1 قراءة دقيقة
لقد وقعت في الحياة



البلاد التي تحتوي على شجرة واحدة
هي البلاد التي لاتشرب من النهر
هي البلاد التي تحتوي على نساءٍ تختبئن في الخزانة خشيةً من الوحش
فيأكل الليل عيونهن

أحياناً ينبت للشجرة عظام
أحياناً تنبت للشجرة يدان
أحياناً ينبت للشجرة أنياب
أحياناً ينبت للشجرة رأس
دائماً ماينبت للرجال خوف

النوافذ التي تغلق نفسها أمام الريح
تبقي نفسها مفتوحة للشجرة
الأبواب التي نضع خلفها الأريكة
لنحكم إغلاقها
تدخل لتختبئ في الخزانة
السكاكين التي نقطع فيها اللحم نهاراً
تصير بلاستيكاً في الليل

&&&&&&&&&&

أقطع خيطاً، أغادر المربع، أخرج من اللعبة كأنني أخرج من عجينٍ كحلي
أجلس على جمجمتي لوحدي
أجلس لأكرر مشهد العمر فاتحاً فمي للحسرة

أضرب على قلبي وأصرخ
لقد مت
لقد مت
لقد مت حقيقةً

&&&&&&&

أهدي نفسي ذهناً شاسعاً
ذهناً قادراً على استيعاب رجل وحيد
أجرح شفتي لأرمم الفراغ بالدم

المؤلم ياعزيزتي
أنه في كل عيد حب يحتاج غيابك لذهن أكبر

&&&&&&&&&&

لم أرَ عمري قط
لمحته وهو يعبر
كان سريعاً للغاية
لم أستطع أن التقطه
كنت بطيئاً

لم أجرب الحياة
دائماً ما كانت هي تنتهزني أولاً
دائماً ما كانت هي تجربني أولاً

&&&&&&&&&&&


إنني أنهض
إنني أرى
أتذكر
أفكر
"كل الخيال"

أحرك يدي بصعوبة
أقف
أجرب جسدي
إنني أمشي
أمشي
أمشي
"كل الطرقات مخيفة ومظلمة"

أقشر جلدي
"أبيع لحمي لهواء ملوث
أبيع رئتي"

أكسر الطمأنينة
"كل الطمأنينة لن تنفع
كل الطمأنينة لن تساعد"

إنني أتألم
"أفتح فجوة للحزن
أفتح باباً للحزن
أفتح قلباً للحزن
أفتح فماً للحزن "

أنكسر
"أُؤجر ظهري للخيبة
أوهب رأسي للأوهام "
إنني أبحث
"عن فراشة، عن سمكة، شجرة، راديو، كرة لأضعها بدلاً من رأسي، رأساً لأركله، سجائر لأقتل نفسي فيها، نساء، عائلة، أوهام أخرى كذبة جديدة، وظيفة، بلاد، صراع، الله، هدف أكثر أهمية
إبر ناعمة، خيوط ضخمة،
وعن دمية جديدة، عن حياة أقل خراءً أقل تعاسة، أكثر انتباهاً،
أكثر أهمية وحدوثاً

&&&&&&&

وصلت إلى هذا العالم بيدين كبيرتين للغاية
وصلت دون قلق، دون توتر، لم أكن خائفاً
القابلة التي ضربتني على مؤخرتي لأبكي أذهلتها ضحكتي
"لديه أسنان"
قالت

في البداية كنت قد تعلمت المشي
كنت أذهب للأشياء وأعانقها
السرير، الشراشف، النساء اللواتي انتظرنني، الباب، سكاكين المطبخ، طاولة الطعام، التلفاز

كانت القابلة تمشي خلفي
وتضرب مؤخرتي لأبكي
ولتخرج هي من ذهولها
لكنني كنت دائماً أضحك

كن يصرخن بوجه أمي
"إنه صبي ممسوس وكثير"

على الأقل
لم أكن خطأً كما الآن
لم أكن منزعجاً كما الآن
وصلت بيدين كبيرتين
وسأخرج بيدين صغيرتين للغاية
أبكي دون أسنان
أبكي لأن الأيادي جميعها كانت تضرب على قلبي
أبكي وأخرج من العالم
"مذهول"

&&&&&

لقد وقعت في الحياة مثل فأرٍ
مثل مصيدة...
كل الجبن الذي فكرت فيه
كل الجبن الذي ركضت خلفه بأقدامٍ هستيرية
كان وهم
كان أداة من أدوات العدم... 

تم عمل هذا الموقع بواسطة