1 قراءة دقيقة
القلم.... و الأدب حكاية عشق لا تنتهي...

الأدب سجادة ملونة مزركشة تمور فيها خيوط ملونة، و مختلفة، تتشابك خيوطها و اجناسها و انماطها،.. ارتبط القلم و الحرف منذ حقب التاريخ، و لعل الكتابة و لأهميتها باتت مفصلا هاما و اساسيا، لذا تم الفرز و الفصل مابين مراحل التاريخ باحداث كبيرة و جسام، و كانت الكتابة من اهم ما تميزت به البشرية منذ سحيق وجودها و وعييها بذاتها، فالتاريخ يتسلسل حسب الكتابة و ظهورها و اكتشفها، عصور ماقبل الكتابة، و عصور مابعد الكتابة،...
و لا زال عصر مابعد الكتابة مستمرا... إلى زمن العولمة و الانترنت الذي هو أيضا كتابة، و لغات..
كم هو عمر صناعة القلم و اختراع القلم..؟
هل يمكننا القول بأن السيد "بيك" هو مخترعه حينما صنع القلم الناشف المعروف، أم أن مسيو "ستيللو" هو مخترع قلم الحبر السائل.. و قلم الغرافيكي (الرصاص) او مايسمى قلم الفحم..
أن تاريخاً طويلاً و تراكمياً من الحضارة و الجهد قد استغرقته البشرية في الوصول لصناعة الاقلام باشكالها المختلفة و المتنوعة..
القلم.. و الخط و النقش و الرسم و الحبر.. القلم المقدس الذي ذكر في القرآن و سائر الكتب المقدسة، القلم االابن الشرعي للغات وهو خازن المعرفة و صانع الأرشيف و الفهارس و الكتب و المواثيق، وهو الذي حفظ للانسانية الأساطير و الكتب المقدسة و كتب العلم و الطب و السحر و الأدب و الفن و الموسيقى..
القلم رمز العلم و المعرفة... عشرات الرابطات الأدبية حملت اسم القلم و مئات الصحف و المجلات و المعاهد و المدارس..
القلم و مايسطرون... القلم.. اليراع.. الحبر.. الخط.. الكتابة.. الرسم... النقش..
مفاتيح الكيبورد... و من عصر مفاتيح الآلة الكاتبة و زمن السكرتيرات الانيقات اللاتي كن يبهرن المراجعين بسرعة الكتابة..وسط ذهول الرائي و السامع بحركة الأصابع الرشيقة و إيقاع موسيقى المفاتيح الذي كان يتوزع في جنات الغرف..
صرير القلم على الورق و بياضها.. القلم الذي يخط التعويذة بيد الشيخ رجل الدين، و القلم بيد الطبيب يخط على بياض ورقة تشبه لون مريوله النقي... اسماء الأدوية باللاتينية، لم نكن نفهم منها شيئا.. اية خربشة دجاج هذه... اي عبقري هو الصيدلي الذي يفك شيفرتها...؟؟.
اي ازميل نقش الحروف على حجارة.. اي قصب زركش البردي و القرطاس و بياض الورق و الصفحات،، و الصحف..؟؟.
القلم بيد الأديب وهو يخط الجمال و الألم و الأمل، القلم بيد الفنان وهو يزركش به لوحاته خطوطا و رسومات.. أقلام و أقلام...لدرجة وصف القلم سلاحاً في معارك التنوير و التثوير و التحرير، فالقلم هو ذاك المحارب اللامجهول و الحاضر دوما.. ،فالعلاقة بين القلم و الأدب حكاية عشق لا تنتهي..

عبدالوهاب بيراني
سوريا
19/5/2020

تم عمل هذا الموقع بواسطة