كانت شفتاه ترتعشان هلعاً وهو ينهزم من رجال الشرطة بعد خرقه لحظر التجوال الذي في ذروته في البلد لاصابة بعض المتواجدين في مجلس للعزاء يشتبه بإصابتهم بالوباء وفي يده صندوق فليني مملوء بقطع الايس كريم ليلتقط قوته وينتظر هطول رزقه من قِبَل صبيان المحلة . اختبئ خلف باب بيت فتحه صبي لتلبية نداءه بصوته المكحل بالحنين وهو يروج لبضاعته . قال له الصبي ببراءة ليتك تبيع ما لا يضر كي لا تطاردك الشرطة اجابه البائع وهو في نفس عمره تقريباً كنتُ ابيع المناديل الورقية في تقاطع الطرق وبعد الحظر أضنانا الجوع لنجمع ما يسد رمقنا في سراب صحاري العمل . قال له الصبي انا صائم وجوعان مثلك ،اجابه البائع جوعك مختلف عن جوعنا يا اخي فبعد الاذان تكسره بِنَهَم بكل ما لذ وطاب اما نحن فكل ساعاتنا مكتظة به يعايشنا وتهاجمنا جحافله بكل قسوة ، وبعد الاذان تتفتح عيون اخوتي الجياع على اعقاب الاكل الذي سوف احضرها لهم ، نلثمها بحنو كسجود الملائكة نخبئ شهيتنا لاحلام الاعياد التي غرقت في بحر ايجة مع احلام الشباب المهاجرة ، هلا عرفت الفرق بين الجوع المؤقت والجوع المزمن ، من ثقب الباب وجد الشرطي قد ابتعد فخرج شامخاً وفي عينيه التماع القناعة وبدأ يجهر ببضاعته بثقته بأن الرزاق موجود