14 قراءة دقيقة
في بكارة الحرمان

روشن عزالدين حجي


اشتاق لمطر غزير
يجتاح تلال الصحراء في روحي
تغسل البر والبحر وتبحر...
تروضني اللحظات...
تركلني في خاصرتي بقسوة... دونما حسبان
عاجزة ابجديتي... مشلولة كلماتي
ماذا لو تحملني الصباحات لحدود الشمس
لو اشرقنا معا من جديد
على امتداد دهاليز الخوف مررنا
قبل أن تغفو امسياتنا الشاحبة
أنا المهزومة ابدا..
حين نحروا أناملي قبل أن اكتب رسائلي إلى الله
فبكيت في معطف أبي
لحظة ارتديت كفنا ابيضا مرصعاً باللازورد
ناديت.... أبي لاتبتعد عني
فلا زالت حربي دائرة
لازلت أتسكع في طحل قهوتي
جفت الدموع وتشوهت خارطة وجهي
وأنا ألملم لهيب الكلمات
تكتبني لعنة تلفظ أنفاسها الاخيرة
أتأمل النهار والليل.... دوامة تعقبها أخرى
متى أغفو... متى التقط وردة حمراء
اقرأ منها كالعرافات سوء طالعي

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏



خلف عيون الاضواء

في المساء....حين يبدأ الشتات
بين زحمة الجدران..
اخاف الهذيان...
أخاف الذوبان... تحت شرفة القمر
حين يزف همساته على وسادة السرير
لتسرقني دقائق الساعات
وترمقني في انتظارها.. المميت
لمحت اليوم خلف عيون الاضواء
نظرة شفقة... اي جرحٍ تحمله قدماي
تلفني دورة الزمن دون ملل
كرحلة المهجرين عن الوطن
صمتي...يذبحني..
كمقابر الشهداء تنبعث رائحة الدماء
كمن مات قتيلاً في غورٍ سحيق..
في المساء...
أشد الوثاق... لنبدأ...
لنبدأ رحلة الشعر في دورة الدم
لندخل غرفة التوقيف
ونتذوق طعم الظلام
ونظن انه ربما نكون بين النيام

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏سماء‏، و‏محيط‏‏، و‏‏شجرة‏، و‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏، و‏طبيعة‏‏‏‏ و‏ماء‏‏‏



بواكير الأحلام

تحجرت في بوحها كل محطاتنا
وقارعت حقول الألغام
حين مضغناها مع لفافة التبغ
وركبنا الموج بلهفة الأطفال
تمتمنا بأسماء.. وصور..
في تلك الأيام نبتت على شفاهنا
عروق الياسمين...
وانحدرت من سفوح الجبال مواسم الربيع
لتلملم الصحراء ثوبها خشيةً
حيث ازهرت الاطلال بواكير الأحلام
وتعبقت الورود باحات الخيال
كم كانت همساتنا أجمل
ونحن نتراشق سرد الحكايات
فغدونا كقناديل البحر
نتدحرج بنعومة الفراش حول الروابي
حيث توقفت في لحظات كل المواعيد
وابتعلت الامسيات قهرها بصمت

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طبيعة‏‏



صورة أجمل

في طريق العودة لم تسعغني الا الدموع
تناثرت على طرفي الطريق
كجمرات من سيول الهزيمة
لم تكتمل اللوحة حينها
كان لايزال ينقصنا الكثير
لم يهدأ المخاض من ألمه
ولم يكتفي النحيب في صوتي العاري
بدت الأفق مغبرة
وانحنت قاماتنا ظمأً
كنا ندرك وحدنا جيداً طعم الالم
حين أوصدت كل الأشياء في وجهنا
وكأن الحرب خلقت لنا
حيث انتشلنا جثثنا دون عزاء
وترددت في مسامعنا
أجراس سنين عجاف..
من أيامنا العصية نهرب
من سجل دفن الموتى
لأزقة السكر نتناثر
في أسرة الهلوسة نخلد
نتبادل فنون القصيدة
لسرد رواياتنا المبتورة...
بحثا عن صورة أجمل تجمعنا من جديد

لا يتوفر وصف للصورة.



في بكارة الحرمان

كان الصباح في أول همساته
يعني لي الكثير...
شيءٌ ما.... كان يضفي البريق لعيني
يدفع الشكوى عن مناديلي المبللة
ينحتني كأنية رومانية...
شيءٌ ما... كان يوحدني في عين الشمس
يزرعني في زرقة السماء..
من متحف الذاكرة لملمت اليوم
الزمن الفردوسي...
حينها دفعتنا الريح مع حوافر الخيل
لنقهر الأمنيات في أرض الشحارير
مذو ذاك الحين..
لم نفترق أنا وصباحاتي
لازلنا نتحد مع كوبٍ من القهوة
وصبرٍ ينحت الجبال صخوراً..
بأنامل أميرة فرعونية أرتشفها
بسحابات دخانٍ يملأ المكان
بانتظارٍ يُصهر نغمات ناي حزين
هكذا هي ايقاعات الجسد
نرصف الابتهالات في محراب الروح
ولا يسعنا إلا الهزيمة في بكارة الحرمان
لتدخل شمسنا دورة الكسوف
وكأننا لم نكن يوماً..

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏أشخاص يقفون‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏



شظايا الكلمات

وللمساء وهجه بين الزوايا
حين يمتلئ الهواء برائحة اللازورد
اراقب أضواء السيارات...
وأنا احصي أوتار قيثارتي
لا يسعني الطريق حين يترائ لي
خلف مقبض سيارةٍ
عينا طفلٍ مشردٍ مثلي...
يفتح أبواب الكواكب في السماء
يسامر الألم...
يقتلع النعاس من الليل
ليزرعنا في أرض المرايا
حتى يفر الحنين وحيداً وينطفئ
اخفف عن نفسي بخطوات عارية
اخترق إشارات المرور
أنا وعروسة السكر...
فتمطر فوق صدورنا شظايا الكلمات
من مخاض الخوف...
من حبر رسائلنا المعتقة...
نهرول لرصيف نبتهل إليه
علنا نعيد لحظات سرقت منا

لا يتوفر وصف للصورة.

ضفاف الغد

فوق التلال..وفي محطات الإنتظار..
لاشيء يغير وجهتنا...
لاشيء... يكدر نوبات صمتنا..
طاولات فارغة تخاف التورط مثلنا
غرفٌ مهجورة.. ستائر ونوافذ مغلقة
كم مضى من الوقت.. ونحن مازلنا
سائرون مع عقارب الساعة
لم يبقى غيرنا ينتظر..
منذ تكاثفت اللحظات الحارقة
وبدأ أمسنا يعتقلنا... يعاقبنا
يزيل اقواس الريحان
يزرع القحط على ضفاف الغد
ونبقى في غيبوبة الخيال... ننتظر

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يجلسون‏‏‏

وخزة في مخيلتي

أعود ولا اغيب..
من خطوات النجاة..
وأسرد في سري أنماط حكايات..
أنا تلك النبضات الكاذبة
أنا لهفة عناق لم تدم طويلاً
هكذا تنعتني الوخزات
من سوق الأغاني الهابطة انتشلوا أكاذيبي
من بسطات الباعة لملموا ملامحي..
فأنا قصة امرأة من ألف ليلة وليلة..
لن أغرق بعد الآن تحت غبار الأقدام
لن أبوح لأحد دموع خيبتي..
لم تعد لشكواي اي عنوان..
احدق في صورتي..كم ندبة أحمل..
تدور الدنيا حول أصبعي...ولا أدور..
انتشل من تفاصيل مخيلتي
مشاهداً تقيدني في عمق الوريد
كم من طعنةٍ اتحسسها في الخفاء
توقعني في ثلاث ثواني..
كنهاية مسلسلٍ مكسيكي
وأنا لازلت أحمل بين أصابعي
نبضاتٍ.... كاذبة....

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏ و‏ماء‏‏‏



حروف مغمسة بالدم

من وحشة ليلٍ منسي
لهمسات هاربة من القيامة
نفتش عن صورة تذكارية
نرمم بها رائحة ثيابنا قبل أن يبتلعها الحنين
سأنصب تحت السحاب خيمةً للعزاء
من يشاركني...
من يشاركني حروفاً مغمسة بالدم
من يسمعها.... في لحظات الانفجار
وهي تنتفض مع كل نسمة
لاعتب علينا من صفارات الانذار
فالخوف من جلسات الاستجواب
يغربل المسافات في خاصرة الطرقات
يحاور الموت مع خيوط الفجر...
يبكينا من ليالي ممتدة على خارطة الجسد
لتلاسن الكلمات الزاحفة في خبايا الروح
من أنثى لم تعترف بأنوثتها يوماً
إلا وهي تكتب وصيتها الاخيرة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏وقوف‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏

أصابع متورمة

أظنني نسيت شيئاً مني
بل أجزم أنني نسيت كلي
وأنا أعصر أصابعي المتورمة
خفت التوحد للحظات...
بين تلك الجدران كنت لوحدي
أنا وظلي.... اشفقنا على أنفسنا
كم تمنيت الانصهار...
فقد غدا الموج عالياً...
وأنا لااتقن إلا الدوران
غرقت آلاف المرات...
ياوطناً لاأدري كيف أمشي إليه..
لم تسعفنا مفارق الطرقات
ولم ترثينا اضواء العيد
احتار نبضي... كيف سأبدو
وقد خانتني عيناي.. شوقا لصدرٍ
زرعت فيه يوماً كومةً من شقائق النعمان

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يجلسون‏‏‏



تيارات الهواء

لا شيء ينتشلني من قعر فنجاني
لازلت غارقةً في ظلام طحلها
وكأنني أعيد كل ثانية مضت
هل كان صوتي مسموعا...؟
أظنني أسمعت السماء أنيني
حتى تفرقت السحب فزعةً..
ودارت في تيارات الهواء..
ماكنت أبصر... ولا حتى أسمع...
وحدها الروح كانت تدور... وتدور
لمست كل شيء ولم ألمس..
وغابت الأنفاس ولم أغب..
رحماك ربي...رحماك...
وهل تحمل عبدك مالايطاق...

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏وقوف‏ و‏أحذية‏‏‏‏



أضحية العيد

يحط الحمام على نافذتي
ويبث لي أسرار العتاب
أنا المنتظرة... المنتحبة..
عله ينقل لي فرحة العيد
ربما أفكك الكلمات يوماً
وأجد اشياء تشبهني..
أنا العفوية... أنا المطعونة..
بآلاف العبارات..
أحملها في قلبي.. بصمت
لأرتب نفسي مع إحدى أضحيات العيد

لا يتوفر وصف للصورة.



هندسة الارواح

ابتدأ الليل لعبته..
أسبل على الأجفان طيفه الأسود
وتجاوزت الساعات كل الاحتمالات
هيهات... أضواء مررنا بها
هيهات... عقود اللؤلؤ والياسمين...
ابتدأ الحنين يتسرب...خلف زجاج النوافذ
تضيق المسافات الفاصلة
لتتغير هندسة الارواح...
لترتعد الأوصال..
كلٌ يختلي في لغزه..
كلٌ يحصد النجوم من أمس حاضر
من صدى قيثارة يخترق جدار الصمت
لتنتحب الهمسات بين الشرايين
لتعيد صياغة نفسها بطقوس من الهلوسة
من يزيل الألغام عنها.... من يحررها
فهي تهرب كل ليلة...
خشيةً من لعنة ستصيبها حتماً

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏



أزقة الحرمان

من يدرك الخوف الذي يلتهم حنجرتي
قبل أن يصيب الوجع صوتي المنسي
قبل أن يلفظني الليل في أزقة الحرمان
وأرحل مع رائحة ثيابك أبي
سأكتفي بها لألف عام
لن أتقاسم صخب الحياة مع أحد
فقد ألهب الغياب زنابق الربيع
تلك التي أحتفظ بها في حقيبة سفري
لانثرها بين الحين والحين مع زخات المطر
لازرعها في ضفاف القلب كل يوم من جديد
عيناي ترحل عني...
تدون بوجهي الحزين... نبرة ألم...
لايفقهها سواي...
من يزيل عني في تسكعي غبار الطريق
من يوقظني وأنا أنادي كبائعة زهور
تحت أضواء الإشارات انتظر كل يوم
كم مرة سأصاب بالجنون
وأنا أتحسس أزرار قميصي..
أعدها.. الواحدة تلو الآخرى.. أقبلها
أخبرها في سري...إنني حقاً اختنق..

لا يتوفر وصف للصورة.



شلال الحنين

وتمضي....
من حصاد الضيق اليومي..
للكدر اللامنتهي...
من هزيمة تتسربل عبر شقوق الهوس
لليل مضني... لليل سرمدي
هكذا دائماً... دونما خلل....
تمضي....
آه لو أعبر هذا الطريق الطويل.... الطويل..
اه... لو أشعل في غفلة من الزمن...
على عتبة الفضاء... ملايين المجرات
كل مساء.... أدون على قارعة حيينا
أحاديث لا نهاية لها..
من خلف جدران بيتي يبدأ الحصار
من تساقط المطر الأسود بين جفني
كل مساء أبوح.... ولا أبوح...
لزهرة ذبلت بين أصابعي
وتمضي....
هكذا.. تتزاحم الهمسات في سمائي
أسمعها... أكررها في ذاكرتي
لازالت تنبض في قلبي..
لازالت ترن كلحنٍ فرنسي جميل
أتنشقها... احتفظ بها
تدور في خلجات الروح
كشلال حنين يتدفق خلف زجاج نافذتي
حروف صماء تتشابك تحت شعاع القمر
تنادي خلف الباب... أنا حالة عصية يرثى لها..

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص يقفون‏‏‏



واحات الصبار

لا ألقي اللوم على الكلمات
فهي تعلن مابداخلنا
مموهة بدمائنا المخضرة
من عبق العناق..
سأرسم منها واحات من الصبار
فهي أسيرة بين الشفتين
كلما عزف الليل لننطقها
كبلناها بأقفال من حديد
اشتقت... لرحلة عبر غابات الليلك
لصوتي الباكي وهو يتلفظ كل شي
دونما قيود... لرحلة مدرسية
وأنا اتلقف من عيني معلمي درسا في الإنشاء
هاأنا اتذكر أدق التفاصيل
لم تمت... ولن تمت...
لازلت اتذكر غبار الطباشير على انامله
تحسستها بعطش....
أعدها في خلدي الواحدة تلو الآخرى
وهل ننسى ما تأصل في جذور الشجيرات
أم ننسى زوابعاً حفرت في الصخر
لازلت انقش في السماء صورنا
حين انصتت الأرض لنا
وتعالت أصوات ضحكاتنا في ذلك المدى
اظنها لازالت هناك تنتظرنا..
لازالت تبكينا...
علنا نعيدها مرة أخرى

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏‏‏‏وقوف‏، و‏زهرة‏‏، و‏‏نبات‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏‏‏



معابد الاغريق

سأزحف على ركبي
من تجاعيد الزمن على خارطة وجهي
من نسمات السكر في نخب روحي
بقلب مدمي يمزق صوت المآذن...
عابرة سبيل... أضلت وجهتها
بل أجزم أنني أدركها
هي أقرب الي مني
قريبة لدرجة التوحد مع خلايا الجسد
تلاحقني الصور..
تستعيد نفسها كل دقيقة... كل ثانية
حروف استنطقها بنبرات باكية
اسماء.. عناوين....
لم يهدأ النبض في بحثه..
نبض... يشتت احجار قلاع صامدة
يدفن الشمس في أرضها
من....؟؟ من يغسل وجهي الملطخ
بدماء الورد في وجنتي
برغبتي الاسطورية للانتماء...
للتوحد...
من يعيدني من جديد...
أنا الخوف... أنا الجبن...
أنا طقوس معابد الاغريق
أرقب ساعات الاحتضار وحدي
ألمس ألبوم الصور في دورة الزمن
أناشيد تتسرب في قعر كأس فارغ
تمطر فراشات على جمر القلب
تلتهب ولا تعود... تنصهر..
لتجر ورائها قوافلا تقتحم حدود الاغتراب
كل صباح... أنا في طريقي..
كل مساء... أنا في طريقي بفستان من الغار
أتدفأ على وهج أحلامي
أركض بها بعيداً..
إلى حيث كنت يوماً مشروع إنسان
فتجرفني كثبان الرمال..
وتعيدني لنفس المخاض مرةً أخرى
لازحف من جديد على ركبي كل ليلة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏وقوف‏، و‏شجرة‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏



حرب ضروس

تألمي...
تكوري على وجعك
فلا زال هناك الكثير الكثير
لم تهدأ الزوابع بعد
لازالت في بداية طريقها
تألمي...
فالالم يعني انك لازلت ملامح انسان
وجهك يبدو أجمل... حين يخالطه الدمع
شفاهك تبدو أبهى..
احفري بأضافرك كلمات الأنين
فسمفونيتها ترن في الأذن
كخلخال على قدميك
وانت ترقصين شدة الألم
تحضري..
تزودي بالعتاد... فالحرب ضروس
و لازلت تسطرين بداية الملحمة
ككل ملاحم بلدي.. تبدأ... ولا تنتهي
من ينقش معك قصص الممنوعات
ويتذوق طعم الروايات وهي تلبسك فستان عرس
مات فيه الفرح وأعلن الحداد...
الحداد عليك ياعروسة باتت في يوم وليلة
برسم البيع...
أكملي مسيرتك في صمت
وتعلمي جيدا من الآن فساعدا
كيف بصدقٍ ورويةٍ... تتألمي..

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏



أنشودة اللهب

عندما يغني الليل...
أنشودةاللهب في عرض الطريق
و تقرع طبول الحرب قبل أوانها
ألملم من عيون السيارات
من أقدام المارة رحيق الندى
تسبقني روحي كما تسبقني الكلمات
هي تتدحرج مثلي.. تبكي..ولا احد يسمعها
كنسيم الليل حين يشدو بخطى ثابتة
يجتثني من عقر داري...
يرمي بي لقارعة الطرقات..
كم مرة قتلت نفسي في هذه الازمة...؟
كم مرة تذوقت نار الحرب..؟
أنا القاتل.. وانا المقتول...
وليس هناك من دعوة...
يغريني كل يوم نفس الطريق..
يناديني نفس المكان....
وانا لا حول لي ولا قوة
أنساب من تحت الارض
من بين اظافري...
أنا هناك..
لازلت غارقةً...
لازلت اتلعثم بنفس العبارات
أيا ليلا بلا نهاية..
ايا عمرا بلا بداية..

لا يتوفر وصف للصورة.



جوارير مقفلة

تغلبنا الأيام في رحيلها..
تحط فوق الغيم كقطيع سنونوات
تهيم بالتحليق بعيداً... بعيداً
كرحيل نيسان واذار
خلف أسوار تاريخنا المستعار
لو نهضنا من قاع الأساطير
لو مشينا الهوينا
ورتلنا تنهيدات الأيتام....
ربما كانت تصيب...
تمضي بنا الايام...
ولازال ظلنا ينصهر
يمتطي فجيعتنا على سحب دخان سجائرنا
تقاومنا كل الكلمات...
في جواريرها المقفلة...
في صمتها القاتل داخل جدار جليدي
هكذا تنساب من بين اناملنا الدقائق والثواني
رحلة بحث عن ذاتنا..
منذ ضاعت منا في دورة توقفت عن الحياة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏



غليان دقات القلب

ارهقتني مرارة القهوة
واتعبني الظمأ خلف الابواب
تغادرني ذاتي إلى صور الأمس
تجرفني المنحدرات إلى دورب سالكة
تعبث بجدائلي تناديني من عيون الظلام
يخال الي كيف امتطي صهوة الريح
كيف اغزو بتلات الحنين
كيف أدير عقارب الساعة إلى الوراء
اختزل كل انوثتي تحت رايات الحرية
من يسترق السمع الي؟
من يشاركني رقادي تحت جلباب أمي
كل شيء يعيدني للامس
يرسم لي حقولا برائحة الريحان
في نفحات الصباح التقط جنون الشعراء
استحضر كل الوان الطيف
اصطاد من طوق الياسمين زخات غمامة
بالقرب من شرفتي....
أشتم نبضات دفنت في كفي
فتوقظني أصوات السيارات في حيينا
يخال الي كلها تحمل لي حقيبة سفر
أخطو اليها... اتعثر بظلي..
عساها تصطحبني في غفلة من وحشة الليل
لأحصي غنائم العمر في غليان دقات القلب

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏



حجر نرد

في ملكوتٍ يسكننا
لازال الباب مفتوحا على مصرعيه
يداعبه الريح يميناً...يساراً...
ليسقط مغشياً عليه كما قلوبنا
وهي تترنح شفقةً على أنفسنا
أشتم رائحة في الجوار تناديني
تمنحني ألف ندبة...
وشماً من النار على كتفي
حيث يضيع الحلم ومعه أنا
الويل... لمن يحمل على معصمه ساعةً من الجمر
تتهيأ بين كل ثوانيها لبث سمومها عبر الوريد
والليل يطرح خلوته على أطيافٍ تتبرأ
من اوجاعٍ أدمنت علينا
بكل شفافية نعد الخيبات على أطراف وطنٍ
خاب ظنه في الحياة
بطقوس مريرة نهلل كل ليلة
فيغادرنا عارياً وقد استنفذ صبره
أبعثر تأوهاتي على مفارق حيينا
علها تصادف ساعة استجابة
وتلملمني مع شغفي... لتزرعني
بأرض أخرى.... بصورة أبهى..
هكذا افترض مابقي من العمر
حجر نردٍ..... ربما يحلو لها وتصيب مرة
أقول ربما يصادفني الحظ وتصب مرة

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏



أحضان الظلام

وأنا أعد على أصابع يدي
خيباتٍ نحتت في نفسي
انهاراً وسيولا
ترمي بثقلها علي في أحضان الظلام
كهاربة على سكة القطار
ألوذ بالفرار من نفسي
مشتاقة..... مشتاقة إلى السهول الخضراء
إلى البقعة التي امتلأت بالألغام
إلى صدرٍ لم ارتوي منه
ولن ارتوي.... وطني
ياجنة لم تلمحها سوى عيناي
ياروحاً لم تلمسها إلا روحي
جنازة فردية أقوم بدفنها وحدي
ولم يرثيني أحد...
الكل أتقن اللعبة إلا أنا
على أي أرضٍ أرمي أوراقي
وإلى اي مرسى أوجه وجهتي
كل شيء بات ينحدر للاسفل
تنتابني في غربتي رعشة لم تعد تحملها جنازتي
وبين يدي وجوهٌ ملطخة بالآثام
كم تحتاج للتجميل...
وأنا محتاجة لتذكرة سفر
لعود ثقاب يفتح النيران
على مشيمة تربطني في القاع
لأنساب من جديد على قماش مزركش الألوان
غزال يعدو على مروج خضراء
حرة.... بهية... يركل عني سواد الليالي
ويزرع على خاصرتي جنون الايام

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏منظر داخلي‏‏



دورة الحياة

في صحراء تجتاحني منذو أيام
تناديني صيحات غامضة لاتشبهني
ترتجف أناملي وأنا أكتب لها
أناديها بعلو حنجرتي
لايليق هذا الصدى بذاك الصوت
كمن يكمم النار من فوهة بندقية
أفتح أبوابا تفجعني تزيد في ألمي
لأول مرة أعلن..
أنني اتسول على الأرصفة المجهولة
نظرة شفقة تلملم ماتبعثر مني
على أبواب تلك الحانات
اتسول يدٍ تربت على كتفي المعاق
تزيل جمراتٍ زرعت بين أجفاني
تقتص مني دورة الحياة دونما عدل
أريد صوتاً يدفعني للآفاق
يزيل وجعي..
يدعني ألامس السماء
يشعرني اني لازلت حية
يرمي عني كل هذه الاحتضارت
ولكن....بكل أسف...
هيهات..... هيهات....

_______________

السنابل المحترقة

بقلبٍ منفطر
كتلك السنابل التي أوقدت نيرانها بين الضلوع
بطلقاتٍ مدوية تخترق طول المسافات
حملت قيثارتي لنعزف سويا
نفس الألم.....
على امتداد المراعي الذهبية
لم أجد ملجأ إلا حجارة كالجمر
تناثرت عبر روابي احتضنتني يوماً ما
لم يجدي نوحي
ولم أجد حضن أبي الذي بدا لي أنه يوبخني
هو أيضا....
حتى أمي لم تعد كسابق عهدها
واضحت ذراعاها رماداً يطول روحي
نحن المذبحون على أرض الزوابع
من الوريد إلى الوريد
نتجرع بقايا كؤوسهم على طاولات الحرية
حيث يتغنى بها من لم يذق طعم العبودية
كالسنابل المحترقة غدونا
في زحمة حلبات الرقص نموت ولا نحيا
فلتسمع السماء أنيني
فأنا لم أعد اسمع نفسي
فوق حطام الفوضى
نتهامس انا وقيثارتي
لننشد بقايا اهازيج ثملت
ولم تمت على شفاهي

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏



ابتهالات عشتار

على مقعدٍ مهترئ في مملكتي الغريبة
أتكور في دمعة طفلة منسية
سالت على خدودها كنيران تلتهم بعضها
روح تهيم وسط تابوت فرعوني
تتوارى من خوفها اللامنتهي
في أفواه تحاصرها على مر السنين
تعصر دمي المخمور
في احشاء أمي
حيث تصدرت الايام شريعة الغاب
القوي يأكل الضعيف
كأيامٍ ثكلى تثير شعوذةً كبلت اقدامي
لتحيلني إلى أكذوبة
أنا أكبر أكذوبة شهدتها عيناي
تعلقتُ بمشنقتي فزعاً
حين لفني الغروب
وتاهت الشمس بين الثقوب
فاضمحلت المفردات في لهيب الصدر
وتوارت خلف الشمس ابتهالات عشتار
كأشرعة بحارةٍ ابحروا للتو
وضاعوا في دوائر الظلام

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏وقوف‏‏‏



تلافيف روح متأرجحة

تبللت الأرض تحت اقدامي
وهي تلملم بقايا دموعي
اي أرض حملت وطئ أجسادنا
قوانا الخائرة
تلافيف الروح المتأرجحة
بين تلال الهزائم حين كنا يوماً
نغرق فرحاً حيث لم تسعنا السماء
ولم تقوى على حملنا الأرض
كنت اسمع صدى أصواتنا الرنانة
نبضات القلوب وهي تضرب الشرايين بقوة
كانت السماء والأرض تتعانقان
والنسيم يسمع تلك البصمات
التي لم تزول... ولن تزول
ستبقى كأيقونة حياة
ولدت في غفلةٍ عن أعين البشر
هكذا نحن....نحن من ندفن أنفسنا
ولا يسعنا الا ذلك
لا خيارات ولا احتمالات
إلى أن نشد الرحال في رحلة
سلفاً نحن تائهون فيها
غائبون عن كل شيء إلا أوجاعنا
فهي تتمرد داخلنا رغماً عنا
كافعوانٍ أسود يمتص الرمق من ضحكة
هيستريا تتملكنا
حيث لانجد كأساً من النبيذ
نفرغ فيه بقايا أرواحنا
حين تضيع منا

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

دفن دونما مراسم

ترى...؟ ماحال الحراج من بعدي
حين حل الشتاء في غير أوانه
وتكحلت الاغصان بنهرٍ من الادمع
كنت أمجد الربيع في كل زاوية
وافرد انفعالاتي فوق طاولات المقاهي
ممزقة مواسم الثلوج
معدومة سمفونية الطيور
ترى...؟ مالون السماء وقد تذوقت سياط القهر
وغاب الفجر خلف الاسوار
لن يموت في الروح مايسكنه
وإن ذابت الشموس والاقمار
وفني كائن من كان
لازال صحن الجمر على حاله
والدوالي تولد من ثغرها أعناق الشحارير
سأعد كل صباح فنجان قهوتي
وأرصد في صحن داري
شراعاً يقلني لأصقاع البراري
لانقش على جذوع النخل
مالم تقوى عليه شفاهي
لارسمك مع كل نبضٍ يقتلني ولا يحييني
ياوطنا تهت بين شعابه
ودفنت دونما مراسم تحت أقدامه

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏سحاب‏، و‏‏سماء‏، و‏شفق‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏



امرأة مجهولة الهوية

هو الدمار يمضغنا بين الليل والنهار
قلب احتار في النبض بين الموت والحياة
كسعارٍ يهب بدمائنا
وسيوفاً من النار في تفاصيل أجسادنا
كقصائدنا المحترقة فوق صفحات دفاترنا
ليتنا نسمع وشوشاتنا.... همساتنا وهي تأن
حين يخاف البوح ويهرب فزعاً منا
كم من حقيقة دفناها بين زحام الجمر
بين خيوط الفجر وهو يشهد معركتنا
كيف نسكن بعيداً وحدنا فوق الاطلال...؟
ونبيع مشنقتنا المؤبدة
لنشتري قبراً أسطوريا يوحدنا... يليق بنا
فقد مل الإنتظار على ابوابنا
وانتحر حق تقرير المصير
ذابت الساعات من بكائها بلا انقطاع
في حنين يشعل الليل بركانا
يوقظ أجراس الكنائس
يوحد صوت المأذن
بأحلام ضاقت عليها صناديقها
ولم تطلق كعادتها سوى الهلوسات
ورتلت تراتيلها فوق قبر بلا اسم
وكم من امرأة في وطني
ولدت.... وعاشت....
ودفنت مجهولة الهوية

لا يتوفر وصف للصورة.



طيور تشرين

قبيل سقوط السماء علينا
وانفجار الألغام في مقلتينا
بحثت ملياً عن وطن يضمنا.. يحررنا
من جلد الثعابين
من شراشف الخلفاء والسلاطين
تمنيت أن نولد من جديد
مع طيور تشرين
ونوارس البحر
أن نتقمص البرق... ورذاذ المطر
أن نتوحد على وجه المرايا
صورة تضيق العبارات عن وصفها
فالكون بدوننا أكذوبة
أكذوبة... في حق الاقحوان والياسمين
في حق أسماك تسبح في صفائح دمنا
في دوار البحر الذي يسكننا
حين استرجع تفاصيلنا
استعيد كل شيء يشبهنا
أعلن الحداد...
فقد بتنا بلا مأوى...
بلا وطن ينتحب علينا
على خريطة سماءه ضاقت الافق بنا
ولم تقوى اراضيها على ثقل نعشنا

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

تم عمل هذا الموقع بواسطة