1 قراءة دقيقة
خبيرة ألمانية في علم الجريمة تحلل دوافع عمليات الدهس

خبيرة ألمانية في علم الجريمة تحلل دوافع عمليات الدهس


بعد حادثي الدهس في منطقة الرور، الذي جُرح فيهما ثمانية أشخاص، انتشرت التكهنات حول دوافع الجاني. DW حاورت باحثة في علم الجريمة للوقوف عما يقوله العلماء في هذا المضمار ومدى التشابه/الاختلاف عن إرهاب "الدولة الإسلامية"؟

    


Deutschland Mann fährt in Fußgängergruppe (picture-alliance/dpa/M. Kusch)

مشهد في مكان حادث الدهس في مدينة بوتروب

في البداية في مدينة بوتروب، ومن ثم في مدينة ايسن. قام رجل ألماني، يبلغ من العمر 50 عاماً ويُدعى أندرياس ن. بدهس مجموعات من الأشخاص، غالبيتهم من الأجانب بسيارته. وأسفر هذا الحادث عن إصابة ثمانية أشخاص قبل أن تعتقله الشرطة في ليلة رأس السنة. ويقبع أندرياس ن. حالياً في السجن بتهمة الشروع في القتل. وتفترض السلطات وجود دافع عنصري وراء الحادث، وأن الرجل، الذي يتلقى مساعدات اجتماعية، يعاني من اضطرابات نفسية.

لمزيد من الإضاءة على القضية الشاغلة للرأي العام في ألمانيا، حاورت DW الخبيرة في علم الجريمة بريتا بانينبيرغ:

DW: يشغل هجوم مدينتي بوتروب وايسن الذي يبدو أنه بدافع عنصري السلطات والرأي العام. الكثيرون يتساءلون عن ما قد يدفع بشخص إلى دهس حشد من الناس بسيارته؟

بريتا بانينبيرغ: هذا موضوع معقد. لقد قمنا بعمل عدة أبحاث عن ما يسمى بالجرائم ذات الطابع العشوائي على مدار سنوات. هي عمليات قتل يخطط لها الأشخاص، الذين عادة ما يتصرفون بشكل فردي، والذين لا يمكن تحديد دوافعهم على الفور والذين يركزون أهدافهم في النهاية على الضحايا الأجانب. ولهذا تحدث مثل هذه الحوادث كل هذه الضجة، لأنه نظرياً فإن أي شخص مُستهدف.

ما الذي يمكن أن يكون الدافع وراء حادث الدهس في ليلة رأس السنة؟

يتعن علينا الانتظار، للتمكن من تقييم الدوافع والحادث ككل بشكل دقيق. البيانات الأولية تشير إلى سلوك متعارف عليه في مثل هذه الحوادث. ويختلف الجناة صغار السن عن الجناة البالغين، الذين يكون لديهم الكثير من الصفات الملفتة للانتباه.

ماهي هذه الصفات الموجودة لدى الجناة من البالغين؟

Britta Bannenberg, Krimonologin an der Universität Gießen (DW/K.Witsch)

الخبيرة في علم الجريمة بريتا بانينبيرغ


في الواقع الجناة ليسوا أصحاء نفسياً. الأمر يتعلق بأعمال إجرامية نادرة، وجرائم قتل خطيرة للغاية. لكن طبيعة الاضطرابات النفسية تختلف من شخص لآخر. لكن لاحظنا أن أكثر من ثلث الجناة البالغين، والذين تتراوح أعمارهم بين 24 و70 يعانون من اضطراب نفسي شديد والمتمثل في الفصام العقلي. والمستهدفون في الغالب من الأجانب، وقد يسفر ذلك عن عدة إصابات مميتة. وعادة ما يكون هؤلاء الأشخاص مشبعين بالسخط والكراهية ويعانون من رفض المجتمع.

يبدون كراهيتهم بطريقة خاصة إزاء مجموعات معينة. سواء كانوا من الأجانب أو النساء أو زملاء العمل أو بشكل عام من أفراد المجتمع. هذا الاضطراب المتمثل في انفصام الشخصية هو اضطراب عقلي، يجمع بين أعراض المرض النفسي ودوافع الكراهية. ولهذا، فإن هؤلاء الأشخاص يشكلون خطراً كبيراً، في حالة عزمهم قتل أشخاص آخرين، أو إيذائهم وبهذا هم يُرسلون إشارة انتقام إلى المجتمع، إن جاز التعبير.

هل اضطراب الشخصية هو المسبب أم العامل المساعد وراء حادثي مدينتي بوتروب وإيسن؟ وهل هناك أي طرق للكشف عن هذا الخطر في مرحلة مبكرة أو الحيلولة دون وقوع  مثل هذه الحوادث؟

نعم، بطبيعة الحال. وقد أظهرت ذلك البحوث التجريبية بوضوح. وهو أمر غير ممكن مع كل حالة، ولكنه يكون كذلك مع معظم الحالات. ويجب على المرء أن يضيف: ثلث الجناة البالغين، كما ذكرنا سابقاً، هم مرضى نفسيين ويعانون من انفصام الشخصية. وهذا مرض نفسي خطير، ولكنه يختلف عن اضطرابات الشخصية.

الأشخاص، الذي يعانون من اضطرابات الشخصية، قد يشكلون  بدورهم خطراً بشكل أو بآخر. ربما يكون لديهم سيطرة أكثر على تصرفاتهم، لكنهم غالبا ما قد تسيطر عليهم فكرة الرغبة في ارتكاب جريمة قتل خطيرة أو عدة جرائم.

تم عمل هذا الموقع بواسطة