في البداية
كنت كالريح
أهوج
اجتاح الأمكنة دونما مواعيد
ودونما اشارات
حيناً ..
أتبدى بهيئة مدينة
لأفسح للعيون متسعاً من النوافذ
وحيناً ..
أتبدى تقلبات الفصول
لأتريث كالخيبة في عروة العناق
أفرد للعتبة قدومك
لتستعيد الأشياء استفاقة الوقت
وتدرك مهزلة الركون
في البداية ..
كنت كالريح
حاصرت الجهات في جيب معطفي
حملت عنك تبعات الوجوه
وأنت تردد على مسامعي
شذوذ التريث
انتهاكات المشيئة
قتامة السرير
وفناجينك الملوثة بطعم الجرائد
وكنت دوماً تعوّل على القادم
وتترك الباب موارباً
علّها تتوارد
علّها تنفخ في رمادك
نفحة الجسد المشتهي
وترمم رقدتك الآثمة
لعلّك تعيل هشاشة انتظارك
أو فلتنصت إلى شبحك بروية
ولتصمت أبداً .