حين كنت صغيرة....كنت دوما"أحلم بأنني تائهة في غابة... أشجارهاعالية..سمائها غائمة..ضبابية.. وأنا أمشي وحدي..والسكون يلفني من كل الاتجاهات...لا أسمع سوى صوت وقع خطواتي يراففه صوت حفيف الأشجار..يصدر همسا"خافتا"..وكأن الأشجار تتكلم بصمت..لغة لا نفهمها نحن البشر... وأنا أمشي واتلفت حولي..وأنا أشعر بالخوف..والطريق أمامي طويلة..وكأن لا نهاية لها...و البرد بدأ يتسلل لعظامي..فضممت يدي وامسكت بجسدي وكأنني أحمي نفسي..وأبث فيها بعضا"من الدفئ... ولشدةفزعي..بدأت أنفاسي تتهدج..واتنفس بصوت مسموع.. والخوف يزداد..حتى شعرت بأنه سيشل أطرافي..وساقاي بداتا بالارتجاف ولم تعودا قادرتين علي حمل جسدي..أحس بأنني سأسقط أرضا"بأي لحظة ولكني أقاوم..وأمشي دون توقف.. والأصوات يزداد صخبها من حولي..حتى تخيلت بأن وراء تلك الأشجار تقبع وحوش ضارية ستنقض علي بأي لحظة... وضعت يدي الاثنتين على أذني لتخف حدة الأصوات وأغمضت عيني بشدة...لا أريد أن أرى أو أسمع...وكأنني أتمنى لو أفقد تلك الحاستين.. وفجأة.....هدأت الأصوات و لم أعد أسمع شئ... فتحت عيناي يبطئ شديد...لأكتشف سبب السكون.. نظرت حولي...وجدت بأن كل ما كان منذ قليل..قد اختفى..وحل مكانه..مرج أخضر تملؤه الازهار الملونة..والشمس ساطعة تبث دفئها في المكان..وأصوات زقزقة العصافير تدغدغ سمعي.. أصابتني الغرابة..فمنذ لحظة..كنت سأموت خوفا"..وفجأة..عادت لي الحياة بابهى صورها ..وبدأت أبتسم وأركض فرحة... وأركض..وأركض...إلى أن استيقظت من نومي.. واكتشفت بأنني كنت أحلم... وحين كبرت...تذكرت..ذاك الحلم..وفهمت تفسيره... فهو يختصر الحياة...لأنها..تضعنا في اختبار..تختبرفيه صبرنا.. وتكيل علينا ضربات مؤلمة من كل حدب وصوب...إلى أن نشعر باننا انتهينالا محالة....ولكنها تفاجئنا على حين غرة بالاجمل الذي لم نكن نتوقعه...وننهض بعدها لتكمل مشوارنا معها... ولكن رغم ذلك...لا يأمن جانبها...فهي ستعود وتؤلمنا من جديد..ولكننا سنكون بأتم الجاهزية لتلقي صفعاتها فنحن قد أعدتها عليها.... وهكذا تمضي حياتنا بين...شقاء وشفاء... إلى أن ينتهي مشوارنا معها... وتكتب كلمة....النهاية...... .#بقلمي_لولو