عندما كنتُ هناكَ كانَ لي وجهٌ متجمّدٌ
أخبّئُ أسرارًا كثيرةً
كانتْ تحاصرُني المرايا
وكانَتْ لوجهِ الهواءِ أقنعةٌ
وأبوابٌ كثيرةٌ
شبّاكٌ واحدٌ في زاويةِ الليلِ
كلُّ ذاكَ السّحرِ في تجاعيدِ العجائزِ
كانَتْ تشبهُني
معَ قليلٍ من ابتسامةٍ كنتُ أقرضُها من وجهِ ضريرٍ
كبرَ الزّمانُ
أخذتُ شكلَ شجرةٍ
من ماءٍ باردٍ
ومن حبّاتِ الصّدى
أنامُ في يقظةِ النّسيانِ
أتغلّبُ على عناقِ الذّكرى
كنتُ أفلتُ في مديحِ الجدارِ
الجدارُ يحتضرُ في الوحدةِ
بيوتٌ مشلولةٌ تتماثلُ لليلِ
أشباحٌ تردّدُ أنفاسَها في الثّلجِ
تداعبُ أفقَ أحلامي
الحبُّ كانَ ضخمًا
بملامحِ شخصٍ أكرهُه
رأيتُهُ مرّة رشيقًا كسرعةِ عينيّ
لم آنسْ بزهورِ الشّتاءِ ولا سناجبِها
حتى شمسُها كانَتْ تجري في الغاباتِ
وتأخذُ مكانَها زبدًا
صدى الطفولةِ ولعنةُ الغربةِ
كانَتْ روائحُ الليلِ
تطحنُ ظلالَ اسمي
فأكتبُ على جسدِ المللِ
أسماءَ من أحببتُهم
أمّي.. أبي
أخاطر بكتابةِ اسمِكَ أيضًا
لاسمِكَ حرّيتي
مرّةً تلاعبْتُ بالموتِ
أغمضْتُ قلبي
لمسْتُ دمعتي
لم أكرِّرْكَ في مخيّلتي
صباحٌ يردّدُ وجهي
يدقُّ النورَ في كلماتِ الصّمتِ
على جلدِ الحقيبةِ الأسودِ
يلعقُ السّفرُ مصيرَهُ الضّالَّ
وشكلَهُ المفضَّلَ لي
فأردّدُ
لن أعودَ إليكَ
لن أعودَ
فذاكرةُ الرّيحِ للنّسيانِ
وقلبي وطنٌ قيدُ الولادة
في غاباتِ الضوء