قصة الخلق
سألني صديق مثقف : لماذا ينسبون أصل الكورد إلى الجن أو إلى الشيطان ؟
وكانت إيجابتي موجزة بسرد قصة الخلق ، كما إستوعبتها من المقولات المقدّسة :
" تبدأ قصة الخلق بوجود إله مجرد واحد فقط ، ولا يوجد حوله أي شيء ، فخلق هذا الإله الماء من لاشيء ، ثم خلق الأرض من هذا الماء ، ثم خلق السموات من دخان هذا الماء ، ثم خلق الجنة في السموات ، ثم خلق الملائكة والجن من النار، ثم أسكن الجن في الأرض ووكّل إبليس عليهم ، ثم رفع إبليس إلى الجنة وأرسل إلى الجن قبيلا من الملائكة ، فطردوهم إلى الجبال والأودية وجزائر البحار . ثم خلق من طين الأرض إنسانا واحدا ووحيدا في جنة السموات ، ومن ثم خلق من ضلع هذا الإنسان إنسانة واحدة في الجنة أيضا ... وبسبب معصية أو بغاء من هذين الإنسانين ، أنزلهما الإله الخالق من جنة السموات إلى الأرض " كعقاب" ، وأرفقهما بإبليس أيضا ليوقع بهما وذريتهما ... وبتناكح وتناسل هذا الإنسان وهذه الإنسانة ، ظهر البشر ! وكثروا وبغوا في الأرض ، فعاقبهم الإله الخالق بالطوفان الذي هلكهم جميعا ، إلاّ نوحا نجا بسفينته ، ولذلك صار الأب الوحيد الجديد للبشر ... وإستوت سفينة نوح على قمة جبل " جودي " أو "خودي" . ونزل نوح من السفينة ومعه أولاده الثلاثة : سام (سيم ، شيم ، سميد) وحام ويافث ، وكناته الثلاث أزواج أولاده ، وأربعون رجلا وأربعون إمرأة . ودثّر الإله الخالق عقب هؤلاء الثمانين نفسا ، وغرّق إبن لنوح إسمه " يامّ " ، وأبقى الإله نسل الخليقة من نوح ومن أولاده الثلاثة . وقال نوح : ملعون حام يبقى عبدا لأخويه ! مبارك سام ، ومتكاثر يافث ...وتفرّق أولاد نوح في أرجاء الأرض ... "
وعليه ، فإن الشعوب والأقوام كلها هي أولاد نوح "الأب الواحد والوحيد " ،ولابد أن يكون لكل قوم أب واحد ؟ وأمّا إذا كان هذا القوم أو ذاك من سكان الجبال والأودية أو من جزر البحار ، فإن أصلهم من الجن أو من إبليس (الشيطان) في أحسن الأحوال ..