1 قراءة دقيقة
الراعي و خرافه

الشاعر حامد الشاعر‏ 


الراعي و خرافه
و ما عادت الراعي الذئاب تخافه ــــــــــ غوى عنه تاهت في الصحاري خرافه
و ترمى عصاه منه نامت كلابه ـــــــــ بفرط الجوى و الخوف يهفو شغافه
و من حوله يلقي شراكا لصوصه ـــــــــ و من روضه المزروع يجنى قطافه
و شيطانه ليل الهوى فيه قد غوى ـــــــــ و في ملعب الأهواء يجري احترافه
و في الحانة السكران يسقى سلافه ـــــــــ و في مسجد يجري بتقوى اعتكافه
،،،،،،،،،
و سرا بعين الدهر يغدو فساده ـــــــــ و جهرا أمام الكل يبدو عفافه
يصلي و يزني في ليالي فجوره ـــــــــ على كعبة الإحرام يجري طوافه
و نهر العطايا الحلو يجري أمامه ـــــــــ متى شاء منه كان يجري اغترافه
و شيطانه الغاوي القتيل ملاكه ـــــــــ لجرم عظيم في الظلام اقترافه
بأقوى جنون في فنون فتونه ـــــــــ غدا دمه شعبي بكأس سلافه
،،،،،،،،،
سرى داؤه في الجسم غاب دواؤه ـــــــــ و يغتاله الأعداء يوم زفافه
و حتى الحبيب الحلو يسعى لغدره ـــــــــ و يلقي على الأرض العدو صحافه
و تحكي أساطير الزمان مصيره ـــــــــ و ترمي أعاصير البلايا لحافه
و شطآن شيطان الهوى الموت تحتها ـــــــــ بصيف الردى الدامي يكون اصطيافه
دواعي عوادي الدهر يحكي لسانه ـــــــــ بليل الدواهي يحتسيه زعافه
،،،،،،،،،
و يرعى بعيدا عنه حتى قطيعه ـــــــــ فما عاد يهواه سماع هتافه
كمثل الربيع الثورة اليوم وجهها ــــــــــ نظام الفساد المر يسري جفافه
على القمة الشماء كالصقر إن هوى ـــــــــ فطيف المنى يأتي أراد اختطافه
عزيز علينا في السجال اختلافه ــــــــــ عزيز عليه في الجدال خلافه
مع الباطل الملعون كان اتفاقه ـــــــــ مع الحق دوما لا يكون اصطفافه
،،،،،،،،،
عليه إذا يوما يثور قطيعه ـــــــــ بقصر العلى خوفا يكون ارتجافه
تدور رحى الدنيا العجيب زمانه ـــــــــ يموت صريعا أو يعيش كفافه
و تدمى الليالي البدر عنها سناؤه ـــــــــ يغيب يرى الأعمى شديد ثقافه
شياطينه تغوي بشتى ذنوبه ـــــــــ أمام ملاك الموت يجري اعترافه
و أكلا هوى ذئب و كلب خرافه ـــــــــ و راع و أسفار الهدى في رفافه
،،،،،،،،
كنيل جرى خير البلاد أمامنا ــــــــــ و أعشاش طيري في مداها ضفافه
لنادي البرايا في البلايا انكشافه ـــــــــ لوادي المنايا في الحياة انعطافه
و ليل الدجى في موعد الفجر ينجلي ـــــــــ بنور بهي في الصباح انصرافه
نعى موطني الغالي عيون حماته ـــــــــ طعام الحرام المشتهى لا نعافه
إلى مذبح البلوى تساس خرافه ـــــــــ و سيف العدى قد كان يوما يخافه
،،،،،،،،،
أعاصيره تدمي و تهمي سيوله ـــــــــ كجرف البلاد الهار يبدو انجرافه
أهم هو الإنسان باد خلافه ـــــــــ بلون و عرق أو بدين اختلافه
كبدر الدجى الراعي القطيع نجومه ــــــــــ ظلام تاعمى في الكسوف انكشافه
كمثل المسيح الحلو تمشي خرافه ـــــــــ ورائي و شعري فيه يبدو زحافه
،،،،،،،،،
الشاعر حامد الشاعر
نظمت هذه القصيدة بعد اعجابي بقصيدة أبونا القس جوزيف موسى إيليا راع تاهت خرافه  و اسلهمت الفكرة منها و من سيرة السيد المسيح الراعي المثالي  و من حالة حكامنا الذين يجب عليهم أن يكونوا رعاة تقاة و حماة و ولاة في المستوى الذي نأمل منهم

تم عمل هذا الموقع بواسطة