1 قراءة دقيقة
سجين الحقيقة

كريم عمران المزدغي


سجين الحقيقة

منبهرا بوجهه يداعبه مرات بيديه وأخرى يزيل عنه آثار وبقايا الزمن...وبعضا من حبيبات الغبار العالقة على زغيبات تراكمت بشعوائية...معجب بنفسه وبزينة شبابه....انتبه أمامه وكأنه لم ير ذاك الوجه الذي يقابله ...رغم أنه كل مرة يصادفه...حذق فيه بتمعن انه هو أو كأنه هو....لكنه يبدو منتعشا بالحياة. ..والفضاء الذي يضيء حوله يؤثثه زمان ومكان. ..بينما حوله حبيبات من بلور وأشياء لامعة.....تذكر أن كلما ظهر ذاك الشخص الذي يماثله أضاء المكان واذا اختفى أظلم. ..بدأ يتساءل هل هناك علاقة بينهما...أم هي صدفة لامعة تجمعهما...أراد أن يحادثه. ...لا يسمعه رغم صوته المتكسر الحاد....زاد استغرابه...بدأ الآخر يصرخ يزمجر. ..حيث قطرات الماء تنزل على صفحة وجهه وضباب يغطي خياله...فجأة سمع ذويا وصوت سقوط زجاج...نظر حوله ...كان كل شيء يتشظى ...يهوي.... يتكسر. ..يتصدع....حينها أدرك انه ازعج الآخر الذي يشبهه فكسر المرآة التي كان يسكنها. ..وقد صار قطعا صغيرة فتاتا....وهو يتساءل عن حقيقته. ...حيث لا إجابة سوى مرآة أخرى قد يسكنها. ....


تم عمل هذا الموقع بواسطة