كورديات معاصرات غيرن مسار المرأة في مجتمعاتنا الشرقية: مقالتي بعنوان : إمرأة متمردة في ظل مجتمع ذكوري بحت بقلم آيسل حاجي.
بداية، ستتفاجأ سيدتي المقصودة مؤكدا بمقالتي هذه لإنها ليست على علم بما كتبه عنها. وإنما أنا فقط إستأذنتها عن نشر تعليق لها على منشور صديق وسوف يبان تحت هذه المقالة. بالرغم من القرابة القريبة التي تجمعنا. زوجها وزوجي أبناء عم. إلا إنني اعتبرها صديقة وأخت عزيزة وغالية جدا على قلبي. فهي إنسانة جميلة ومتألقة.
أتقدم اليوم بكلمة شكر وتقدير لمعلمة أجيال أستحقت كل الإحترام والتقدير.
رائعة بكل ما للكلمة من معنى. لها بصمتها الواضحة. تحملت أعباء كثيرة جدا في حياتها. فقد كانت معلمة في ظل مجتمع يجد المرأة عورة ولا يسمح لها إلا أن تكون ست بيت لا يحق لها العمل خارج المنزل. تميزت عن باقي النساء بجرأتها. لم تكن تمل من كلام الناس الجارح في حقها أبدا ولم تهتم بتاتا. كانت متحررة وتعتمد على نفسها، في وقت لم تكن المرأة تعرف ما هي حقوقها وما عليها من واجبات، وكانت لا تزال تعاني من الظلم والحرمان من كافة الحقوق والإمتيازات المستحقة. وهذا ما كان يعجبني فيها ويبهرني بشخصيتها وأقتنيت بها كثيرا. فقد كانت قدوتي في كسر القيود والتحرر بينما كنت في بداية زواجي وأول خطوة لي في العمل خارجا كمعلمة.
هذه السيدة أثبتت للجميع جدارتها وبإن المرأة مثلها مثل الرجل وليست أقل منه. تعاملت دائما بالرقي مع الجميع. حيث كانت تجبر الآخرين على إحترامها. مواضيعها رائعة مشوقة ومفيدة. هي ذات فكر راقي وحضور هاديء قلب كبير وقمة في الإبداع. أعطت ومازالت تعطي الكثير من وقتها وجهدها لقضية شعبها وقضايا مجتمعها الإجتماعية. لم تنتظر ثناء أوشكر من أحد. كتاباتها مبهرة نستمتع بها ونستفيد منها. هي متألقة نشيطة مميزة. معلمة فاضلة لطيفة. بلاغتها وحسن أختيارها وتنسيقها للمواضيع والردود مزهل.
تمكنت من كسب محبتنا وإحترامنا. أحبتنا وأحترمتنا جميعا، ولذلك أستحقت أن يحترمها الجميع وبلا إستثناء. إنسانة واعية مثقفة وراقية تتميز بإنسانيتها وأخلاقها العالية. تجد لها مكانا في قلوب الجميع.
هي سيدة المجتمع الراقي وصاحبة القلب الكبير والعطاء الدائم والقلم المبدع. عندما تصمم على ما تريده تفعل بدون تردد وبلا خوف. وغالبا ما تعطي لمواضيعها جمالية خاصة نلمسها بوضوح عندما نقرأ. قلمها ينبض بكل جديد فهي تستحق منا الثناء. حرة مستقلة بأفكارها وناجحة مهنياً وإجتماعيا. نسرين نموذج مثالي للمرأة الكوردية، التي يجب أن تكون عليها في مجتمعاتنا. كنت مازلت طالبة لفتت إنتباهي كما لفتت أنظار جميع من حولها. ذكية وجريئة. إمرأة مختلفة ليست كغيرها من النساء. لبقة، قادرة على التعبير، حضورها متميز. شجاعة ولها هيبة، متزنة عاقلة واعية، مثقفة وحكيمة، هي أول من شاركت بتأسيس الإتحاد النسائي وعملت على إنخراط المرأة بشتى مجالات الحياة. ملمة بقدر كافي من الثقافة والمعرفة. ذات شخصية حاسمة حيث كانت تمتلك القدرة للتوفيق بين مهامها في بيتها وخارجها. زوجها كان بجانبها يشجعها بإستمرار فهو مؤمن بإن المرأة إنسانة لها أماني وأهداف. كانت تتمسك بمبادئها التي تؤمن بها. هي من أوائل من نادت بحرية المرأة ولم تقبل تعرضها للظلم. وانا كتبت عنها لإنها جديرة أن تكون مثالا للمرأة الكوردية المعاصرة. وأخيرا: يمكن لأحدهم أن يتخيل لوهلة بإنني كتبت عنها بصفة القرابة التي تجمعنا! لا أبدا، لقد كتبت عنها فقط لإنني عاشقة للمرأة القوية المتمردة، المكافحة المناضلة من أجل حقوق شعبها وحقوق غيرها من النساء. أنا معجبة بها جدا. وأتمنى أن تتحرر كل إمرة، وتحطم القيود وتعمل على تقدم مجتمعها، بما هو مفيد لتخلق جيل واعي، حر، مستقل، وكي تثبت ذاتها وتفرض شخصيتها الواثقة من نفسها. نسرين شخصية متميزة وجديرة بكل الإحترام والتقدير.
مع تحياتي لكل إمرأة وزوجة تكسر القيود وحاجز الصمت. وتتحرر فكريا وتتطور إيجابيا لخلق جيل صلب قادر على تحمل مصاعب واعباء الحياة، ويكون له حرية الرأي والتعبير والاختيار. مع تحياتي أنا آيسل حاجي.
هذه مقالة نسرين تللو : اتجنب الخوض دائما في هذا المشكل على صفحات الفيسبوك . لأن المشكلة متجذرة وتحتاج إلى خطة علاجية طويلة الأجل , من أجل معالجة جذرية مجدية . وتحتاج تعاون كبير من الطبقة الواعية أفرادا وأحزابا ومؤسسات لتصحيح المسار وإنهاء نكبتنا التاريخية التي تلقي بالكثير من المهاجرين في قاع الحضارة . اولا : غالبية المهاجرون قادمون من بيئات متخلفة في نظرتها الدونية الى المرأة حيث يقابل قدوم الذكر بالتهليل والزغاريد والبشائر . بينما يقابل قدوم الأنثى بالعبوس وربما الدموع . والمواساة .. يمنح الفتى حرية مطلقة في اختيار هواياته وفتياته , بينما تحرم الفتاة من ممارسة الكثير من هواياتها . ومحرومة من حق اختيار من تحب . . طبيعة مجتمعاتنا الشرقية ذات التقاليد البائسة البائدة . بإرثها الثقيل تسانده سلطات القمع ليمارس على الشعوب من قبل السلطات الديكتاتورية التي تستثمر الدين أيضا لتكريس عنفها كوصفها ب : ناقصات عقل ودين . وشهادة رجل مقابل شهاة امرأتين . وللذكر مثل حظ الأنثيين . وويل لأمة تحكمها إمرأة ... الخ .. وحتى عندما تدخل المرأة الميدان السياسي , فهي بعيدة عن مركز القرار السياسي . وليست إلا قناع ديمقراطي . ومكياج لتجميل قبح الديكتاتورية بمكياج يوضع ويزال حسب المناسبات . الديكتاتورية تكرس ظلم الرجل للمرأة من خلال الكثير من أثقال الإرث الوازن , والقوانين الصدئة لعرقلة السبيل الى تنظيف مسننات عجلاتها من صدأ القرون الغابرة , وللخيلولة دون اللحاق بركب العالم . فالمناهج التربوية قمعية تلقينية لا تنتهج اساليب الحوار والإستقراء والإستنتاج , من رياض الأطفال الى الجامعات .لذلك ترى مرديين للشعارات غير مؤمنين بمضامين ما يرددون . وترى حملة شهادات لا تنفي عنهم شهاداتهم صفة الجهل . من جهة أخرى يكرس العنف من خلال . إطلاق سراح القتلة باسم الشرف بعد فترة وجيزة من إرتكاب جرائمهم في إلغاء الحياة تحت مسمى غسل الشرف . والذي قد يعقبه تمثيل بالجثة لغسيل أكثر نظافة . فالسلطات القمعية تكرس الظلم والقمع وتصفحه بقوانين جامدة كالحديد داخل الأسرة تحت السلطة الأبوية والذكورية وسلطة الزوج وسلطة الأخ الأكبر . لضمان مصلحتها بقمع الجزء الاكبر من المجتمع داخل الأسر أولا . ثم تقوم هي بقمع الرجل ذاته في السياسة وميادين العمل , وللقمع ارهاصاته التي تنفجر في وجه من هم أضعف منه للتعويض عن حريته المثلومة والمزيفة .... إنساننا خريج هذه المشاهد والمعايشات التي تقدم لنا اللص والعاهر والمحشش والقاتل على انه شريف مادامت زوجته واخته وأمه في الأقفاص ... فمنهجة القمع مبرمجة في مناهج التعليم و التربية المدرسية والبيتية والشارع واماكن العمل . الكل مقموع لكن قمع المرأة يكون مضاعفا كما نرى . بالنسبة للرجل المهاجر فإن اول ما يستفزه قوانين المساواة بينه وبين المرأة . فهي نذير بزوال سلطتة و الأدوار التاريخية التي أنيطت إليه عبر التاريخ بالمجان . حتى عندما لا يكون مؤهلاً لتبؤها .لذلك اول رد فعل له هو تعمد العنف لديمومة و تثبيت سلطته المهددة بالزوال . معتمدا على سكوت زوجته الذي اعتاده سابقا في الوطن . المرأة تسكت مادامت تجهل حقوقها ولكنها تنتفض عندما تستوعب حقوقها لترفض ديمومة الظلم والقمع الواقع عليها . البعض يأخذه الخيال بعيدا فيتخيل ان ممارسة العنف والتخلي عن مسؤولية البيت والأطفال وتنشئتهم والتحكم بدخل الاسرة وبناء العلاقات المتعددة خارج الحياة الزوجية ربما يكون متاحا له أكثر في موطنه الجديد . . لكنه يصطدم اولا بصلابة المرأة الحرة في مجتمع ديمقراطي حر . ليجد ان المرأة هنا ليست فريسة سهلة للهوى الذي ينشده . وان القوانين جادة و صارمة بصدد التحرش . وان المكان ليس هو تلك الغابة التي كان سيدها بلا حساب . حيث قوانين غاباتنا تساوي بين الضحية والجلاد . بل تدين غالبا الضحية وتبرء الجلاد . ليس المقصود في هذه العجالة تبرير سلوك أي مخطئ رجلا كان أم إمرأة . ورفع شأن المرأة على حساب حقوق الرجل . لكن هي نظرة عامة عن البيئة التي خرج منها إنساننا المقموع . بنفس الوقت هناك مشكلة الحرية المشوهة الحرية اللامسؤولة في أذهان فئة من النساء اللواتي لم يحظين بتعليم فعال . يفتقدن الوعي وتخلف ذهني سببه الاستلاب بعد عهود طويلة من القمع . ، وإلى حس المسؤولية ، فبمجرد وصولها ارض الحلم تبدأ بممارسات فوضى لا علاقة لها بالمفهوم السامي للحرية وتطلق في ممارسات لا تمت إلى الممارسات الحضارية بصلة .. فتظن فوضى حواسها حرية ومدنية . وهي تجهل سبل تفعيل تصريحاتها وترى معركتها الكبرى مع التعري بمناسبة وبغير مناسبة على أنها حرية . . وهذا خطأ فادح . تقع فيه فئة من النساء بسبب حالة الإستلاب تدفعها لإثبات ذاتها بطريقة غريبة . فالملابس أحد مظاهر الحضارة . لأن الحضارة كل متكامل من مأكل وملبس ومسكن وسلوك وتحصيل علمي وسمو خلقي وصدق وانسانية وفهم الحدود .واحترام الوقت , واحترام قوانين المكان . وهناك فاصل أحمر لا تراه غالبا العيون الرمداء فاصل بين الحرية والفوضى , بين التحرر والعهر . بين روح المسؤولية واللامبالاة . بين العيش من عرق الجبين . وبين التكسب من إغراء الآخرين ... بين ان تفكر وبين أن تكرر. الكلام كالببغاء . جسد الإنسان ملكه . لكن للجسد حرمة والفرق شاسع بين ان يكون الإنسان حرا وبين ان يكون مريضا بداء عريه . يحيل جسده الى بسطة بازار .وبؤرة إغراء . هنا ينقلب مفهوم الحرية ليتحول الى تجارة جسدية . ولهذا لا يمكن الحكم على مشاكل اسر المهاجرين من مجتمعنا التي انفجرت في دول الغرب بعد الحرب وبعد موجة الهجرة العارمة . لا يمكننا التعميم لقياس المعضلات بمقياس واحد عام . فلكل حالة فرادتها وخصوصيتها.