عليك ان تعودي ،
عودي قبل أن يهترئ جلدي ويخرج رائحته النتنة ، قبل أن تهترئ مرارتي من الإنتظار. قبل أن أكتب الكلمة التالية وامسحها، عودي قبل أذان الفجر بربع ساعة. قبل نباح الديكة في جيب الليل وصياحي وشخير والدتي . عودي قبل أي احد . قبل أن أتحول إلى ماكنة رسائل تضخ آلاف الكلمات المبهمة عودي اليوم. الآن. بل قبل الآن بعشر دقائق. عودي قبل شوي. قبل أن أولد أو أن ينظف هتلر نصف المانيا. عودي قبل الصيف . قبل ان تاكلي الشاورما انتي وصديقتك ، قبل أن ينتهي عداد الموتى في قلبي ، عودي زحفا . ركضا . هرولة . رقصا او وانني نائمة
عودي يلا لقد انتهيت يا ظالمة ..
لقد مللت من غيابك يا بطلة الرواية . من الاشتياق لألوان ملابسك ورائحة عيونك وصوت بكائك في راسي. عودي قبل أن تعودي. قبل أن أفتح ذراعيّ واضم اعمدة الانارة ،
لقد عويت كثيراً في انتظارك . جارتي السمينة تظن أنني كلب. . والحلاق يظن أن رأسي كبير الا انني اظنه صغير ما رايك انتي ؟
المهم نعود الى الظنون
الحكومة ودوائرها تظن أنني أحمق. وأمي تظن أنني مزاجي وهذا صحيح . وأنت تظننين أنني تافه هل هذا عادل ؟
. الاقرباء يظنون أنني مريض نفسي. ورجل الدين يظن أنني مسكين لا يصلي ،
أنا غريب لست احد
لم أكن يوما أحد
أنا ظل في الليل
نكتة عجوز
مزهرية داخلها ابر وخيوط
ماسورة تفيض بكاء وتذمر
متسول يبحث عن كثرة حب
لقد تحطمت وانكسرت ، مشاعري مرضوضة
حبي لك وضعني في زاوية الغرفة. في درج الملابس الداخلية والخارجية
انخسف طولي حينما دخلتي إلى قلبي . أصبحت مربعا باربع زواية. حبك حشرني في البهو المظلم للاشتياق . لم أعد أرى أحدا. تقززت من الجميع. منك أولا. ومني. ومن شركة الانترنت . ومن الفتيات السمينات. ومن الكبار في السن . ومن نفسي مرة ثانية . أصبحت احمقا ودنيئا وسافلا وليس في جيب سروالي فلس واحد من المبالاة ،
لقد فقدت مصداقيتي وامانتي أمام الله واهلي والمتابعين على الفيسبوك وأمام زملائي في عملي وأمام بائع السجائر الرخيصة والرجل الذي يغسل سيارة جاري السافل وأمام المجتمع كله
لماذا لا أنساك إذا هل تتساءلين لماذا لا انساك ؟ لأنني أحب وجهك ، طريقتك في الضحك الغير محترمة . لأنني لا أعرفك. وأحب انفك وشعرك ، أحب سيلان اللعاب من طرف فمك أثناء نومك. وسيلان نفس اللعاب من طرف فمي عندما أراك. أحب سيلان المشاعر في كل خريطة جسمي عندما أفكر فيك. آحب السيلانات بشكل عام. أحب الفعل يسيل. أحب أن أسيل نحوك. أو أن تسيلي نحوي. أن ألتقطك عن الأرض. أن أجمعك حبة حبة. قطرة قطرة. أصبع أصبع. شعرة شعرة . أحب أن أشاهد معك فيلما اجنبيا وشيقا مثل حبي لك . أن نزرع شجرة ، شجرة عائلتنا . أن نتعلم صناعة القنابل الصوتية معا. أن نذهب إلى عامودا معا. أحب أن نركب نفس التاكسي ولا نعطي للسائق مجال للتكلم عن سيرة حياته . أن نتناول الطعام من طبق واحد ، نفس الاشواك . أن يكون لنا فرشاة أسنان واحدة رغم ان الأمر مقزز لكني احب اسنانك، . ان نملك وسادة واحدة. وذكريات واحدة وهموم واحدة. ودموع واحدة. وحزن واحدة وجلد واحد وسفالة واحدة وحماقة واحدة وأن ننام عند الساعة الواحدة. ونستيقظ أيضا عند الواحدة. وأن نموت مرة واحدة ، واحدة فقط يا وحيدتي . أحب امتصاصك لتفاهتي التي لا تنتهي. يعجبني أنك اسفنجة جيدة لكل الهراء الذي يبللني على هذه الجغرافيا . أحب أن أموت اليوم. او لماذا لا يكون غداً لا أعرف لماذا لكن أشعر انه علي ان اموت ، أشعر أن حياتي انتهت الى هنا وأنني أعيش ما بعد الحياة.لقد نفدت بطاريتي. عودي. تعالي ، أحضري شاحنا مناسبا لي من ماركة شعرك أحضري أصابعك الجميلة. المسيني حتى يمتلئ هذا الهراء بداخلي. حتى تنفجر بطارية جسدي . المسيني فقط ساعة واحدة ، نصف ساعة بل انني أقبل بخمس دقائق منك يا عنيدة . لكن قبل كل شيء. هناك شيء يجب أن تفعليه الآن وهو ضروري جداً . وهو أن تعودي .... .