1 قراءة دقيقة
لا للصمت والكفَّ عن العمل  الإبداعي.

Ahmad Ismail Ismail


بدأت المشكلة الكردية دولية، وكان البدء في معاهدة سيفر، ثم لوزان، ولن أذكر الاتفاقيات السابقة بين الامبراطوريتين العثمانية والفارسية منذ  معركة جالديران سنة 1524، واتفاقية قصر شيرين بينهما.
ليلاحظ كل ذي بصيرة أن مفاتيح حل أي قضية محلية، كردية اوغير كردية، لا يكون الا على مائدة اللثام في الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الامريكية. لنشهد أن:
لا دولة تقوم بلا مباركة ومساندة دولية
لا ثورة تنتصر بلا موافقة دولية
لا شعب يجوع ويسحق أو حتى يسعد ...بلا موافقة دولية
لا زعيم يستمر في السلطة ، مستبداً كان أم غير مستبد، بلا رضا أمريكا والدول الغربية الفاعلة. لا رضا الله والشعب..وحسب.
كل ذلك أصبح واقعاً ملموساً وبادياً للعيان..
وخاصة في منطقتنا الشرق أوسطية.
كل هذه الحقائق الواضحة والجلية، غائبة عن البعض، بل الكثرة الكاثرة منا، أما عن جهل، أو عن تجاهل.
جهل كثير من في الداخل، وهو المكتوي بها حدّ الاحتراق، وذلك لأنه أما بلا أفق يمتد خارج زمنه ومكانه،.أو أن أفقه ملوث بالمصالح الفردية والحزبية.
وتجاهل من هو في الخارج. وهو تجاهل مثير للدهشة، بل وللسخرية
لتنداح هذه الدهشة وتكبر؛ عندما تجد من هو في الخارج مايزال يصرُّ على اللعب في ساحة الداخل، وكأنه في أحد حواري قامشلي وعامودا وعفرين...
هذا السفر عبر الزمن إلى الوراء، والأصرار على اللعب هناك، ليس من الوطنية والحنين بشيء.
بل هو مرده عجز فاضح ومقيت عن الاقتراب حتى من جدران هذا الميدان الأكثر فاعلية وخدمة لقضيته: دبلوماسياً. أو إعلامياً. أو ثقافياً....إلخ.
إذ كيف له أن يفعل ذلك ويلعب فيه، وهو لا يتقن لغة الآخر الغربي: سياسياً. وثقافياً. ودبلوماسياً. وربما لغوياً.
اما من دخل المجتمع الغربي، فهم قلة، فقد دخلوه باسمه ،ولاسمهم وحسب.
لاشك أن هناك، استثناءات. غير أنها قليلة جداً، جداً.
ما أود قوله:
الرهان هنا أيها اللاجئ. ومربط الفرس هنا.
فافعل شيئاً هنا. أو اصمت عن الحديث هناك. كي نحترمك.
اما عني، أسارع فأقول كي لا يلتقطها ماكر، لقد التزمت حدوداً رسمتها لنفسي فيما يخص الداخل سياسياً، لا خوفاً ولاخجلاً،، إلا بعض الأحاديث التي تتعلق بالشأن العام.
 والآن، أنوي مغادرة الفيس، والكف عن الخوض في صراعات سياسية، حتى أحسن اللعب هنا، في بلد اللجوء، أو استمر في الصمت، طبعاً  الصمت عن الشأن السياسي، وصراعاته المقيتة، لا الصمت والكفَّ عن العمل  الإبداعي.

تم عمل هذا الموقع بواسطة