أُعذرِينيِ يـــــا صَاحِبةَ السّمو
قـــــد اَقّفلتُ قلّبيِ قليلاً
عليّ أَعودُ إلىٰ جَادةِ الصّوابْ
تجرَحُني تلكَ النظراتْ و هي
ترقبُ خطوي المهزوزةِ
بالرغمِ من إبتسَاماتي العريضةِ
تفضحُني عيناي لِتُخرِجَ ما
في جوفيِ من عبراتْ و أنا أُحاولُ
التّناسي أو أنسَىٰ لِبُرهٍ
يأتينيِ شّيطانُ الليلِ يُدغدِغُ مشَعاري
لِتسّبقُنيِ حرارةُ الدمعاتْ
آهٌ كمْ هو ليلكَ يـــــا شّتَاءُ طويلُ
يُجافيني بِسُهادٍ بين الجفُونْ
وأذرُعَ الظلِ تُحاولُ حبسَ أنّفارسي
و كأنهُ جبلٌ جثىٰ على صدري
ف يا ليلَ أرحمِ عاشقً أنا بِهواها ذليلُ
و ذقتُ المرارَ فيا شّمسُ الصّبَاحاتِ
أقّبلي و يا رَبيعَ دَنِيّ فأنا أهوىٰ
الزّهورَ في الرّبيعِ و أطّلقيّ العِنانَ
لِذاكَ البُلبُلَ مِنْ سّجنهِ فأنا أعشّقُ تَرَانِيمَ
ثغّرهِ الصّداحُ وهو حُرً طَليقْ يَشّذو
ألحانهُ العذّبةَ على مسَامعي..
اُعذِريني حَبيبَتي ما بَينّي و بَينَكِ بابٌ موصود
مسّحُورٍ لا تَفكّهُ كُلَ طّلَاسّيمَ الأرضِ قاطبةً
إلا إذا جَاءني سُلّطانُِ الموتِ مُتَبخّتراً
فأهلاً بكَ عندئِذْ بِضحكةٍ أمدُ فيهِ يداي
وأنتِ تَضّمُني من جَديدْ..
بقلمي : مسعود شريف