لا عيد في مدن الآلام
*
بهجة العيد في مدننا
صراخ من صمت الالم
يهز اركان الروح
ويفجر براكين الذاكرة اليتيمة البائسة
تقذف حممها الخامدة على حبال
مراجيح الاطفال المنصوبة على
اغصان اشجار بساتين قريتنا
صراخ يشابك صداه ايادي محناة تقطف ثمار التوت في كل دفعة علو وتداعب اعشاش العصافير
تغني للام والتاريخ اناشيد الامل
وتردد اشعارا اغتالت بهجة العيد
وثكلت الامهات وشوهت التاريخ
وقتلت الاطفال
و تركت المراجيح تتأرجح بين لهيب
سياسة الارض المحروقة
*
لن احزن فقد
اعتدت كل صنوف البؤس في حياتي
ولكن ما قتلت اي صنف منهم بالانغماس في الرذيلة
رغم اعتقالي اعوام في زنزانته الضيقة
الى ان صدر حكم الاعدام علي بالموت على قيد الحياة
فلن استسلم *
سأبقى اناضل بتلك القوة التي يبعثها اليأس والبؤس في نفس كل انسان
*فلن اخجل من الفقر والحرمان
فهل هناك اقهر من الفقر والمرض اذا اجتمعا ؟
ذقت ذاك القهر بحلاوة الالم
ومرارة النميمة والشتيمة
*لن اخجل من طفولتي البائسة
*ولن ادع الحرمان يشرس باخلاقي
ويقسو طباعي
سأهرب بنفسي الناقمة الى الكتب
لاخوض معارك الحياة دون خوف
لن اخشى من انفجار قوتي الكامنة من اجل النصر
ولكن انين الالم لا يأبى مفارقتي
اتعثر به في كل خطواتي
لن استسلم *
سأعلم الحياة
ان افكاري اصبحت اقوى من البشر
ولن ادع رياح الخوف تلامسها
ولا عواصف الكآبة ان تبددها
فليتهمونني بالجنون
فأنا وليدة افكار وعواطف متصارعة **
للاجل الوجود
كبرياء وتواضع
رحمة وقسوة
مقاومة واستسلام
شموخ وانطواء
خاطبوا الارواح ففيها النقاء والطهارة
اعشقوا الله في الله
همسات بعبير شذاها
ينفر مني الجميع
*
*لن اكون طريدة الخوف من الحياة
ومن نفسي
*لن اخاف الفوضى العارمة من حولي
ولن اخاف جبروت وجحود اؤناس الانا
**ولكن اخاف الموت
ليس حرصا على فقدان الجسد نعيم الحياة
وفقدان النفس الملذات
**بل حرصا على ان لا تبقى ارواح وحيدة في الشتات
تلتهمها نيران الاغتراب
تتعذب وتتتهالك من اجل الانسانية بأسرها
اقول لهم كل عام وانتم بخير
*