " الفاعل" التأثير - وأصبحوا ﻻعبين أساسيين و "شركاء " في اللعبة اﻹقليمية والدولية ، فأن يُشيد أو يستصغر الأمريكي أو الروسي وغيره من زعماء العالم ببطولة وبسالة " المقاتل الكردي " وبحنكة السياسي الكردي ، ﻻيضيف للحقيقة الموجودة على اﻷرض شيئاً جديداً ، وعليه بات لزاماً على النقيضين في النظرة و اﻷدلجة "داخليا " مراجعة ما يعتقدان به ، فالتغيير سمة الوجود وﻻ ثابت في لعبة المصالح , فالثابت اليتيم والوحيد في السياسة ، هي أنها بلا ثوابت ، بعيداً عن المقاربة الأخلاقية لها ...؟!
فربما يكون التغيير ضرورة ملحة في لعبة أمم سادت ردحا طويلا من الزمن ثم بادت وآن للمشهد أن يغيّر من ممثليه ليكتمل دور الﻻعب الجديد في المشهد العام لمسرحية (مئوية سايكس - بيكو) فربما يأخذ دور البطولة هذه المرة في المسرحية البديلة ( ﻻفروف - كيري )
من يدري لننتظر الأيام الحبلى بما هو جديد...؟!