تعكزتْ عليى ونحن نخترق نفق المعيصم بأتجاه الجمرات ثاني ايام التشريق وكأنها تبحث عن دثار بين صقيع اللامبالاة وبرودة انين الارامل ، ضغطتُ بِود على يدها المرتجفة واحسستُ بقلبها المضطرب النبض قالت بصوت مبحوح هي من تستحق الرجم اكثر من الشيطان . قلتُ انها شعائر ومِن تقوى قلوبنا علينا أداءها . اخرجتْ من حقيبتها صورة قالت هذا كان زوجي بعد عشرة سنوات قضيناها بحب لم نختلف ولو بكلمة وثمرة حبنا ثلاثة اولاد جاءت هذه الشيطانة وخطفته مني ....
( هذه المرأة أثارت انتباهي من اول رحلة الحج بعينها الفياضة الدمع ووجهها السارد الحزن وبِّرها بوالدتها التي ترافقها مع صديقاتها التي بلغ بهن الكبر عتيا والغريب في الامر ان الوالدة ممتعضة منها تزجرها كلما بكتْ بدل احتضانها وكأن لسان حالها يقول انتِ مَن جنتْ على نفسها وهذه بضاعتكِ رُّدَتْ اليكِ تحمليها )
وصلنا الى مكان الجمرات وبدأتْ ترمي الشاخص بقوة بحصواتها وتصرخ تحاول سد رمق سخطها وأوشكت ان تقع على الارض ، ابعدناها عن الازدحام واجلسناها على بطانية فرشتها إمرأة صينية فرَدَتْ عليها حقائب نسوية للبيع .
عادت اليها هدوء نسبي وقالت هي مَن يجب ان تربط هنا لِتُرجم مع الشياطين قلنا لها هدئي من روعك وفضفضي عسى ان ترتاحي ، غاصتْ في ذكرياتها ويمَّمتْ بتسريب سِرها وأماطتْ الحيرى عن عقولنا قالت انها ابنة خالتي رمتْ اخي الذي يصغرها بسبع سنوات بسهام إغراءها فأحبها بجنون ورسب في امتحان الباكالوريا بسبب هذا العشق واشترطتْ للزواج منه مئة ليرة رشادي ، كبرتْ المشاكل بينهم وكل مرة ينزل زوجي ليصالحهما بصفته ابن خالة الكل وذات ليلة مكث عندها في الحديقة كثيرا وانا اتفرج من النافذة دخل الغرفة يجر اطنان الحزن قلتُ ألم يتصالحا قال بلا قلتُ ولِمَ صافن وعائم في بحر الحزن قال إن الاسطه ( المعلم ) الذي اشتغل عنده يبيع محل الحلاقة وانا سئمتُ الانتقال من يد اسطى الى آخر فهمت انه ينوي شراء المحل ولا يملك المبلغ فوضعتُ كل ذهبي ومجوهراتي تحت يده وقلت تصرف به ولا تقلق غدا تشتري لي اغلى منه .
بعد ايام تأخر من العودة الى البيت وكأن هاتفا يقول لي اذهبي وتقصي الخبر والمحل قريب من البيت ، وجدتُ قطعة معلقة على مقبض المحل مكتوب عليها مقفل وسمعت همهمة من الداخل دفعتُ الباب وجدتهما في وضع مخجل لم اتمالك اعصابي صرخت وتجمعت اصحاب المحال حولنا ولم يكن منه الا ان رمى عليى يمين الطلاق لاني خدشتُ عِفَّته حسب إدعاءه واخي ايضا طلق زوجته حفاظا على كرامته ولم تُقْبل شهادتي في المحكمة ولم تثبت عليهما اية تهمة وتزوجا بعد اشهر من الحادث وضاع ذهبي وذهب اُمي بصفقتهما الشيطانية وأُمي تقول كنا نلملم الموضوع يمكن كان يصالحها على اخوك ويأخذ بخاطرها ولولا تهوركِ لما خسرنا كل شيئ لكني لم استطيع تكذيب عيني