1 قراءة دقيقة
مسرحية مصير

Ahmad Ismail Ismail


مسرحيتي (مصير) "مشهد من أهوال الحرب في بلدي: في العدد الأخير من مجلة المسرح الإماراتية شباط 2019..ومن جريدة الاتحاد اقتطف الخبر التالي:
(تزامناً مع فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، أصدرت إدارة المسرح عدداً جديداً من فصلية «المسرح»،....وفي باب «نصوص» نشرت المجلة مسرحية قصيرة بعنوان «مصير» للكاتب السوري أحمد إسماعيل إسماعيل.)
شكراً لرئيس التحرير الناقد المسرحي عصام أبو القاسم.
أنشر مشهداً قصيراً من النص على أمل نشره كاملاً قريباً في كتاب يضم نصوصاً مسرحية أخرى.
-2-
(داخل المقبرة، تتوزع القبور المختلفة الأشكال والأحجام في أرجاء المكان، شاهدات بعضها مكسورة، وشاهدات أخرى بهتت ألوانها، وانمحت كتاباتها، ينبعث صوت من داخل قبر مفتوح، إنه صوت حارس المقبرة. الوقت: ليل)
ص.الحارس: هيا افتحه ولا تتفوه بكلمة، لا أريد سماع صوتك، ولا حتى رأيك، هيا يا أخي، أما زلت تخشى فتح فمك يا مسكين؟! وماذا ستفعل حين ترى أنكر ونكير؟ عظيم. شكراً. لحظة واحدة وينتهي كل شيء، لن أوجعك، لست سجاناً، اعتبرني طبيب
أسنان، دعني أرى، ما هذه الرائحة يا رجل؟! أخشى أن أكون قد أخطأت في فتح
الجهة المطلوبة، ولكن هذه الدائرة الكبيرة رأس، والدليل أنها مكسوة بالشعر وليست
ملساء. آسف يا أخي، رائحة فمك هي سبب هذا التشوش، وأخيراً وجدتها..
وجدتها. كفى، لقد انتهيت. شكراً.
(يطلُّ برأسه، وفي يده كماشة حديدية، إنه رجل ملتح أشعث الشعر في العقد
السادس من العمر، يفحص ضرس عالق بين فكي الكماشة بوساطة مصباح
صغير، يدقق النظر فيه. يخرج، يعالجه بفمه ويديه ثم يرمي به بعيداً، بانزعاج)
قصدير! حظ تعس، المنحوس منحوس ولو وضعوا على رأسه فانوس. لقد استفاد
الجميع من هذه الحرب إلا أنا: إمام الجامع، والساسة، والتجار، والكلاب.. وحتى
القوادين.
(يتناول الرفش ويهيل التراب على القبر وهو يحدث نفسه بحنق. يدخل الجريح
وهو يترنح. يجمد الحارس في مكانه وهو ينظر إليه برعب. تمر لحظات طويلة
وهما يتبادلان النظرات. يسقط الجريح على الأرض، فيزفر الحارس بارتياح. يجول
ببصره في كل الاتجاهات)
غريب، لقد أهلت التراب على آخر قبر فتحته، فمن أي قبر خرج؟ (يتأمله) إنه
جريح، قد يكون شهيداً. ثيابه ملطخة بالدماء، ولكن من أين جاء ولم يتم دفن أحد
من ضحايا الحرب في هذه المقبرة، ربما هرب من مقبرة الشهداء التي أنشئت حديثاً،
ولجأ إلى هنا، ميت لاجئ. وأخيراً جاء الفرج!
(يطل الكلبان من الباب برأسيهما وهما ينبحان. يسرع إلى الباب ويزجر الكلبين
بغضب)

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص‏‏‏



تم عمل هذا الموقع بواسطة