كان الجو رطباً رغم توقف المطر من الهطول حين وقف على حافة بركة ماء ممسكاً بحفنة من الحصوات البيضاء وقد بلغ به اليأس ذروته ، رمى إحداها في البركة فتراكضت الدوائر المتكونة فيها بين التوسعة والاختفاء وفجأة ظهرت مخلوقة جميلة وكأنه التقى بها من زمن بادرته بالسلام قال من انتِ قالت حورية البحر ضحك عليها بإستهزاء وقال اي بحر ! وهل هذه البركة المتولدة من تجمع مياء المطر بحر ؟ قالت إغترفْ شربة بيدك وتجد الماء أُجاج ينبض بالملوحة ، أحّس بطعم الملح في فمه و تلاطم الامواج والنوارس المحلقة وخاف ان يخوض تجربة عبوره فقال لها هلا اوصلتيني الى الشاطئ الثاني بحق الشبه الذي بينك وبين صغيرتي التي اخدها الموت مني واني لأسمع صدى ضحكتها في ضحكتك فلقد ضاقت عليَ الدنيا بما رحبت وعلني أجد كنه ذاتي وترتوي نفسي الضمأى بالزلال بعد ان تساقطت اوراق الاماني من غصن حياتي ، قالت:- ابنتك في الجنة والبر الثاني موحش وظلمة وقنديلك شعلته تالفة ونفذ الزيت منه وهناك غربة زئيرها يصيبك بالعمى قبل الصمم ؛ إنه لأهوَن عليَّ وَأرى إبني يتلوى من السقم ولاأجد ثمن الدواء وعاطل عن العمل بسبب هذه الجائحة التي تحصد المال والبنون ، قالت سأُغني لك لتتجاوز طغيان موجات الالم . لكن اغنيتها كانت كـ سُحب منتحبة على جثة حلمه الموؤودقاطعها كفكفي فصوتك يشبه نواح أُمي على شهيدها ، بِربكِ دعيني أمتطي صهوة زعانفك فلم أعد اطيق قالت إذن ارميني بكل الحصوات كي استقوى بها فلما اراد ان يرمي بها نهرته زوجته المتمددة بجابنه ؛- كفاك النحيب ولثم الدموع واخذت من كمشة يده حبوب الباراسيتولات ووضعتها في العلبة قائلة ان الانتحار يدخلك النار و لا يحل المشكل مُتْ كريماً ولا تموت جباناً وهذه الدنيا دار ابتلاء ، والفوز لِمَن احتسب وصبر