الحقيبة
احد اقربائي المتعففين وألذي صيَّره القدر معوق حرب وبراتب تقاعدي لا يسمن ولا يغني من جوع ، استفحل عليه المرض وحالته تتطلب عملية مستعجلة مكلفة جداً . جاءني وعليه سمة الضجر والكلام يخنق كبرياءه ويقوض رجولته طلب مني ان امد له يد العون . كان خجلاً يرتعش بكل ذل كَ ورقة خريفية صفراء تعصف بها الريح .
السيولة التي كانت تحت يدي لحظتها لم تكن تسد الحاجة المطلوبة والوقت محدد لصباح غد ذلك اليوم احترتُ ماذا افعل وانا خيط رجاءه الوحيد المتمسك به . وانا غارقة في دوامة الحيرة والقلق يقتحم اسوار تفكيري المشلول وتعطلت كل وسائل الوصول الى قرار صائب .
يارب اغثني هو لجأ اليى وانا لجأتُ اليك فلا تؤيسني ارحم هوانه فهو يملك قلبا ابيضاً وسريرة نقية وبراءة الاولياء ومقتنع بفقره لولا مشاكسة المرض وثمالة العلاج
زارتني صديقة المرحومة اُمي وفضتْ هدأة توتري تطلب مني قيراج ( قيطان ) لتطرز حافة عباءتها قلتُ وانا اكظم غيضي واحاول ان امغض ألمي الصاعد من براكين غضبي المتفجرة من طلبها الساذج لكمالية غير ضرورية ؛ ضآلتك ليست عندي قالت بكل ثقة بل عندك وانا اشتريتها من سوق السراي لوالدتك . فأشتعل جنوني وطار عقلي قلت بالله عليك يا امراة منذ اكثر من عشر سنوات ووالدتي متوفية جئت تحاورينني في حاجة لا اعلم حتى ماهي قالت ساذكرك بها :-
عند زيارتي الاخيرة لها اعطتني مبلغا اشتري لها القيراج عنما علمت اني مسافرة الى بغداد وتفاجئتُ عند رجوعي بوفاتها اعطيتك الكيس وكانت ثالث ايام الفاتحة دخلوا معي الملالي لقراءة المنقبة النبوية ودخلت معاهم صديقتك ست روناك واعطتك رزمة من الفلوس وفي لحظتها علا صراخ بان اخوك الصغير اغميى عليه فركضنا جميعا صوب غرفته والفوس بيدك ولما استفاق وكنتِ منهارة اخذتك الى غرفة والدتك ووضعت الكيس والفلوس في حفيبتها البنية واعلم انك محتفظة بالحقيبة لانها هدية اخوك الشهيد .
كشريط سينمائي مرت الاحداث امام عيني وتذكرتُ اني اودعت مبلغا عند ست روناك رجعتها وقد احتاج اليها في الفاتحة
تذكرت الحقيبة التي اخفاها ابي عنا في دولابه ل فيها رسائل اخي الشهيد الذي كان يبعثه لنا اثناء أسره في حرب عراق - ايران .
هرعنا الى الحقيبة فإذا رزمة الفلوس قد انتفخت من امتصاصها للرطوبة وانتفخ قلبنا من الفرح حيث الرزمة التي خباها الله كل هذه السنين تكمل الكمية المطلوبة للعملية