ديسمبر هذا العام
ينبئني أموت وحدي
كاليتيم..
كالمتسول…
كالوطن…
بلا رفيق…
ينبئني هذا الصباح ،ذات العام
أن قدري مكتوب
وأنني أقيم في جوف الأحلام
كأي عاشق…
كأي شاعر…
كأي روائي… !
في شتاء هذا العام
معاطف و قبعات
وقلبٍ مرتجف
ينبئني أيضاً…
إن داخلي
بالون بيد طفل
يخشى الأشواك والطيران
الخوف يا صاحبي ليس من الموت
الخوف بأن لا أرى؟
وإن قلبي ميت منذ الخريف الماضي
قد سقط حين سقط
أول أوراق الشجر
ثم رحل حين أوشك وقت اعدامي
وان كل ليلة يزيده بعدا
بردا على عروشه ..؟
دفء الشمس لا يمد ذراعيه
في تجاويف الوسائد…
ينبئني ديسمبر هذا العام
ان مظهري قبيح
وأنفاسي زهايمر
وأن كل شهيق وزفير "سكرات"
وقد أموت….
قبل أن يرفرف العلم فوق مدينة منكوبة ..؟
قبل زقزقة العصافير و حلول الربيع
أموت لا يعرفني احد
أدفن لا يبكي احد
ربما يقال….
مرت من هنا ..
أم الجديلة الشقراء
صاحبة البشرة البيضاء
قالت هكذا… ؟
وتسولت من ذاك..!!
ما بالنا يا سادة… ؟
فليرحمها الله
وكان لهم كل البال..
ماذا أقول أنا……
حين داعبت مرايا الأفران
وبلعت ريقها المسال
من شهوة الأمسِ… ؟
ماذا أقول… ..
عندما كانت الملاعق تطرق ببعضها البعض
على نفس المائدة ومن نفس البطن
والآن خفت الأصوات
وأنقطعت صلة الأرحام
على موائد الغرباء
على ماذا تنبئني يا ديسمبر
وأنا التي تركت طفولتي و شبابي
تذبل على مقاعد الإنتظار
لا تستعجل بالتنبؤ
لا زلتُ…
كالبنيان المرصوص.
أنجيلا درويش
أعشقك جداً
وأعرف أنكَ المستحيل
تركت خلفي مدائن الحرير
وجبهات القتال،،
وحرقتُ عرائس الليل
ومزقتُ جميع الأوراق
أعلم أني غارقة لا محال
برغم الشظايا ،
ورغم الجوع ،،والعطش ،،والترحال
أعرف أنك المستحيل
أعرف أنك عجوز عاقر
وأنا وحدي اتحدى المجهول
أمزق الأثواب وارقعها بالخطيئة
أكور على سرائر التبغِ
وأعرف أني اجذف ببحرك
ككل الصيادين حاولت صيد لؤلؤة
من محيط خلجانك ،
ككل الرمال حاولت التحمم
من ثغرِ موجك ،،
وأبقى… ..وأبقى أتوه لقبلة،،
أرض الوقف شفاهكَ
وأنا عصفورة خاسرة
محاصرة بألوف الرصاصات
ولكن….
اتلفظ بآخر أنفاسكَ
وحضنك الأشمْ
أحبك جداً
أدمنك أكثر
حين يتمرد ثغرك
وتستقيل بعضي على بعضك
وأعرف إن غيثك غرق
وإني حين أفتح مظلتي
ستهب علي العواصف
وأسقط تحت سقفك
مع انه انتحار
سأقنع نفسي بأن سقوطي
جريمة شرف .
أنجيلا درويش
ضجيج الصمت
ياعازف الناي أنين الناي أبكاني
على صمت المنى وبرد الشتاء
مخاضُّ جازم بين صدري
ذو حوزاء يحفز الوتر كما يشاء
لا يحيل ولا يفك أشرعتي
القاسحة كَعمُود الإثلِ في فيفاء
جعلني فدوه لكل من يطرق بابي
خلعني عشيري وكل النقاء والصفاء
لا يركب يم البحر ويرحل أزماني
يجعلني مذبوحة بحد سيفه ،،انه أساء
حتى لشط الأسى وزمجرة المأقي
كفاك بوحا وتقلبا في قلبي المستاء
لقد أرقى العزفٍ على لحن أيامي
وخطوط يدي المغمرةِ بالشقاء
دجى الليل مبعثرة بين أوراقي
والهوامش عالقة على دفتر المساء
قتلني على سطور الحياة غير مبالي
لم يدرك إن واجب العزاء لا يخلو من الغثاء
أنا التي ذقت الصبابة يا صاحبي
فلا تنثر جمرات حارقة في تيهاء
فقد لظى الوجد بمحرقة البعد حتى أضاني
فَما العتب على قلبٍ ميت حين يستباح الرثاء
أنجيلا درويش
خربشات خريفية
الليلُ والقمرُ عنواني………في ذروةِ الشتاء مزاري
سلاَ دُهنْ ضفائري………… ..بعد أن فتكَ جميع أوصالي
لملمتُ باقيا أشتاتي… ... من على دفاتِ طاولتي
لعل خوابي قلبي الممزق……… .تملأ ببعض الكلماتِ
يا عروة
مزار فؤادي هاوية…… .فلا تَهفْ روضاْ من المسك والعنبرِ
كنتَ طائراً في بيداء موحشة…… كللتُ قلبك بشذى الورد والثمرِ
إن خجلتَ من ذمي… فلما تبللنا بقطرات الحب و المطر ِ
غرستَ سيفك في نحري…… فماذا عساي فاعلة بعد هذا القهرِ
حزينة
على ذاك اللقاء المبهر… ....بين روابي الغاب والغار
حزينة على تلك الجوري… بين صدرك الصارم البتار
سخيمًُ قلبك المشلول… في الصيف حار يضرم النار
ولا يعرق جيده من لحن شجي… ..يُعزف على باب الدار
كنت حالمة
بأن الحب نجوى وثرى…… كالنجوم تلمع في السماء
تقطف الجوز واللوز…… من شجرةً على ثغر الفناء
وتنسج بهما قصيدة مثمرة…… يروي ظمأ الروح من نهرها السقاء
لم أكن اعلم إن الحلم ……… يتلاشى خلف أسوار المساء
أنجيلا درويش
أيقونة الصداقة
أنها.. "نهلة شمس الدين "
في ربيع المحبة ..
تجاوزت عامها الخمسين
وما زالت في أعماقها براءة الأطفال
وصور متحركة… وأغنية العاشقين
غيرت طقوس العادة
صبغت الأسود بالأبيض
من على مفارق الطرق أعادت الهالكين
لا ترهبها الهوجاء
ولا تكسرها الأعاصير
تعلق لنا أرجوحة على أوتارها
لنكف عن البكاء
وتزين جيدنا بالدر غيظاً بالطامعين
حين يأتي……
كالتيار… كالطوفان... كالإعصار المفاجئ
من تجاويف الثرى
ينساب بصمت بين شواهد مقبرة
أحلامه غصات شجية
إبتسامته درب التحدي
من رحم المعاناة ولد
في أقاصي الأرض
ناح كالحمام فوق غصن الحق
في ربوع الحرم
أنه… . "جوان بطال "
الثائر… العاشق… الأب.... الفذ
خفيف الظل ..
وسيم الطلة ..
في العشق هائم...
الصمت رفيق دربه
وليل وشاح أمه
كالبلبل يرنو نوافذ الحزن
فيشدو بالأمل
تاركاً خلفه قلوب ثكلى
كالأمواج المتتالية يطرق أبواب الرمال
باحثا عن صوت الحق
على أرشية المعتركِ
أنه…." غمبار عمر "
المغوار…. الأخ… .الحر…الولهان…
بقلم /أنجيلا درويش
(أزرار الدوامة )
يا مولاي ..
يا سلطان الرجال
جس نبضى ..وأقرا ملامحي
حيث البراعم نائمة
وحضنك مهيب ودٍ غافية
قبلةٍ أعمى أوشمني
في بحر النسيان أرسلني
عمامة الشرق ألبسني
كسرب الحمام المنقب عن سرائرها
باللحظ سافكاً
أنت إكسير مهجتي
ونفحة العود
في زمن الطوفان
أبحث عن طوق نجاتي
كقطة تائهة وسط الماء والنخيل
فهل أجدُ في عينيك مرفأ.. ؟
وطني ..
ما بيني وبينك ليست عادية
كأصابع موزارت وفرشاة بيكاسو
عزف منفرد
وألوان مائية
جريمة شغف
غرق في القاع
وسفوح عالية
أتسلقها بحذر
وأنحدر كالشلالات
أقف مذهولة
ارمق آماد الإعصار
سكون رطب على ربايا الشفاه
لا من الفرار
وأزرار الورد كبرت على ثوبي
حين سقط الدلو…؟
بقلم /أنجيلا درويش
غصن البان
طغى ثدي السماء
دنس وجه الآلهةِ
ودحر المقدسات
من خلف الأسوار
قضم أظافر البراعم
بأسمٍ غائمٍ ....؟
دخل الرحم من الجنةِ
قبض بالأنامل المطلقةِ
مسبحة سوداء…
بدأ باسم الله
وإنتهى بالحمد لله
رصاصة في فوهة بندقية
زينت جيدها بالدر
على عكس شعيب..
يا محمد ويا حسين…
رغيف حكومة الظل لا يشبع الرضيع
كفاكم الجلوس في هذا الطود
ونجس الحداثة
وطني ، يا أمي…
يا مهجة الروح
يا نهر زمزم
صرخة وجع نقش حناء
لا تبكي….. لا تبكي
حمام الوادي لا يهجع
مهما تناثرت الجثث في المعترك
وتنوعت الحدائق ، والخرائط
مهما تنفس بالنصر تبقى هناك أنثى
يرتعش نصره لها .
بقلم / أنجيلا درويش
الحمد الله
كيف حالك ؟؟
أنا…… .
المنفية التي تراقب إصفرار أكتوبر
كخمائل الأيك تخشى الشمس
منشقة من الروح إلى الروح
كالزهرة تهرب من سجن أكمامِها
أناجي وافياٍ !!
من هفوت الجنازة
المردودة من الصبابة
وتسأل ما الحال….
بعد أن هفا القلب طربٍ
كما هفى أنين الجار ؟!
الأماكن موحشة
تسكنها أشباح الوطن
يفح منها عفن الذكريات
كمنارة باكية.....
على ثبات الحلم
انطفأت حثيثاً ..
حاورت المعقول بالمألوف…
ولجأتُ إلى قلمي…
كما الطفل على نهد أمه
ملتاث الجسد ..
لمست ضفائر الكلمات
رسمت باللأزورد
وجه القمر
وبقايا منْ ركب ورحل
وحدي ألوك حشاشتي
وأصارع هزائم اليراع
على أرشية الذكرى
كم يشبهني ضجيج المطر
وصولجان الإنكا ؟؟
ففي يدكَ السمراء كان لي وطن
احتمى به… .
الآن….
في عرين النهضةِ
أسير على سابِلةِ آل الغِلّ
أتحسس رَثَّ الهيئةِ
بطرف ردائهم يلمعون الزجاج ..؟
ككتابة تعلوها نظرة سقيمة
على الخدود…
ضاع بضعُ إبتسامات
وبعض الحزازير ..
على خط الشفق
بحمرة الخجل
راح يناور "فقصم"
كامراة ذي حجلِ..؟
بقلم /أنجيلا درويش
(على حافة الجريمة)
أنا ذاك الطفل المشرد
على أرصفة الضياع
أنا ذاك البريء الشحاذ
الذي صيته في الأفق ذاع
صنعوا من براءتي فقراً
فهل تشبع من حاويات القمامة الجياع؟
أنا ذاك الذي يبحث عن لقمة طرية
في زمن المادة والصراع
ثم إلى أين
هل أعود إلى خيمتي الفارغة
من كسرة الخبز ورث الثياب؟
أم اعود لحلمي القابع تحت التراب؟
ضائع انا لا حلم لي
مبعثر كالرماد كالسراب
خيمتي التى شاخت في وجه الريح
وغمرت قعرها الأمطار
أم لحضن أمي التي لسعتها
ألسنة اللهب والنار؟
لا العويل يفيد ولا الصراخ يداوي من في قلبه دمع مدرار
لا منقذ ولا مجيب
أين وعودكم ياعديمي الرأفة يااشرار؟
يامن تدعون الإنسانية
وتسرقون الربيع والأمان
من كل دار
أما شبعتم من مص دمي الأسود وقتلتم الحرية والأحرار؟
لماذا بدلتم رائحة الوطن الزكية بالبارود والسيانيد والخردل والقار؟
لماذا اقتلعتم من الأرض الخضراء الخير وزرعتم العار؟
ايها المصابون بالطاعون والجرب
اين قرطاسي واين القلم
لماذا أعيش في خيمة وماء البهيم اشرب؟
أين حلمي أين مستقبلي هرب؟
أين حقوقي
أين طفولتي
اين وطني
اين ربيعي
يا ربيع العرب؟
بقلم /أنجيلا درويش
(النوم في حضن عال ٍ)
يرغبُ مقعداً في التكوينْ
ويرْتمي بين أحضانِ الظباءْ
يتقلَّبُ على سريرٍ منغورٍ بلا إدراك
يترنَّحُ متبسماً بين الشقراءِ والسمراءْ
تاركاً خلفهُ فضلاتهُ القذرة
ليثملَ ويتراقصُ كأنه قنّاء
وفي الحقيقةِ هو صفرٌ على الشمال
لا يجيدُ غيرَ الركودْ
وقلبهُ رداءٌ للوباء
يتمتم بفمٍ أرعنٍ لا يفقهُ الكلم
لينالَ هزةَ خصرٍ و ثناءْ
يجذُّ الجنانَ ببرودةِ أعصابٍ
لينالَ من كأسِ مدامٍ .. ثم بها يُقاء
احترتُ في أولئكَ المصفقينْ
حول الطاولةِ ينعقون
أيعقلُ للآن يوجدُ كهذا الغباءْ !!
إلى متى سيبقونَ أضحوكةً باقية مع الربيعِ المنثورِ برائحةِ البارودْ !!
والنصحُ غدا مع الحيطانِ غناءْ
ربما أنَّهُ قيلولةُ الممثلينَ البارعينْ
محترفين الرسمَ والنقشَ على وجوههم الفذة ذات القذاء
خشبةُ المسرحِ قد تنفعهمْ
ولكن بعد ولهِ الجمهورِ بهم
ستصابُ قلوبهم بالقحطِ والجفاءْ
كتابٌ ذو غلافٍ بديعْ
يجذب القارئ
ولكن ،، محتواهُ جدالٌ مفعمٌ بالسبابِ والهجاءْ
والنقدُ البناءْ لهم دواءْ
جبلٌ أبيضٌ يملئهُ الثلوج
سنعالج بهِ هؤلاءْ
لنرسمَ للسورِ صرحٌ من نقاءْ
بقلم /أنجيلا درويش
(تصدعات)
حررني من الأغلال والقيود
فالقاع مظلم ولا أستطيع الصمود.
الحزن قدري وعدوي اللدود
والشوق يسكب فوق الجرح الوقود.
يالهذا السجن البارد
تنبعث منه رائحة البارود
المشاعر ميتة
مصابة بالخمول والجمود.
الصوت منهك
والجسد هزيل طاله اليأس والبرود
وجهي شاحب الملامح
حزين الخدود
سمائي بروق وأمطار ورعود
تعال ياسيدي ياحلمي الموعود
أسقي غُلّ قلبي
وجفاف الروح كي تنمو الورود
لعل أوردتي تخضرّ مرة
في صحراء الوجود
واعود حمامة بيضاء
ترفرف في سماء الحرية بلا حواجز وبلا حدود
ماذا بعد ياسيدي
لو كنت أعلم أن العشق فيضان جارف
لبذلت المزيد من الجهود
وشيّدتُ القلاع والجسور والسدود
لو كنت أعلم أن العشق
في معبد عينيك دنيا أبدية الخلود
لتلوت المزيد من التراتيل ورددت التسابيح وأطلت السجود
ولكن ماذا أفعل ياسيدي
ونحن في زمن فيه
الوفاء والإخلاص مفقود
فالناس لا حسيب ولا رقيب
تتلاعب بعفة الحب
وتخون كل المواثيق والعهود.
بقلم /أنجيلا درويش
أشكرك جداً
على ذاك الربيع المزهر
وطائر العنقاء
وسُكرة المساء
نعم كل شيء كان مبهر
هديل الحمام
ورائحة القهوة
من شرنقة الصبح
وذاك السيف المشتهر
أمام عنقٍ بلا عِقد
والحب المتواري
بين ثنايا القلب المنصهر
على أعتاب الليل المضجر
كوشاح أمٍ على المشجب
شكراً… . شكراً لك
أيقظتني من قصة حب فاشلة
من صرخة في مكان ما في الجبل
شكراً لسيفك الأشهر
فهو علمني الهمس والبوح
والإلقاء من على خشبة المسرح
صنعت مني شاعرة السلام
من تحت الأنقاض والركام
في زمن الحرب والحطام
كل كلماتك كانت تبهر
كوخ في غابات حناء
كساها اوراق النخيل
على رائحة نبيذ معتق
يامن جئت من عالم الغيب
شكراً لنقيقك….
كيف جاء بحجم ضفدع باشو
شكراً لإنك حرقت لوحتي
في واحات عينيك
وسقطت في بئر أحلامي
أخبرني أيها الأكثم…
كيف جئت ودخلت الدرس
بلا قراءة… وكتب الجواهر
وعلى محيط خصرك تاهت
ليلى وعبلة
تلاطم أمواج ثورتك
واشتد سوادها
وتعرى أغصانها
يا فارساً سقط من صهوة حصانه
رحت تضرب الأرض بحافرك
متمتماً…
الأرض ملمسه حرير
تعقبها دمدمة رعد
فكيف لفارسًٍ أن يسقط
أمام هذه الشيطانة
أيها المزاجي… .
المنكفئ خلف سُحب عابرة
الأرض يخون البصر
ولا يكون دائما الجواد أصيلاً
وليس كل من حب رجلاً
فبعض الرجال بلا وتَد وأصل .
بقلم .. أنجيلا درويش
..رحى الربيع لا تتوقف..
سيدي القاضي
خطيئتي الكبرى
أني احببت
ومن شدة الحب
كذبت ..؟
ومن شدة الكذب
هطل من السماء قمحاً
فرش البيدر سنبلاً
أفطمتُ الملايين من الأطفال
سجدتُ أمام الجوامع والكنائس
لم أدخل المحرمات
ولم آتي من( ولاد نايل )؟
حُكم علي بالشنق
وما زلتُ التقط أنفاس الرخام
في محراب الظلام
هيهات ياسيدي
على ذاك النور المنبثق
من بين أنامل النوافذ
مدغدغاً أحلامي
كالعادة لم يكنْ
نور الأمل..
بل أحلام السُجناء
ابتاعني الحلم العربي
واشترى وجهي
على حافة الحدود
كالحصى في قاع الجداول
يرقد عليه البراغيث
أيها القاضي
هل نمت جائعا؟؟
وأفطرت عشبا؟؟
وهل كبرت قدماك؟؟
هل أتخذت الجدار دفتراً
ومن السلاسل أرجوحةً
أنصفني أيها القاضي
على باب قلبي قناديل الليل معلقة
أصعد لمشنقة الحرية
ثم أهلهل وابتسم
فالأرض إمرأة
والحقول عاشقة
لست مريضة بالطاعون
ولست إبنة معلم ؟
جيوبي مثقوبة
أرضى باتت مقبرة
مات أخي وامي
وعاقد الحاجبين
وشقائق النعمان
لا ذنب لي بموال الشرق
وخصر النحيلات
و ضحكة هوليود
أنا يا سيدي….
إنسانة
تجردتُ من ثوبي
ومحبرة أقلامي
وغليون جدي
أعيدو لي كرامتي وحريتي
ولا تنسوا وسادتي
فإنها لا ترد الحالمين .
أنجيلا درويش
لاَ تحزن
إن ربص الشمس
بالقمر
وحاكَ الشعر
بشعاع العمر
فالعاصفة
نكراء
وعيناك موج
متتالي
يؤرق الشطآن
ويبلل الأوراق
من بين تلك
الفجة ؟؟
لا تحزن… .
إنْ غابَ الشمس
ونطق الحجر
ورُجِمت القُبل
فالحمام
لا تضجع مرتين
في بوادي القهر
لا تحزن… .
إن بزغ الفجر
من قعر الفنجان
وأساور الغجريات
فَمع البزغِ أرى
رحيق شفتيك
وأترك لِجام
العاشقين
لا تحزن….
راقص الكلمات
على شفاه الهوى
و لا تخمد المصابيح؟
من على سرير العذارى
فشمعة الحب ،لا توقد نارا
أشعل الحزن بحطب
الخفايا.. ؟
لا تحزن…..
أنحدر
إلى أنهار الخمرِ
ومدائن الشقروات
ودع العينين
متطرفتين بين حقول التين.. ؟
فالحب شهد من رضاب المغرميين
خضت الكثير
من المعارك
وسقطت كما يسقط الدلو ؟
وعاشرت تسعة وتسعين
رجلاً !!
وفقت من على سريرٍ مهزوم؟
همدتُ بين أغصان
العوسج
كمهرةٍ في حضن حانة
تلهث في شرايين الحاضرين
قد أنسى إني صاحبة
قلب مغتصب ووطن مسلوب
وحبيب ملعون
ولكن…..
لا يمكن أن انسى
إني صاحبة ثأر.
أنجيلا درويش
وهكذا
انطقي ولا تخجليِ منْ بوحِها
فأنا من عصر الجنون
أبتغي سماعها
وردية الخد والشفاه
دلي خافقي على دربها
فأنا مذبوح مذبوح
لعل سكرتي يلامس نبضها
بين دفات الكتب ومساحات السطور
أحب عُقدة جبينها
لانها إشراقة جبلية
وأحب خطوط يديها
لانها معادلة حسابية
يا سادة ويا سادتُها
يال أيها القارئ و العابر
أقتربت من هسيس أنفاسها
من خلف الستار
رقصت ذيلها كالمها
من تحت عباءة حمراء يتطاير منها الشرار
أسفرت الخمار عن وجهها
فسري القمر في دجى مظلم
وكف البصر من جمالها
غزالًا مبتهجُ الحُدقِ
زرقاء زرقاء عيونها
بحرًُ تغوص فيهما بلا مقاومة
تكلل البراري وتحتويها
على مدار خصرها لحن شجي
كالبحر تترسب فيها لؤلؤه
وأنا الغريق أصارع موجها
في ثلث الأخير
لهب وجهي من لهِيبِ سحرها
فأدرت وجهي وابتعدت قليلاً
و ذهبتُ أمحو عنها بأكماميِ سوادي
واتكأتُ على عكازتي
لأواري حماقتي من أمامها
كذئب جائع
على أعتاب الليل أتاملها
غجرية القد والقوام
تتباهى بخلخالها
بين نجوم الليل
دخان الإشتهاء تندثر من شفتيها
كدالية تكسوها العناقيد
من شدة مذاقها يغري السكيرُ
بحباتها
بعين كعين الفقير تحجب عني شمسها
لا تدعني أزهر في هذا الفجر
قد شلت أوصالي من شغفها
ولا أنكر أنها تعلم ، ماذا عساي ان أفعل
كبحور الشعر جميل وافرها
بين البيت والقصيدة
خذلني شرقيتي وراح يهجها
يا نورسةً على جيفه
يا امرأة ترفع طرف ثوبها
المطرز بخيوط الحرير
يا زهرة يكثر الرضاب على ثغرها
في أواخر الربيع
ياليلكةً تسهرني على عطرها
في غياب الأوطان
يا مناضلة تتوارى خلف صمودها
في زمن الحرامِ
يا فراشة يستريح النحل على ذراعها
بعد الإعصار
ما زال الحربُ في أوله ولا شعب لها
لا بدا أن يغزو المدام ضفائرك
وترفعي راية الإستسلام
أنجيلا درويش
حقُ التشريع
غصن جدوب
يعلن الفرار
من ماهية الحقيقة
يختصر المسافات
بجواز الفراق
و على سريرٍ عاقرٍ
يحاصر
عرين النهضة
من فمِ متعلثم
كقطٍّ مشاكس
يرسم الخطوط
في أسفل الظهر
ويحبو
تحت الشمس
ككيسٍ
قذفتها الرياح
بعد القضم . . !
حمقاءٌ قبلة القدم
على غرائز
الثقافات المذمومة
لم تثبت قلبها في الأرض
لتستحوذ حفنة القرش
من جرداء الثوب
وتخم الفلوات
قاصرةُ في الحب
لا تجيد فن الإغواء
تداعبُ
نهد الصراحة
على أعتاب حبه
فما العيب
في احتقار النفس ؟
حين تعبد الوثن
من مخلفات
مجتمعٍ عاق !
ماذنب عاهرةٍ
على ارصفة الجياع
حين يطاردها الخذلان
من ثقوب
النوافذ المغلقة
قولوا لي . . .
كيف يقوى المتن
وهو ونس
بين طيات المجتمع
وجبلٍ هرم
قولوا لي . . .
ماذنب مهرة أصيلة
في يباب الصحاري
على رقعة سوداء
بين أنامل دونية
قولوا لي . . .
كيف يزهو الرداء
في عيون الفقر ؟
وكيف يلين
ذاك الرغيف
المغمس
برائحة الحوايا
قولوا له :
إنها لا تجيد التصنع
في حضن الغرام
ولا تشيد القلاع
في حضرة الفقر
إنها طامعة
بالهيام
متمردة على الثورات
ولملمة الشتات
من غرفة العمليات
قولوا له :
ما ذنب سرمدية
أغتصبت
في عراء الفكر
بين فتوات الساقطات
والعقول البالية
على منضادات الجليد ؟
هل ولدت قاصرة ؟!
ألمْ تستحق فرصة ثانية
في هرولة الكأس الأخير . . !
أنجيلا درويش
بعد الولادة
رسمها عاقرة الميلاد
في لحظات الغيث اللامتناهية
القى شتيمة الهذيان
بأصبابع من عبق التبغ
أرتشفت كأس الخذلان
في حيض الأنين
عقيمةُ الفكر
تخون سنها الأربعين
في حضن طفلةٍ
تلد من مخاض الموت
وترتمي على شواطى
النحيب
كم بَنت آمالاً على
دفاتر العشق الأول
ورماد الماضي الراحل
وكم ترامت سهام من لهبٍ
على قلبٍ مستاء
راح يغنى للقمر
تراتيل المساء
تارة عن الحب
وتارة عن تيهاء
الخصر
وكم من سفرجلة
أغتصبت في قعر كاسٍ
على شفاه الرجولة
وكم من العصورِ
تهمدت بأسم التاريخ
كلما هبّ نسيم البحر
راح يغنى للأطيار
وينسج من حبات المطر
سيمفونية زهرة البراري
فهيهات من يسمع أنين
القلب ولُكمْ الناي
سُجادة شرفٍ يملئها
شجيرات السرو والصنوبر
وعلى دفاتها تغاريد البلابل
يكمن في الروح دون ملل وكلل
ينهمٍ
العسل والمعسولِ
تداركاً للحرمان
ما احن ذاك النسيم
عندما يمر بحقول التفاح
ويلامس جيف النوح
على ابواب الصباح
غريب الدار يا ميلادي
أرجع بمخاضيَّن
إلى لوك الرحم
أدمي مآقي الورد
على مصطبات الخجل
وأقنعة المرايا
فنشيش المطر
على فستانها
رسالة نكاحِ
بقلم / أنجيلا درويش
أيها القادم من الشرق
عذب قلبي بما تشاء
فقتيل الهوى ( شهيدً العشق )
بين الأحداق والمهج
يستر القبر بثوب الشوق
فلا تبلل الروح بعبق الحزن
بين أضلعي ألم مخمور لا يستفيق
أتُرحِّلُ أزماني وبقايا بركاني
على زئير الليل وخط الشفق
أيها القادم من الشرق
لِمَ نسترُ حُباً عارياً
يحبو على أرصفة الإنتظار ارقا
حاملاً من خارج الرحم
يلوك الكلام من ولادة مؤخرة
على أكتاف المشيعين
كرسالة على لسان الشهيد باقية
ايها القادم من الشرق
منذ ولادة الربيع
أنقطع الحبلُ السري بيننا
على باب الوداع
عاصفةًُ هوجاء قذفتنا في البوادي
والرمال شاهدةٌ علينا
ماذا جرى يا ترى ؟
☆ يا رجلاً من هذا العصر
يا رجلاً يتأرجح القمر في يديه
تحت ظلال الياسمين
ماذا جرى . . . ؟
ياصانع قلبي الصغير
يا ترانيم السلام
في قلب المحاربين
إن مر يوماً دون ان أتذكرك . . !
يعذبني فؤادي على شيئٍ لم أفعل
حاولت الهرب كالكثيرين
حاولت أن أصنع مساءً
يليق بي
ولكن طيفك العنيد يرافقني
كالفجر المبين
غُرقَتْ دفاتري في نومٍ عميق
على منضدةٍ كساها غبار الراحلين
أفاق الحلم على مشارف الفصول
كالرمال أمتطى صهوة الرياح
من أساطير الأولين . . . !
أنجيلا درويش
سئمتك أيها الشاعر
أيها الضَّبِبُ
في الطبقات السفلي
قلبُ يحترق
ومطرًُ ينهمر
والثلج يتساقط على مدارنا
كأزهار اللوز
بياضها يغطي الإحمرار
أشواك تنغرز
في القلوب
ودموع ثكلى
على جبهات الموت
تستغيث
ناطحات السحاب
مكفهر أنت ؟؟
أبليسًُ
يخشى الطهور
كيف تنعت الحامل
وانت المحمول
أيها الضَّبِبُ
القضية ليست قضية
ثورة أو وطن
إنما! قضية
طفو وغرق
حقًِْ يُشنق على باب قفص
نجوم تدنا وسيوف تعلا
و على ثوب الليل يترقرق
بمكحل غزالٍ شارد
أيها القطُ الذي بدأ
مواءه قبل شباط
مازال الوقت مبكرا
على التزاوج
بلاد الياسمين
والزيتون والسنابل
تغتصب تحت شرفةِ
أقبعتكُمْ
التي عرشت منذ آلالف السنين
كنظرةِ المراهقاتِ
تلجُ الصدور
في بداية المخاض
ها نحن نتراجع
عن شبابيك مجروحة
وخدود التفاحة
وحب الزبيب وحمض الليمون
الشوق بين السطور حزينة
يتدفق من بين النهود
ويرتمي في حضن اليتمة
شعبًُ شهيد يبحث عن قبوره
في الفيافي
دموع التماسيح
كالشلالات تداعب الضفائر
وحمرة الشفاه
فلتذهب إلى الحرب
أنزع السيوف من على المنبر
رَفرف حمائم السلام
من على القباب
على صقيع الوجدان
أرقص تانغو
وأضرم النار
ولجج حيض الرجال
ثُور كثورٍ هائج
في الميدان؟
مزق المناديل الملوحة
وأضرب بحافرك
الارض الجرداء
فعلى إثرِ الضربات
ينفجر البركان
و تتفتح المقاهي
وصدور النساء
وتندمل شقوق الأرض
ونُدبات الساقطات !!
حلق بلا جناح
عانق المنجل المباح
على عنق سنبلة مباعة
لملم بقايا الوطن
من على سريرٍ
النابح
بالذل والخداع
لملم ما ينبت
فوق الشفة
من أوكار الثعالب
الوطن بات مصرف
الضمائر
والقضية لم تعد
صرخة حرية
بل فوز وخسارة
أنجيلا درويش
أهازيجٌ صمتَ آذاننا منذ ثمانية أعوام
غُدنا مكفوفين البصيرة نحو الإجرام
وثوب الميادين ندِيَ يعتصر بفم الذئاب
فُتِحت أفواهنا عند طبيب الأسنان حتى بات ناباً
قوافل النرجس والياسمين ذبلت على مشارف الأسوار
وملائكة الأرض تناجي حماة الديار
ألاف من المراتِ قد أقام الصلاة
وتسعة وتسعون مرة قد فتِّ الفتوات
أيها الضبيب في طبقات السُفلي
أغتصب حبات الزيتون ،،ونقلت مخازن النسيج
ونُقشت على الأجساد العليلة ألاف الندب
حتى حبة القمح أستشهدت في وطني
أيها الضبيب "الوطن كرامة" ( وقد تجرد!! )
ماذا بعد ؟؟؟
جميل الشكر للعزيزة مريم حوامدة على هذا التصميم الرائع للنصوصي
أنجيلا درويش
حافياً
على شط الهوى
يعانق النوارس والغروب
موجة تلو أخرى
يمحو أثار الأقدام
و يَغتصب الصمت
امتطى صهوة الريح
من مدينة الحب
وحدائق البيلسان
إلى يباب العمر
الجامح
كالفصول العاتية
جدد الألفية
وجمع آلالف الأرواح
في روحٍ واحدة
تحت زخات المطر
ومظلة من قوس قزح
ثمرُ يانع
يُساغُ في الحلقِ
يرنو مروج السندس والنوافذ
متيماً بصبوةً السفر
فيسيل من جريانه نبيذ معتق
حلو كالسكر
محمود
لا يخلو من شهد غابات النرجس
المواجهة لأحد أسوار المحمية
يرصد انهيارات قبل نشوة النصر
ضارِبُ صنج في مآقي الحب
هَشمْ أشجان تيه
لتلد حمامة الأيك من غصن جدوب
الليالي مشوهة والصباحات
ولكن نَست وهجرها فوبيا الأهات
لحظات سداسية
تحتل شغف القلب على شكل
كلمات خضراء بلون الزيتون
وصلف كتابات العابرة
أستمد زهوتها من نوره الذي
أوقده بفتيل القلب وزيت دمه
حكاية لن تروى ولن تنتهي
نجم شقي في قطب اليسار
كل النجوم تدور حول
محمود
كطفلٍ في المهدِ يدندن
سيمفونية ضوء القمر
ويُحارب طواحين الهوى
في تيهاء الجسد
كلما فاض نهد الفجر
على بتلات اللبلاب
غزا خوابي القمح
والعسل
من طرف ثوبٍ حريرِ
في جو سائد
بكاسٍ فوق المتن
عبر جسور الربيع
الخابية .
بقلم ..أنجيلا درويش
… ....
أشربوا نخب سقوطي
تحت جنح الليل
فكل شيء بارد
الروح والجسد
وعطر الأنوثة
لم يبق سوى
دخان السجائر
وأوراق مبعثرة
وأقلام اندثر منها الحبر
فكللوا جبينكم بعذريتي
فحبيبي قد مات
والأرض في ثبات
والشمس في جريان
لن يتغير شيء
عليكم
لا تتأرجح الذكريات
في رأسكم
ولا يهمكم زئير الليل
هياااا
البسوا نعالكم وأنصرفوا
فالأجساد همدتَ في الشوارع
بالأحمر والأصفر
في طوابير الإنتظار
اجمعو أشياءكم وأنصرفوا
فالشام والروم لا تتشابهان
واللبؤات لن تصبح قِططا
لن أقرا تاريخكم
لن أتعطر بعطركم
ولن أدفن في أرضكم
فغصن الزيتون كفيل بدفني
حبيبي
كان أجمل لوحات بيكاسو
وأعذب سيمفونيات بتهوفن
كان حين يدندن
ترقص الفراشات خجلاً
وتتوارى الشمس خلف الأفق
بعد رحيلك
هل سيزهر الربيع ؟
وتثمر أشجار الكرز ؟
ويعود الوطن؟
ياغابات الصنوبر
يا مدائن النرجس
ياوجه القمر
عاشقي
أعدموك ،قتلوك ، دفنوك
أية أمة وديانة
تغتال الرضيع على نهد أمه
وتقطف التوت قبل أن تزهر
أية أمة وديانة
يغمد السيف في ظهر المحب
ويعلق إزار النساء على الأبواب
أين الراشدون
اين اليهود
أين هم أبناء الشمس
والقمر والنجوم
على من انادي
فالأمة باعت الديانة
والديانة نادت بالحرية
والذئاب أفترست الغزلان
والطيور تأكل الطيور
بحق من بنى الكون في سبعة أيام
لأكشف جميع أوراقهم
يااااا أمة تعرت من ثوبها
كيف تورق الحدائق
وكيف يظهر القمر
ويشرق الصبح
وكيف تنكص العجوز عن جديلتها
وترمم ثقوب القلب
بعد رحيله
كيف لي أن أكتب؟
كيف لي أن أضحك؟
كيف لي أن أسهر واسامر ؟
والذكريات ما زالت
عالقة في ذاكرتي
كعجوز تعيد شبابها
بعد الثمالة
وتتعارك مع بنات أفكارها
حين تذكر
حبات الفستق
والعشب الناعم
و الضكحات
و نكهة القهوة
وعبق الياسمين
وقطرات الندى
وتتمتم بينها وبين نفسها
كنت آخر ورقة عليقة
في خريف العمر
تعال نردد أنشودة السلام
ونضجع على هديل حمام
و نلعب كالأطفال
لعبة الإختباء
أنا أتوارى
وأنت تبحث عني
تعال!
لنزهر ربيع العمر
ونسكب العسل في جِرارها
ونتحارب بأزهار اللوز
ونتحاور حول شجرة الجوز
فتقطف حبات الرمان
ونلهو في مدائن التوليب
تعال!
لنسقط من ذروة المساء
ونعدْ نجوم الصبح
تعال!
فأوجاعي
كنشيش المطر
على سطح البحر
بقلم/أنجيلا درويش
وجعي عزف منفرد
يعزفني لحن القوافي وأنا بالأمس ناسي
يؤرقني نحر الحروف وأنا أقرأ وأعاني
زفرت بالوجع من نثرك وأنت لا تبالي
ضمد لكمي لأبعث لك من القلب أشواقي
عند بزوغ الفجر صليت لأنسى المعاني
فنحرت في الوجد وطاب لك المقام بأرداني
يا ناعس الطرف أبعد عن النثر وكفاك لعب بأقداري
مل وكل الفؤاد من كذبك وفتكك لأوتاري
عذاب الحب يسفك دمي بذكر ماساتي
وأنت على القيثارة تؤلف قصائد لتشتت أحلامي
أرحل لعلني أعيش مرة في صحراء الوجود لذاتي
وأذهب للبحر وأتلو إليه أخر ما تبقى من أشعاري
بقلم ...أنجيلا درويش
ضيف شرف
لا أعرف متى يبرأ هذا القلب
كندبة حرب
تعاند على البقاء
كأحجيات الأغنياء لا تنتهي
يجيد فن التمثيل
لا يتذكر وجه قاتله
ولا يتذكر أسماء الماريّن
ولا طقطقة أحذيتهم الوطنية
ليس لديه فرق
بين الموت والحياة
كلاهما يصول ويجول
على جسد رميم
راق له الضوضاء
ثمل بلا قارورة
بين الصراخ وبين الأنين
فعل الكتمان ،،
بالشعر وحده يا سادة
يُجمع شظايا البلور المكسور
ووجه القمر المبثور
وحدائق الزهور
ليبني من تحت الحطام
مملكة النسور
بالشعر وحده يُحاول
تفجير البركان
وانصهار الرصاص
ولملمة شتاته
واستعادة الدمار
ليُرسم على خط الشفق
أملا جديدا
مسكين ذاك السكير
يخاف على نفسه من البوح
ومن زخات المطر
حين يبتسم له ثغر البشر
حتى من وجه الشمس
على سطح البحر
حين يلفظ أنفاسه الأخيرة
قبيل الغروب
يسيجه الخوف
حيث الحب بلا رفيق
حيث العاهرات تصبح ملائكة
وحيث الخيانة تنقلب وفاء
أراء دونية
بميل غرام مطروحة
على رصيف سوق الحرامية
الشعر يا آنساتي ليس له إزار
يضاجع في الليل آلاف الملكات
ويُرضي جميع الوصفات
وفي الصباح يفتح الباب
ليستحوذ الحرامي
على ما تبقى من التفاحات
بقلم /أنجيلا درويش