الشهيد...... لحظات قاتلة اجفلتها من النوم لتسير كالاموات بين الاحياء لم يرحمها القدر والوقعة كانت صدمة كبيرة حين انتابها الفزع من النوم وصوت ينادي في العلا انه شهيد.... بالشهادة تحتفل الروح في اورقة التاريخ العابرة بالشهادة نرسم مستقبلا لغد افضل لابناءنا بدماء الشهداء نسقي ارضنا بدمائهم نغسلها من رجس الانجاس إنها الشهادة تنهض وهي مخنوقة لتسمع ما يتردد على زوجها تستغفر ربها ربما كان حلما لكنها تسمع انيناً خافتا يأتي الى مسامعها إنه انين مؤلم وكأنه يخرج من روح مجروحة بألم الإنتظار نعم إنه شهيد لا تحزن يا أبو جودي لقد استشهد و خلد إسمه بين سطور الشهداء حينها لم تجد نسرين مسافة بينها وبين السماء إنها صاعقة الروح على قلبها جودي..... ماذا تقولون قبل يومين حدثني وما زلت اسمع صوته انتابها الصمت قليلا وغرقت عيناها باالدموع تتنفس بآهات مشحونة بالألم انه ألم فقدان الروح حاولت ان تتماسك في صرخة مخنوقة ارتبطت عقدة لسانها وهي تتخيل وسامته في الحياة نعم لقد اخبرني في آخر مكالمة له بانه يعشق اكلة المقلوبة وطلب مني ان أطلب يد حبيبته مازلت اسمع صوته وهو يقول لي يا أمي نحن على مشارف منبج وقريبا سانزل في إجازة ... وسأكل من يدك الطيبة أكلة المقلوبة كان آخر اتصال هاتفي مع امه جودي ابني شهيد ابكاه الصديق والاخ والقريب والبعيد ابكته قامشلو الجريحة. واصبحت خيمة الشهيد مفتوحة في شارع الحي الغربي في قامشلو ألند الصديق الوفي الذي لم يفارق الشهيد جودي آلمه فراقه وهو لم يصدق بانه لن يرى صديق روحه وهما لن يتسامرا مجددا في جلساتهم المعتادة مقابل جامع قاسمو على شارع عامودة نعم حبيبي ألند فارقك جودي دون وداع واصبح اسمه بطوليا في عالم الشهادة ولوحة جميلة معلقة على جدران غرفتك لم يفارق ألند وعده مع صديقه فهو ما زال يتردد لزيارة قبور الشهداء في قدوربك وفي نفسه آلام روح صديقه في وداعهم الأخير نسرين ام الشهيد وهي تردد اسم جودي في كل لحظات عمرها وما تزال تطبخ المقلوبة وتوزعها على جيرانها في الحي لربما يلمس روح ابنها الشهيد. فهو واحد من بين آلاف الشهداء من شبابنا ولكل منهم قصة مع الحياة وأمل كان يحلم به وما تزال حسرة اللقاء في قلوب الامهات وعيونهم تترقبن اخبار ابنائهم الذي طال غيابهم وفي املهن ان يكون اللقاء قريب.