1 قراءة دقيقة
مجرد صورة

فايزه بازرگان


الصورة....


أنفتحتْ أمام عينيها نوافذ الحيرة وكادتْ تُغْمى عليها من هول ما رأتْ وهي تنظف مكتب زوجها أذ عثرتْ على صورة لها مع زميلها ايام الدراسة الجامعية . تذكرتْ زميلها عمار الشاب الانطوائي الهادئ الذي لم يكلم احدا طوال الاربع سنوات الدراسة الجامعية وفي يوم إلتقاط صور التخرج طلب منها ان تتصور معاه ، لم تكترث للصورة ولم تعيرها اية اهتمام بل لم تطبع نسخة لتحتفظ بها لكن العجب كل العجب وهي تكلم نفسها :- كيف وصلت ليد زوجي ؟ وبِأي شيئ سيحكم عليى وهل مجرد صورة ستفسد كيان اسرتي التي وضعتُ لبناتها بالود والاحترام ؟ وهل سيزرع الوهم بذور الشك في طينة الرحمة بيننا وهل سيوصمني بالخيانة ؟ فالنفس أمارة بسوء الظن وهل سيشع الغيرة في ظلام الظنون وهل سيرميني في عتمة الضياع ؟ رحماك ربي ما هذا القدر المخبئ ...
أحستْ بالصداع من ضجيج اسئلتها التي تطاردها كرصاصات جارحة تطلقها على نفسها فانقبض قلبها وتعبت ْ من التفكير وتمددت على السرير ولا تزال تحدق في الصورة وتغرس سكاكين الذهول في صدرها احست ْ بوجود زوجها يتأملها ، قالت بصوت الثقة بنفسها بعد ان تقمطتْ سلاح الاطمئنان بخلقها الجميل وسيرتها الحسنة :- انها مجرد صورة .…
توشح الزوج بوسام التأني وهو ينظر اليها بزهو واعجاب وقال بلياقة الرجولة :- عمار ابن خالتي التقط معاك الصورة كي اراك واعجب بك لاتزوجك فـ هيا بنا نزرع الوفاء في بستان قلوبنا لتتفتح براعم المودة والرحمة ونجعل من الصورة وثيقة اعتراف على نبل النوايا كسحابة تمطر المحبة لديمومة حياتنا الجميلة معا

تم عمل هذا الموقع بواسطة